بس م الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطبيبن الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم..

يحدثنا القرآن الكريم عن صفة اخرى من صفات المنافقين، والتي تميزهم عن المؤمنين الصادقين: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَــدُّوالَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِيـنَ } .

فمن الناس الذين يمكن ان نضمهم الى فئة المنافقين اولئك الذين لا يعملون من اجل ان يربوا انفسهم على بعض الصفات التي تعينهم على القيام بدورهم الرسالي في الحياة . فالانسان لا يمكن ان يصبح مبلغاً ، وعاملاً رسالياً في المجتمع إلاّ إذا كان أديباً او شجاعاًومعروفاً بين الناس ، وهذه الصفات يستطيع الانسان الرسالي ان يوظفها في سبيل الدعوة ، وفي سبيل تبليغ رسالات الله .
ان الانسان الذي يتهاون في اداء المقدمات رغم سهولتها يتهاون عن تربية نفسه واعدادهـا للقيام بدورها الآتي . فانه عندما يكلف من قبل القيادة الشرعية للامة بعمل ما ، تجده يختلق الاعذار والتبريرات كقوله - على سبيل المثال - : أنا لست اديباً وهذا العمل يحتاجالى معرفة بالادب .. أو أنا لست مقاتلاً لانني لم ادرب على السلاح ..
والحق ان المنافقين لو كانوا صادقين في استئذانهم لكانوا قد اعدوا العدة في ايام الرخاء لايام الشدة ، ولذلك تراهم يلجؤون الى التبريرات عندما تحين ساعة الجهاد والبذل والعطاء .
اما المؤمن الصادق فان ديدنه اعداد نفسه لكل خدمة ، لانه يحبها ويفتش عنها دائماً . فهل يمكن للانسان ان يخوض غمار الجهاد دونما تدريب ؟!
اننا جميعاً نتمنى ان نحارب بين يدي الامام الحجة عجل الله فرجه، ولكن هذه الامنية يجب ان تكون مسبوقة بالتدريب والاستعداد، والعدة التي وردت في قوله تعالى : { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }. تعني التدريب الذاتي بالسلاح، وبالاعداد الروحي والنفسي.
غير ان المنافقين لم يوفروا في انفسهم ذلك ، لذا قال الله عز وجل عنهم : { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ } . فلانهم لم يستعدوا، ولم يتهيأواللعمل الرسالي فان القرآن الكريم يقرر انهم ليسوا اهلاً لها، وذلك لان للعمل في سبيل الله فضل لا يناله كل انسان ، بل يتشرف به الشخص الذي احبه ، وجاهد في سبيله ، وهيأ نفسه له . فهو وحده الذي يوفقه الله عز وجل له . اما الانسان الذي يمن بعمله على الله جل وعلا سوف يضل ضلالاً مبيناً .