من الخطا ان نتصور ان شباب الامة لاتواجه تحديات ومن الخطا ايضا ان نعتقد ن هذه التحديات لاتشكل خطرا على شبابنا ومن الخطا ثالثا ان نفكر ان هؤلاء الشباب كانوا دائما اقوى من هذه التحديات
الشباب هم مذخور الطاقة لهذه الامة . الطاقة في مكوناتها الفكرية والثقافية وفي مكوناتها الروحية والاخلاقية وفي مكوناتها الاجتماعية والاقتصادية والساسية فاي اهتزاز في هذا المذخور من الطاقة يشكل اهتزاز للامة في كل مكوناتها الفكرية والنفسية والعملية .
ومن هنا كانت المشروعات التدميرية لمكونات الامة تستهدف اول ما تستهدف شباب الامة وبمقدار ما تقوى هذه المشروعات على احتواء الشباب يكون تاثيرها على مكونات الامة اقوى واشد وبمقدار ما تفشل مشروعات التدمير في هذا الاحتواء تكون الامة امنع واصلب في الحفاظ على مكوناتها
فما هو حجم النجاح الذي حققته مشروعات التدمير الثقافي والاخلاقي والسياسي في مجتمعات المسلمين ؟
وبتعبير اخر ما هو حجم الاهتزاز في مذخور الطاقة الشبابية بفعل مشروعات التدمير ؟
ومن اجل ان نحدد الاجابة الدقيقة نحن في حاجة الى قراءة موضوعية لواقعنا الثقافي والاجتماعي والسياسي لاكتشاف حجم الاستلاب والمصادرة لهذه الطاقات الشبابية ويفترض في هذه القراءة ان تتوفر على اجابة واضحة على هذا السؤال .
" كيف يمكن ان نصنف شباب الامة في مجتمعات المسلمين ؟ "
يمكن ان تعتمد القراءة مجتمعات محددة فالقراءة تختلف من مجتمع الى اخر ولكننا سنتكلم عن المجتمعات الاسلامية بصورة عامة .
فما هي تصنيفة الشباب في هذا المجتمع ؟
وننبه هنا ان هذا التسلسل في التصنيفة لم ياخذ في الاعتبار القيمة النوعية والكمية لهذه الاصناف
الصنف الاول : الرافضون للدين رفضا ايديولوجيا
وهم الشباب الذين اعتنقو ايديولوجيات لا دينية قد تكون هذه الايديولوجيات الحادية كما هي الايديولوجية الشيوعية وقد تكون مادية غير الحادية كما هي الراس مالية او أي ايديولوجيات اخرى وتعددت الاسماء والمسميات علمانيون ، ليبراليون ، يساريون و قوميون الى اخر القائمة .
وتعددت الصيغ وطغت التشكيلات السياسية على الكثير منها وفي صراعها الايديولوجي مع الدين _ قوة وضعفا _ ظلت محكومة لعطيات الضروف الموضوعية زمانا ومكانا .وربما فرضت عليها بعض حساباتها المرحلية أن تهادن الدين والمتدينين وأن تجمد شيئا" من مقولات التطرف في مواجهة المبادئ والقيم
لا نجد مجالا" بأن نتناول الأسباب والعوامل التي أدت الى تكون هذا الأتجاه الرافض للدين في مجتمعاتنا الأسلامية التي تملك موروثا: دينيا" اصيلا" وتاريخا" أسلاميا" متجذرا" ألا أن هذا لايمنع من أن نضع في هذا السياق وبأيجاز بعض هذه الأسباب والعوامل
السبب الاول : غياب الوعي الديني عند شريحة كبيرة من هؤلاء الشباب نتيجة لفراغ فكري وثقافي في قضايا الدين مما هيأ الذهنيات لاستقطابات ثقافية مناقضة للدين .
السبب الثاني : ندرة المشروع الاسلامي الواعي القادر على استقطاب الشباب المثقف رغم وحود الكثير من الفعاليات الدينية ا انها في الغالب لم تكن بمستوى تحديات المرحلة وحاجات العصر مما افقدها القدرة على الامتداد في عمق الواقع الثقافي المعاصر ولا يشكل ذلك عجزا في قدرة الدين نفسه انما هي الصيغ والاليات المطروحة القاصرة والمتاخرة عن استيعاب متغيرات الزمن .
السبب الثالث : التاثر في الثقافات االمناهضة للدين سواء من خلال القراءات الفكرية او من خلال الدراسات الاكاديمية التي ترفض الايديولوجية الدينية فاغلب الشباب الذين رفضوا الدين هم نتاج هذه الثقافات وخريجو هذه المدارس .
السبب الرابع : التطبيقات الدينية الخاطئة التي اعطت صورة مشوهة للدين مما خلق انطباعا سيئا هيأ لكثير من حالات الانفلات والابتعاد والوقوع في اسر الفكر الاخر .
السبب الخامس : الغرور والنزق الثقافي عند بعض المتعلمين من الشباب الذين حصلوا على شهادات اكاديمية مما اوحى لهم ان الالتزام الديني لا يتلائم مع متطلبات العصر وثقافته
لسبب السادس : الدوافع الذاتية في داخل الشباب : الرغبة في الهروب من الالتزامات الدينية وسيطرة الهوى ونزعات النفس وإغراءات الشيطان
هذا اعدكم بحلقات مكملة لهذا الموضوع