النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

الأنثروبولوجيا وارتباطها بالعلوم

الزوار من محركات البحث: 15 المشاهدات : 599 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: ♥ iЯắQ ♥
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8446
    مزاجي: இ qúỉэt இ
    المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
    أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
    موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
    آخر نشاط: 3/September/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حيدر الطائي
    مقالات المدونة: 229

    الأنثروبولوجيا وارتباطها بالعلوم



    الأنثروبولوجيا وارتباطها بالعلوم
    عبد الإله فرح
    الأنثروبولوجيا علم حديث ظهر في القرن 19م، في إطار التطور الذي عرفته العلوم الاجتماعية في أوربا الغربية، حيث اهتم هذا التخصص في تلك الفترة بالمجتمعات غير الأوربية، ونقصد بذلك المجتمعات البدائية أو المجتمعات الصغيرة والمعزولة عن طريق مجموعة من المستكشفين والعسكريين، والتي كان مخطط لها من قبل الدول الغربية بغاية توطين الاستعمار بها واستغلال ثرواتها خاصة المجتمعات الإسلامية.

    وكلمة الأنثروبولوجيا Anthropology هي كلمة مكونة من مقطعين، الأول Anthropo وتعني الإنسان، والثانية Logy وتعني علم أو دراسة؛ أي علم الإنسان أو دراسة الإنسان.

    وتعد الأنثروبولوجيا كما هو معلوم من العلوم الاجتماعية التي تهتم بدراسة الإنسان ككائن ثقافي، تصدر منه مجموعة من التصرفات، والسلوكات، والأفكار، والرموز، والعادات والمعتقدات، التي تساعده على العيش في المجتمع الذي ينتمي إليه. وهو علم يهتم بدراسة تاريخ المجتمعات الإنسانية، ويهتم أيضا بدراسة الإنسان ككائن طبيعي وثقافي واجتماعي وحضاري.
    من هنا يظهر لنا بوضوح أن الأنثروبولوجيا تهتم بالإنسان في أبعاده المختلفة، الشيء الذي يجعلنا نطرح التساؤل التالي وهو ما علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى؟

    أولا: علاقة الأنثروبولوجيا بالبيولوجيا

    تعتبر البيولوجيا أحد العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا، ويشكل الإنسان مع الكائنات الحية الأخرى المادة الخام للدراسة البيولوجية التي قد تكون على شكل ستاتيكي أو دينامي، فهو العلم الذي يدرس الإنسان من حيث بنية الأعضاء وتطورها، ويرتبط هذا العلم بالتشريح والفيزيولوجيا وعلم الوراثة، حيث يعتبر هذا الأخير من أهم الموضوعات التي تهتم بها البيولوجيا لأنها تعمل على تفسير تطور الإنسان من خلال ما يسمى بالمادة الحية، ويدخل في هذا الإطار نظرية التطور التي ترى أن الكائنات الحية تخضع لعملية التغير من أشكال بسيطة إلى أشكال معقدة تختلف في مستوى عددها وجنسها وشكلها. هذا وترى أن التطور الإحيائي عند الإنسان يحدث نتيجة لعدة أسباب منها ما يتعلق بالطفرة والانعزال والتهجين.

    والأنثروبولوجيا في هذا المستوى من الناحية النظرية هي قريبة نوعا ما من البيولوجيا، فكلاهما يحاول أن يدرس عملية إعادة إنتاج الحياة، وكلاهما يتبنى نموذج نظري للتنوع وهما: التنوع الجيني بالنسبة للبيولوجيا والتنوع الثقافي والاجتماعي بالنسبة للأنثروبولوجيا. كما أن كلاهما يبحث في الأصل، فالبيولوجيا تبحث في أصل مادة الحياة عند الكائنات، بينما الأنثروبولوجيا تبحث في أصل المجتمعات الإنسانية.

    ثانيا: علاقة الأنثروبولوجيا بالسيكولوجيا

    السيكولوجيا أو علم النفس، هو علم يهتم بسلوك الإنسان، فهو يحاول دراسة سلوك الأفراد الذين يقومون به، إنه علم دراسة الذات، والتي تسعى إلى التعبير عن نفسها من خلال مجموعة من الأنشطة، والهدف من دراسة النفس الإنسانية هو التعرف على مكوناتها وحاجاتها وإمكانية تهذيبها وتطويرها. فهو علم يصف السلوك الصادر من الإنسان ويحاول تفسيره وتوضيح أسبابه ونتائجه...إلخ.

    ويهتم علم النفس "بالمبادئ والقوانين العامة التي تحكم سلوك الإنسان السوي، ومن الموضوعات الرئيسية التي يهتم بها علم النفس العام الدافعية والانفعالات والذكاء والقدرات العقلية كالإدراك والتفكير والذاكرة والانتباه، وكذلك يهتم بالتعلم والشخصية"[1]. كما يهتم بالمبادئ الأساسية المساهمة في النمو عند الإنسان ابتداء من لحظة ميلاده مرورا بفترة الطفولة والمراهقة ووصولا إلى مرحلة الشيخوخة، حيث يعمل على توضيح العوامل المؤثرة في عملية النمو سواء أكانت وراثية أو بيئية مرتبطة بالمجتمع ككل.

    ونجد الأنثروبولوجيا تتشارك مع علم النفس في دراستها للسلوك الإنساني لكن ضمن الإطار الثقافي والاجتماعي والحضاري الذي ينتمي إليه ويعيش فيه. إلى جانب أنه يدرس تأثير البيئة على سلوك الأفراد، إذ نجد أن سلوك الأفراد بالبادية يختلف كثيرا عن سلوك الأفراد بالمناطق الحضرية.

    وضمن الأنثروبولوجيا يظهر لنا أحد فروعه وهو الأنثروبولوجيا النفسية، ويتضمن هذا الفرع دراسة علاقة الفرد بالثقافة والمجتمع فهو يدرس سلوك الإنسان في جماعة بشكل عام، أما علم النفس فيركز على الفرد بشكل خاص. هذا ويوجه الاهتمام في الأنثروبولوجيا النفسية بدراسة "الشخصية والتغير الثقافي والدراسة المقارنة للتغير المرتبط بالنمو على امتداد دورة حياة الفرد ودراسة مفهوم الهوية... ومن المؤثرات النظرية الأساسية في الأنثروبولوجيا النفسية نظرية فرويد أو التحليل النفسي"[2]..

    ثالثا: علاقة الأنثروبولوجيا بالسوسيولوجيا

    السوسيولوجيا أو علم الاجتماع، هو علم حديث تم تأسيسه على يد المفكر الفرنسي أوكست كونت في القرن 19، وهو علم وليد الأزمة، نتج عن الانتقال إلى المجتمع الحديث، والذي ارتبط أساسا بالثورة الفرنسية وهو ما عبر عنه جون ديفينيو بقوله بأن علم الاجتماع هو ابن الثورة.

    ويعرف أوكست كونت علم الاجتماع بأنه العلم الذي يدرس الظواهر الاجتماعية دراسة علمية موضوعية. أما إيميل دوركايم فيرى أن علم الاجتماع هو العلم الذي يدرس الوقائع الاجتماعية، والنظم الاجتماعية باعتبارها أشياء قائمة بالفعل، وليست نتيجة لتصورات تعتمد على مفاهيم ذاتية. أما رينيه مونيه فقد عرف علم الاجتماع بأنه "الدراسة الوصفية المقارنة التفسيرية للمجتمعات الإنسانية حسب ما تسمح به مشاهدتها في الزمان والمكان"[3].

    وموضوع السوسيولوجيا هو الظاهرة الاجتماعية التي ينتجها المجتمع. إنها دراسة الإنسان ككائن اجتماعي باعتباره عضوا في أحد المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية أو باعتباره عضوا في أحد المؤسسات السياسية كالحزب أو في الإدارات الحكومية. كما يهتم بدراسة القيم والمظاهر المنحرفة مثل الجريمة. ويهتم أيضا بالحركات الاجتماعية كالثورات والانقلابات وأي تغير أو تحول يطرأ في المجتمع أو في مؤسسة معينة. وهذا ما أدى إلى ظهور مجموعة من الفروع التي تدخل ضمن علم الاجتماع العام مثل علم الاجتماع التربوي، علم الاجتماع الحضري، علم الاجتماع القروي، علم الاجتماع السياسي، علم الاجتماع التنظيمي... إلخ.

    وترتبط الأنثروبولوجيا بعلم الاجتماع منذ القرن 19، حيث تتعدد مظاهر هذا الارتباط في وجود فرع متخصص هو الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وهذا الأخير يطلق "على التراث المهيمن في الأنثروبولوجيا البريطانية. وذلك وفقا لتأكيد العلماء البريطانيين على مفاهيم مثل: المجتمع والبناء الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي"[4].

    وإذا كان علم الاجتماع يهتم في دراسته بالمجتمعات ذات التنظيم المعقد مثل المجتمعات الصناعية، فإن الأنثروبولوجيا الاجتماعية تهتم في دراستها بالمجتمعات ذات التنظيم البسيط مثل المجتمعات الصغيرة، فهي تنصب في دراستها على الشعوب التي تختلف كثيرا عن ما يسمى بالدولة، بمعنى آخر أنها تهتم بالمجتمعات البدائية أو المجتمعات التي لا تعرف الكتابة والقراءة أو المجتمعات العشائرية أو القبلية، بهدف التعرف على أصول النظام الاجتماعي لهذه المجتمعات، والفروق الاجتماعية التي تميزها عن بعضها البعض. وهذا ما جعل مجموعة من الباحثين يرون أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية هو فرع من فروع علم الاجتماع نظرا للتشابه بينهما في دراسة المجتمع.

    رابعا: علاقة الأنثروبولوجيا بالتاريخ

    يعد علم التاريخ من أهم العلوم الاجتماعية، نظرا لأنها تساهم في مد علماء هذه العلوم بجذور الفكر الإنساني منذ آلاف السنين، وهذا ما يظهر بوضوح العلاقة التي تجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا بصورة مميزة. فدراسة الإنسان ككائن ثقافي واجتماعي وتاريخي لا يمكن أن تتم إلا من خلال انفتاح الأنثروبولوجيين على تحليلات المؤرخين والتي تتناول مجموعة من القضايا المتعلقة بالمجتمعات الإنسانية ككل.

    هذا ومن المؤكد أن الظاهرة الإنسانية هي في حد ذاتها ظاهرة تاريخية، تقوم على ثلاثة أسس وهي الزمان والإنسان والمكان. إذ لا يمكن تصور الفعل التاريخي للإنسان خارج عن هذه الأسس. فالزمن هو الذي يعطي للفعل الإنساني صفتها التاريخية. أما المكان فهو المسرح الاجتماعي الذي تقوم فيه الأحداث. أما الإنسان فهو محور كل شيء وهو صانع التاريخ بهذا المعنى.

    وما يميز التاريخ أنه "يدرس الأحداث الإنسانية الفريدة غير متكررة المرتبطة بزمان معين ومكان معين"[5]، بينما الأنثروبولوجيا يمكن لها أن تدرس الظواهر الإنسانية المتكررة والمتعددة في الماضي والحاضر وفي أي مكان.

    وتمتد جذور العلاقة بين التاريخ والأنثروبولوجيا في بروز أحد فروع الأنثروبولوجيا كالأنثروبولوجيا التاريخية. وفي استخدام هذا الفرع ما يسمى بالمنهج التحليلي المقارن، الذي يعتبر من أهم مناهج البحث العلمي للأنثروبولوجيا، لأنها تعمل على دراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بصورة عامة.

    إن الأنثروبولوجيا كباقي العلوم الاجتماعية تسعى إلى دراسة الإنسان في تطوره وتغيره في كل المستويات، فهي تبحث في أصول الإنسان، ولا يمكن لها إلا من خلال التاريخ، فدراسة ماضي الإنسان بالرغم من تعقده يساهم بشكل أو بآخر في فهم حاضره والتعرف على مستقبله.

    خامسا: علاقة الأنثوبولوجيا بالسميائيات

    السميائيات في أبسط معانيها تعني البحث عن المعنى، فهو علم حديث ما زال في طور التأسيس غرضه دراسة العلامات والرموز داخل الحياة الاجتماعية. حيث يحاول هذا العلم أن يستفيد من العلوم الإنسانية كاللسانيات وعلم النفس في تفسير وظيفة العلامة والقوانين التي تحكمها. فالغرض من السميائيات كعلم هو دراسة العلامات التي ينتجها الأفراد المنتمين إلى جماعة معينة أو مجتمع معين، وخاصة تلك العلامات التي تستخدم في التواصل بين الأفراد. والعلامة بطبيعتها تأخذ شكلين، شكل رمزي مرتبط بالفعل اللساني، وشكل مادي مثل علامات المرور أو الملصقات، وهي علامات كلها تهدف إلى التواصل مع الأفراد.

    وترتبط الأنثروبولوجيا بالسميائيات ارتباطا وثيقا منذ بداية القرن الماضي نظرا لاهتمام كل منهما بدراسة وتحليل العلامات التي ينتجها الإنسان، وكلاهما يساهم بشكل كبير في تفسير المعاني والخطابات الرمزية والمادية التي يؤسسها الإنسان مع أخيه الإنسان. إذ يركزان في دراستهما على سلوك الإنسان باعتباره كائن ثقافي رمزي بالدرجة الأولى. إلى جانب ذلك فكلاهما يستفيدان من بعضهما البعض من حيث المناهج العلمية.

    ـ وفي ختام القول، نخلص إلى أن الأنثروبولوجيا كباقي العلوم الاجتماعية مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ... إلخ. تهدف إلى دراسة الإنسان ووضعه قلب الاهتمام، فهو علم متعدد الأبعاد ومنفتح على باقي العلوم. هذا ونرى أن فهم الإنسان لا يمكن إلا من خلال إخضاعه للدراسة الميدانية، فهو كائن فريد من نوعه بالرغم من أوجه الشبه مع باقي الكائنات الحية.
    * باحث من المغرب
    ...........................................

    الهوامش:

    [1] د. صالح حسن أحمد الداهري و د. وهيب مجيد الكبيسي، علم النفس العام، دار الكندي للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة الأولى (بدون سنة نشر) ص 25.
    [2] د. سعاد علي حسن شعبان، الأنثروبولوجيا الثقافية لأفريقيا، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة القاهرة، 2004، ص 12 ـ 13.
    [3] رينيه مونيه، المدخل في علم الاجتماع، ترجمة السيد محمد بدوي، الإسكندرية، 1949، ص 4.
    [4] د. سعاد علي حسن شعبان، الأنثروبولوجيا الثقافية لأفريقيا، مرجع سبق ذكره، ص 13.
    [5] د. محمود عودة، أسس علم الاجتماع، دار النهضة العربية للنشر والتوزيع، بيروت، ص 35.





  2. #2
    من أهل الدار
    قائد الاحزان
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,733 المواضيع: 1,552
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6876
    مزاجي: متفائل رغم قساوة الحياة
    المهنة: lawyer
    أكلتي المفضلة: دولمه وسبانغ
    موبايلي: htc_ one
    آخر نشاط: 13/May/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محامي الحب
    مقالات المدونة: 19
    موضوع مفيد ..تقيم مستحق

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,302 المواضيع: 74,486
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95876
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 21 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    شكرا ع التقرير الرائع أخي حيدر
    سلمت يداك

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    وجودكم هو الاروع
    شكرا لكم
    ودمتم بود

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال