اعترافاتٌ عشقيّةٌ صامتةٌ (قصة حب قصيرة )
أكان قدرٌ أم ميعاد الذي أخذ أقدامي إليك ؟؟!
أتذكرُ لقاءَنا الأول كم كان منسوجاً من خيوطِ البراءةِ واحمرار ِالوجنتين ؟
والعيونِ الهاربةِ من اللقاء , الأيدي الراغبةِ الممتنعةِ عن الاقتراب ، الكلماتِ المزدحمةِ باب حنجرتيْنا مطأطأة الرأسِ خجلاً من أن تدقَه وتدخل .
كنا نحاول أن نصطنعَ الحروفَ لنُخرجَ فقط ضجيجًا يكسرُ الهدوءَ خوفًا من فضحِ دقاتِ قلبيْنا التي طالما حاولنا اخفاءها هربا من بدايةِ الاعتراف بصوت عالٍ .
_...كيف حالك ؟
_الحمد لله , وأنتَ ؟
_الحمد لله .
_كيف قضيت يومِك ؟
_مثل أي يوم , بلا جديد وأنت ؟ في نفسها : فما جديدٌ غيرك في حياتي , ألا تريدُ أن تتحدثَ عن شيءٍ آخر ؟
_قضيته بين العملِ والمنزل . في نفسه : (ألستُ جديدًا في حياتِك ؟! في نفسي أشياء كثيرة أريدُ أن أقولَها ، ألا نظرتِ إلى عينيَّ نظرةَ سماحٍ لي بالحديث )
تبسمتُ خلسةً وأنا أعلم ُما يدورُ في رأسِك كما تعلم ما يدور برأسي ،تمنعتُ عن النظر , وهممتُ ذاهبةً مرتديةً وشاحَ نظرتِه الأخيرة متمتمةً مع نفسي : لعله يوقفني لكن لم يحدثْ .
دارت عجلاتُ الزمنِ والصمت ما زال حديثنا الوحيد , نحتسي قهوتَه معاً صباحاً مساء ، ونسكبُ كلَّ ما في قلبينْا بين الرشفةِ الأولى وما قبل الأخيرة , محاولين أن نبقيَ على الأخيرةِ لتكون حجةً للقاءٍ جديدٍ عساه يكون لقاءَ كسرِ الفنجان وتجديدِ نوع القهوة .
(في اعترافات صامتة كالعادة )
_ اشتقتُ لكِ .
_اشتقتُ كثيرا لك .
_لماذا لا تظري إلى عينيْ؟ ارو ِ عطش قلبي بنصفِ رمقة فالقليلُ منك الكثير اليهما .
_أخافُ أن أتحررَ من ذاتي وأنسى العاداتِ والتقاليد وأحررُ كلماتي من حنجرتِها .
_لو تنظرين فقط ، لسبقتُك إلى التحررِ فكلماتي متجمدة على شفاهي أحيهما بماءِ سهمِ نظرتِك .
ارتشفت الرشفةَ ما قبلَ الأخيرةِ وقلت: أقلتَ شيئًا سمعتُك تتمتم
_لا سألتك ماذا حدث معك اليوم ؟!
_لا شيء جديد (أهذه كلماتك المتجمدة ؟)
قمت مستعدةً للذهابِ ...
(لو أستطيع أأن أعرف فراغات أصابعَكِ هل هي فارغة ؟...)
_ أستأذنكَ بالرحيل ... (إلى فنجانِ اعترافات ِقهوةٍ صامتة ٍآخرى ! )
سارت أقدامي تاركةً قلبي خلفي ..تمسمرت ُعند الباب لم أستطعْ الخروجَ من العتبة التفتُ إلى فنجان قهوتي إلى الرشفةِ الأخيرة ... عدتُ أدراجي سالكةً طريق اللا وعي ارتشفتُها (أتريد نظرة سماح ؟؟ ) نظرت إلى عينيك ،مسكتُ رشفةَ قهوتِكَ الأخيرةَ ارتشفتُها قائلة في وسط استغرابك وتجمد حروفِك :
في العادة أكونُ أكثرَ وتمردًا , وعصبية, وفوضوية .
مسكتَ يدي ووضعتُها على قميصِك قائلًا : لا أحبه مغلقاً أيضا , لا أضعُ العطرَ في حضورك مكتفيا ًبنسمات ِرائحةِ رذاذاتِ ابتساماتك .
ثم أغلقتَ الباب , وأخرجتَ من جارورِك علبةَ قهوةٍ جديدةٍ وفنجانين جديدين.