فصل [ في عدد أسمائها ووجه تسميتها ] عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزوجل، فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والرضية، والمرضية والمحدثة، والزهراء، ثم قال أتدري أي شئ تفسير فاطمة ؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر، قال: ثم قال: لو لا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها، لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه (1). وفي جملة من الروايات، انها سميت فاطمة لانها فطمت وشيعتها من النار، وانما فطمت بالعلم، وفطمت من الطمث، وان الخلق فطموا من معرفتها، وان الله فطمها وذريتها من النار من لقى الله منهم بالتوحيد والايمان برسوله، وان، الله فطم من أحبها عن النار. (2). وروى أن إسم فاطمة، شق من إسم الله الفاطر، وسميت الطاهرة لطهارتها من كل دنس، وطهارتها من كل رفث، وما رأت قط يوما حمرة، ولا نفاسا (3).
(1) بحار ج 43 ص 10 ح 1. دلائل الامامة ص 10. (2) بحار ج 43 ص 12 – 13 – ح 3 – 4 – 8 – 9 – 18 وايضا ص 65 ح 58 وايضا علل الشرايع ج 1 ص 178 – 179. (3) بحار ج 43 ص 15 – 16 – 19 – 20. (*)
[ 25 ]
وسميت الزهراء لأنها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور (4). روي عن أبي هاشم الجعفري قال: سئلت صاحب العسكر عليه السلام لم سميت فاطمة الزهراء ؟ فقال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين عليه السلام من أول النهار كالشمس الضاحية. وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري (5). وروي الصدوق عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في حديث، قال: كانت فاطمة عليها السلام إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال، ويخفى فإذا غابت عنه ظهر (6). وعن الصادق عليه السلام، قال: سميت الزهراء، لأن لها في الجنة قبة من يا قوتة حمراء، إرتفاعها في الهواء، مسيرة سنة، معلقة بقدرة الجبار لا علاقة لها من فوقها، فتمسكها ولا دعامة لها من تحتها، فتلزمها لها مأة ألف باب على كل باب ألف من الملائكة، يريها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدري الزاهر في أفق السماء فيقولون هذه الزهراء لفاطمة صلوات الله عليها (7).
وروي في خبر أيضا إنه لما أراد الله عزوجل أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة، وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها، فسئلن الله سبحانه أن يكشف عنهن، فاستجاب الله تعالى لهن فخلق نور فاطمة الزهراء يومئذ كالقنديل، وعلقه في قرطاء العرش، فزهرت السموات السبع والأرضون السبع فمن أجل ذلك سميت الزهراء. فكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه، فقال الله: وعزتي
(4) علل الشرايع ص 180. (5) بحار ج 43 ص 16. (6) بحار ج 43 ص 56. (7) بحار ج 43 ص 16. (*)
[ 26 ]
وجلالي لأجعلن ثواب تسبيحكم، وتقديسكم إلى يوم القيمة لمحبي هذه المرئة، وأبيها، وبعلها، وبنيها (8). ومن أسمائها أيضا الحصان، الحرة، السيدة، العذراء، الحوراء، مريم الكبرى، والبتول (9). وروي في معنى البتول، أنها التي لم تر حمرة قط، أي لم تحض، وبها سميت مريم أم عيسى عليهما السلام، وقيل البتل القطع، وسميت فاطمة البتول، لإنقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا، وقيل لإنقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى وقيل لأنها بتلت عن النظير (10). وقال ابن شهر آشوب في مناقب: وصح في الأخبار، لفاطمة عشرون إسما كل إسم يدل على فضيلة، ذكرها إبن بابويه في كتاب مولد فاطمة عليها السلام (11).
فهرس الكتاب
بيت الأحزان
في ذكر أحوال سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام الشيخ عباس القمي
[ 1 ]
بيت الأحزان في ذكر احوالات سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
الشيخ الجليل المحدث البصير الحاج الشيخ عباس القمي طاب ثراه.
[ 2 ]
الكتاب: بيت الاحزان
المؤلف: الحاج الشيخ عباس القمي (ره)
الطبعة: الجديدة الاولى
ناشر: دار الحكمة
المطبعة: أمير
ربيع الثاني 1412 هجري