شعر: أديب كمال الدين
(1)
سأكتبُ عنكِ قصيدةَ المطر
سأكتبُ عنكِ قصيدةَ الحُبّ
سأكتبُ عنكِ قصيدةَ الموت.
وسأسألكِ ببراءةِ الطفل:
أيكونُ المطر أقوى من الحُبّ؟
أيكونُ الحُبّ أقوى من الموت؟
أم هو الموت أقوى من المطر؟
(2)
سأسألكِ، إذن،
قُبلةً في المطر.
وسأسألكِ، إذن،
قُبلةً في الحُبّ.
وسأسألكِ، إذن،
قُبلةً في الموت!
(3)
أعرفُ أنكِ لن تستجيبي
فطلباتي جنونيةٌ خالصة
تربكُ قلبَكِ الباردَ المستكين
وناري سوداء مثل نار المجوس
لا تُبقي ولا تَذَر.
أعرفُ أنكِ لن تستجيبي
ولذا أعتدتُ على شمسكِ الحامضة.
فحين أقبّلكِ يختفي مطرُ قلبك
بل يختفي أرنبكِ الصغير.
وحين تقررين أن تمطري
يكون مطرُكِ، واأسفاه،
مصحوباً بالزلازل
لأنه يكون وقت انحسار البحر
وسيطرة الموت على سمائه العارية.
(4)
سأسألكِ، إذن،
موتاً مريحاً وسط المطر.
سأسألكِ حُبّاًً وسط البحر
حين يتهادى بنا مركبُ الشوق والعنفوان
عاريين وسط زرقة المدّ والجَزر.
سأسألكِ أن تكتبي بسرِّ المطر
حرفي الملتاع
لأكتب بسرِّ السرّ
نقطتكِ الغامضة.
(5)
سأسألكِ العمر كلّه
وأعرفُ أنْ لا جواب.
وسأكررُ السؤالَ كلّ يوم
فالشعرُ هو الحُبّ
والحُبُّ هو المطر
والموتُ هو المطرُ والبحر.
(6)
سأكتبُ عنكِ، إذن،
قصيدةَ الموت:
قصيدة حرفها البحر والحُبّ
ونقطتها المطر.
وسأكتبُ عنكِ، إذن،
قصيدةَ الحُبّ،
أيتها العاشقة التي تبدّلُ اسمها
كلّ يوم،
أعني سأكتبُ عنك،
بصبرٍ عظيم،
قصيدةَ البحر
حين يغرقُ شيئاً فشيئاً
وسط المطر!