آحتلال آلعقل هو آكثر خطورة من آحتلال الارض .. ~*
"العقل هو أنبل شيء في الكون خلقه الله"
هنالك الكثير من الألعاب التي تدخل بيوتنا من خلال شبكة الانترنت
أو عن طريق أقراص الـ(سي دي) المدمجة التي تباع في محلات الكومبيوتر دون إذن،
هذه الألعاب تسهم في احتلال عقول أطفالنا والهيمنة عليها من خلال المتعة بعيدا عن رقابة الأهل،
بعض الألعاب تسهم في بث (العنف) والبعض الآخر تبث (الجنس)
وبعضها تقتل (القيم الاجتماعية) ومنها تقضي على (القيم الدينية)، هذه الألعاب تحتوي على عدة مستويات
ولكي تفوز باللعبة وتحظى بجمهور كبير يحييك داخل الشاشة من خلال تشجيعه
بالإشارات والأصوات لابد لك من عبور(فخاخ) موجودة، ولأنك مصر على تحقيق الفوز
فلابد من زعزعة إيمانك والهيمنة عليه لقتل كل ما هو ايجابي تحت نشوة الفوز،
تقودك هذه الألعاب بشكل قسري ولن تدخل المكان المطلوب الذي يأهلك للنهاية اعني (الفوز)
إلا وأنت تكون مجبرا لكي تطلق النار على رمز حكومي مثل (مركز شرطة)
أو تقتل رجل شرطة أو تقتحم (دار عدالة) وغيرها وأحيانا تتعدى ذلك وتوهمك بأنك بطل حقيقي
ويتطلب منك أن تفجر بواسطة قاذفة صواريخ رمز ديني مقدس مثل (القران الكريم) أو (بيت الله)
لكي تدخل المستوى الأخير لـ(اللعبة) لتتمكن من الفوز .
هذه الألعاب تسهم من حيث لا يدري الأطفال بقتل قيمهم الدينية والاجتماعية والأخلاقية .
حتى على صعيد الأفلام السينمائية هنالك شركات يؤمن لها تمويل سخي من قبل منظمات ودول لتنتج (أفلام شيقة)
وتدفع ملايين الدولارات من اجل تمرير رسالة في نهاية الفيلم غرضها (سلبي) .
أتذكر حينما كنت طفل دخلت مرة دار عرض للسينما مع أخي الكبير وأبي وكان الفيلم يتحدث عن القنبلة الذرية
التي قذفتها أمريكا على اليابان كان اغلب الجالسين في مقدمة السينما
{كان يطلقون عليهم (أبو أربعين) بمعنى مكان الدرجة الثانية كانت سعر تذكرته (40 فلس}
يصفّرون ويحيون بطل الفيلم الأمريكي الذي قذف القنبلة الذرية على هيروشيما وقتل آلاف الأبرياء،
بمعنى هنالك العديد من المنظمات والشركات الخاصة لــ (تجميل المجرمين)
من اجل صناعتهم وتسويقهم بهيئة (أبطال)يعملون إلى حد هذه اللحظة،
فعلينا الانتباه على أولادنا من الانترنت والأقراص والأفلام التي تدخل بيوتنا .
لقد بين الكاتب جيمس هارفي روبنسون في كتابه (خلق العقل) كيفية تطور عقل الإنسان بمراحله الأربعة
(عقل الحيوان) و(عقل الإنسان المتوحش) و(عقل الطفل) و(عقل الإنسان التقليدي المتحضر)
وكان وقتها يطمح ويحلم لخلق مرحلة خامسة هي (عقل أكثر قدرة على النقد)
إذا أريد للحضارة الإنسانية أن تعيش وتزدهر،
الذي أريد أن أقوله نتمنى جميعا أن يكون بيننا الكثير من (النقد البناء) لكي نصحح كل خطوة في مسيرة حياتنا،
فأطفالنا هم مستقبلنا ولا اعتقد أن احد منا يقبل ان تكون عقولهم محتلة من خلال العاب وأفلام مدفوعة الثمن سلفا
لتحطيم قيمنا الإنسانية والدينية والأخلاقية وبالتالي القضاء على مستقبلنا
لان احتلال العقل هو أكثر خطورة من احتلال الأرض.
.
.
مقال منقول من صحيفة المثقف العدد 2565 بقلم محمود رشيد
دمتم ب ود ~