مخرج "زوربا اليوناني"... وداعاً!
كان يعد من أبرز المخرجين المبدعين لإنجازه السينمائي الضخم "زوربا اليوناني"، في العام 1964، الذي إضطلع بمهمة بطولته أنتوني كوين.
فقد توفي المخرج القبرصي مايكل كاكويانيس فجر يوم امس الإثنين في مستشفى بالعاصمة اليونانية أثينا، عن عمر 90 عاماً، إثر معاناته من صعوبات في القلب والتنفس، طبقاً لما ذكرته مصادر من المؤسسة التي تحمل إسمه "كاكويانيس"، في ليماسول بقبرص. ولم تأت شهرة كاكويانيس من خلال سرده لحياة زوربا اليوناني المأخوذة عن رواية نيكوس كازانتزاكي فقط، بل لأعماله التراجيدية الأخرى، مثل "إلكترا"، الذي نال عنه في العام 1962 جائزة اللجنة التحكيمية الكبرى ضمن مهرجان كان السينمائي.
أنتوني كوين وآلن بيتس خلال تصوير "زوربا اليوناني" عام 1964
وخلال مشواره السينمائي الطويل، ترشحت خمسة من أفلامه لجوائز الأوسكار. والى جانب إهتمامه بالسينما، عمل، كذلك، في مسرحيات وأعمال أوبرالية عديدة. وقد كان لكاكويانيس الدور الكبير في إطلاق شهرة كل من الممثلتين آيرين باباس وميلينا ميركوري. فقد أدت باباس بطولة الأجزاء الثلاثة من "يوريبيديا" وكانت من إخراجه، وهي "إليكترا" و"تروجان وومان" عام 1971، حيث شاركتها البطولة كل من كاثرين هيبورن وفانيسا ريدغريف، و"أفيجنيا" عام 1977. وأما ميركوري فقد أسند إليها دور البطولة في فيلم "ستيلا"، في عام 1955، عندما كانت تبلغ 35 عاماً. وكان هذا الفيلم بمثابة جواز سفر لكاكويانيس للإنطلاق الى العالمية. وبالنسبة الى موسيقى فيلم "زوربا" فقد قام بتأليفها ميكيس ثيودوراكس.
درس كاكويانيس الحقوق في بريطانيا، حيث قدم هناك، خلال الحرب العالمية الثانية، برامج إذاعية باللغة اليونانية ضمن الخدمات الإخبارية ل بي بي سي. وقد قاده حبه للتمثيل الى المدرسة المركزية للفن المسرحي في لندن، والى مسرح "أولد فيك". وفي العام 1949، وتحت إسم مايكل يانيس جسد دور الطاغية الروماني "كاليغولا" لألبير كامو. وبعد أن أخفق في في العمل بصفة مخرج سينمائي في بريطانيا، قرر العودة الى اليونان والإستقرار فيها، حيث قام بإخراج أول فيلم له في العام 1953 بعنوان "صحوة كل أحد".
في عام 1999 أخرج مايكل كاكويانيس آخر فيلم له بعنوان "بستان الكرز" المأخوذة أحداثه عن رواية أنطون تشيخوف، من بطولة شارلوت رامبلينغ وآلن بيتس. ومنذ ذلك الحين إضطر الإبتعاد عن الوقوف خلف الكاميرا، نظراً لحالته الصحية، ليتجه الى الإخراج المسرحي وإنشاء مؤسسة ثقافية. ومن أبرز أعماله، والذي يمكن تأمله، يومياً، في أثينا، التصميم الحالي للإضاءة الليلية لمبنى الاكروبول.