السلطات العراقية توقف طبع "الشرق الاوسط" وتمنع توزيعها في العراق
السلطات العراقية توقف طبع "الشرق الاوسط" وتمنع توزيعها في العراق
16-01-2014 12:02 PM
أحرار - أبدت النقابة الوطنية للصحفيين، امس الأربعاء، خشيتها من ان يكون إغلاق مكتب صحيفة الشرق الأوسط مقدمة لاستهداف الصحف ووسائل الإعلام المعارضة للحكومة العراقية، داعية الى حل الخلافات مع الصحيفة المذكورة عن طريق القضاء.
الى ذلك طالب مرصد الحريات الصحفية الحكومة العراقية بتقديم توضيحات عاجلة، معبرا عن رفضه لمنع الطبعة البغدادية لصحيفة الشرق الأوسط، معتبرا ان الإجراء لا يصب في مصلحة الديمقراطية الناشئة في العراق وحرية التعبير والصحافة.
وقالت النقابة الوطنية للصحفيين، في بيان تلقت 'المدى' نسخة منه امس، ان 'موقفها الثابت المناهض لكل سياسة تقوم على الإرهاب والعنف والتعصب الديني والمذهبي والقومي والطائفية السياسية، ولكل شكل من أشكال الترويج للأفكار التي تستند اليها هذه السياسة، فإنها تناهض في الوقت نفسه كل أشكال القمع والتعسف وبخاصة بحق وسائل الإعلام، وتؤمن بان القضاء هو المرجعية الوحيدة للبت في المنازعات في هذا الميدان'.
وأضاف بيان النقابة 'وفي هذا السياق تندد نقابتنا بلجوء السلطات الأمنية اليوم الى منع طبع صحيفة (الشرق الأوسط) ومصادرة نسخها المطبوعة من السوق والتعدي على مكتبها في بغداد والعاملين فيه'، معتبرا ان 'سياسة مهاجمة مقار وسائل الإعلام ومكاتبها بالقوة المسلحة وإغلاقها تليق فقط بالأنظمة الدكتاتورية التعسفية'.
ودعت النقابة الوطنية الحكومة العراقية الى 'التراجع عن الإجراءات الجائرة التي طالت الصحيفة المذكورة والعاملين في مكتبها ببغداد، واللجوء الى القضاء في فض النزاع معها'.
وشددت النقابة الوطنية على ان 'حرية التعبير مكفولة في الدستور'، ورأى ان الإجراء بحق (الشرق الأوسط) بانه 'يخالف أحكام الدستور، ونعتبره مقدمة لإجراءات مماثلة يمكن ان تطال الصحف ووسائل الإعلام التي تنظر اليها الحكومة بوصفها معارضة'.
الى ذلك طالب (مرصد الحريات الصحيفة) الحكومة العراقية بتقديم توضيحات عاجلة لقرارها الذي اتخذته أمس الاول الثلاثاء، والذي يقضي بوقف طبع نسخة بغداد من صحيفة الشرق الأوسط. ودعاها الى أن 'تعود عن هذا القرار لأنه يثير مخاوف عديدة حول مستقبل حرية الصحافة في البلاد، ويعد غير مناسب لوضع العراق الإقليمي والدولي'.
ونقل بيان المرصد عن حمزة مصطفى، مراسل صحيفة الشرق الأوسط في العاصمة العراقية بغداد، قوله ان 'قوة من وزارة الداخلية يتقدمهم عقيد في الشرطة العراقية وصلوا،أمس الاول الثلاثاء، الى حي البتاويين، وطلبوا الى المتعهد الذي يطبع ويوزع الصحيفة في بغداد وبقية مدن العراق وقف عمله على الفور'.
وأضاف مصطفى، بحسب بيان مرصد الحريات، ان القوة تحججت 'بعدم توفر بعض الأوراق الثبوتية والقانونية التي تسمح باستمرار طبع وتوزيع نسخة بغداد التي تقوم بها مطبعة محلية'.
انتقد الإعلامي عماد الخفاجي، وهو مدير المعهد الدستوري في العراق، الإجراء بحق الصحيفة، واعتبره 'نسفا لكل ما كان معتمدا من إجراءات إيجابية في الفترة الماضية. ونصح الخفاجي السلطات الحكومية 'بالتراجع عن مثل هذه الإجراءات لأنها مخالفة صريحة لشروط العمل الصحفي وحرية الإعلام وبنود الدستور العراقي'.
وعبر مرصد الحريات الصحفية عن مخاوفه ان 'من أن يتحول القرار الآنف الى إجراء روتيني قد يصيب بقية الصحف ووسائل الإعلام المحلية الأخرى خاصة'.
ورأى مرصد الحريات الصحفية ان 'قرار الحكومة غير مجد وفقا لنوايا من ورائه لأن صحيفة الشرق الأوسط كبقية الصحف العربية والعالمية تمتلك مواقع إلكترونية تنفذ من خلالها الى جمهور واسع يعتمد الإنترنت