تكريم المواليد الجدد في الثاني عشر من ربيع الأول ضمن نشاطات «عاصمة السياحة لعام 2014»
مسيرة الى قلعة أربيل الأثرية بمناسبة المولد النبوي الشريف («الشرق الأوسط»)
الشرق الأوسط/أربيل: محمد زنكنه:لذكرى المولد النبوي الشريف خصوصية وطعم خاص في أربيل، حيث تعد المدينة من أولى المدن في العالم إحياء لهذه الذكرى التي بدأها قبل مئات السنين السلطان مظفر الدين كوكبري. هذا العام احتفلت المدينة بهذه الذكرى بطريقة خاصة، كون المدينة اختيرت كعاصمة للسياحة العربية لعام 2014. وأعدت الهيئة العليا المشرفة على فعاليات عاصمة السياحة برنامجا ضخما لمدة أسبوع كامل، ضم اليوم الأول منه مسيرة على الأقدام من المتنزه العام وسط المدينة صعودا لقلعة أربيل التاريخية حيث معقل السلطان مظفر الدين. أما اليوم الثاني الذي كان أمس ضم زيارة للجوامع والمساجد التي تقام بها مراسم المولد النبوي الشريف، بالإضافة إلى وضع مجموعة سرادقات في شارع القلعة باتجاه مبنى المحافظة، لتوزيع الحلويات. كما أعلنت الهيئة العليا المشرفة على فعاليات أربيل عاصمة السياحة العربية 2014، في بيان لها نشر على موقعها الخاص، «تكريم المواليد الجدد كافة الذين يولدون في الثاني عشر من ربيع الأول، حيث من المتوقع أن يصل عددهم بحسب الجهات الصحية إلى نحو 70 أو 80 طفلا». افتتاح المهرجان كانت له أهمية خاصة، حيث شهد مشاركة واسعة من أكبر عدد من المواطنين الساكنين في مدينة أربيل من جميع القوميات والطوائف، من الكرد والعرب وحتى من غير الكرد من النازحين من بغداد والمحافظات الجنوبية والغربية، وبالأخص من الأنبار حيث شهدت أربيل في الفترة الأخيرة نزوح المئات من العوائل من مدن الأنبار للمدينة بعد هجوم الجيش العراقي على مدينتي الرمادي والفلوجة.
كما شهد الافتتاح «قراءة عدد من المناقب الدينية والمدائح النبوية من قبل قارئي الموالد في مدينة أربيل، بالإضافة إلى بعض الاحتفاليات العفوية في البيوت والجوامع وإقامة المآدب الخيرية (موائد الرحمن)، بالإضافة إلى توزيع أكبر عدد من الحلويات في شوارع وأزقة المدينة».
أنور صالح، (56 سنة)، وهو من سكان مدينة أربيل، بين لـ«الشرق الأوسط» أن ما تشهده أربيل هذا العام يدل على أن المدينة تعيش في سلام وأمان وتعايش سلمي، «حيث احتفلت المدينة قبل أسابيع بمولد السيد المسيح عيسى عليه السلام، واليوم تحتفل بالمولد النبوي الشريف، وهذا ما عهدناه من أربيل منذ عقود كثيرة عشناها في هذه المدينة».
نجوان، (32 سنة)، التي لجأت مع عائلتها من الأنبار بعد الأحداث التي شهدتها في الآونة الأخيرة، أكدت لـ«الشرق الأوسط أن «الضغوط التي مورست بحق المواطنين من جميع الجهات في المدينة التي كانوا يسكنون فيها جعلتهم ينسون الاحتفاء حتى بالمناسبات المباركة التي لها تواصل وجداني في ذهن كل من سكن بهذه المنطقة، لكن مجيئهم لأربيل، وهذه الخصوصية التي لاحظوها من خلال مشاهداتهم للاحتفاء بهذه المناسبة في هذه المدينة، يؤكد للجميع أن هذه المدينة تعيش جوا عفويا من الإنسانية والتعايش السلمي وتقبل الآخر». أما سردار، (48 سنة)، فلم يخف لـ«الشرق الأوسط» أن الازدحامات التي شهدتها شوارع أربيل في الأيام الماضية تسببت في الكثير من المشاكل الصغيرة، لكنه أكد أن «رجال الشرطة والقوات الأمنية (الأسايش) قاموا بواجبهم بشكل جيد دون أن تكون هناك أي حوادث مؤسفة».
مريوان نقشبندي، مدير الإعلام في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان العراق، بين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام شهد افتتاح أكثر من ثلاثة عشر جامعا جديدا، كما شهدت مدينة أربيل تحديدا احتفالات عفوية بهذه المناسبة تقدر بأضعاف ما كان يحتفل به المواطنون سنويا في هذه المدينة، حيث تقام الموالد والمدائح النبوية في البيوت والتكايا والديوانيات وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل». وأوضح نقشبندي أنه وللمرة الأولى في الإقليم «يجري نقل وقائع الاحتفالات بالمولد النبوي بشكل مباشر عبر القنوات الكردية بهذه الكمية الكبيرة، حيث تواصلت القنوات الكردية مع احتفالات الجوامع والمواطنين لمدة طويلة».
وأكد اتحاد علماء الدين الإسلامي في إقليم كردستان العراق في بيان له «شكره وامتنانه لمواطني أربيل على التعاون الإيجابي مع المحافظة والجهات الأمنية والجهات المسؤولة الذي أدى إلى نجاح الحفل الافتتاحي لمهرجان ذكرى المولد النبوي الشريف والذي بدأ أول من أمس الأحد أمام قلعة أربيل»، مؤكدا أن «الاتحاد شارك في هذا المهرجان بكل قوة، مقدما الدعم الكبير لرعاية فعالياته التي ستستمر لمدة أسبوع في المدينة».
الاتحاد أكد في بيانه وعلى لسان الملا عبد الله كرتكي أن «محافظة أربيل شاركت أيضا وبدعم كامل منها ومن خلال ترؤسها للجنة العليا لفعاليات عاصمة السياحة العربية في هذا المهرجان، وهذا ما يؤكد ويثبت الخصوصية الإسلامية لمدينة أربيل ولإقليم كردستان العراق، كون الأغلبية التي تسكن فيها مسلمة».
وسيتضمن المهرجان الذي سيستمر لمدة أسبوع فعاليات أخرى ثقافية ودينية، «من افتتاح معرض للخط والزخرفة الإسلامية وتقديم محاضرة عن تاريخ أربيل في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي والسلطان مظفر الدين كوكبري مع الحديث عن مراسم المولد النبوي الشريف في ذلك العصر، بالإضافة إلى إجراء مسابقة أفضل صوت لقراءة القرآن الكريم وأفضل فرقة للأناشيد والمدائح الدينية وزيارة داري الأحداث والمسنين وتقديم الهدايا لهم».
كما سيقدم النائب السابق في برلمان إقليم كردستان العراق ورئيس لجنة الأوقاف فيها، بشير الحداد، محاضرة حول «أوضاع الأديان في الإقليم، وسبل التعايش السلمي وتعدد الأديان في إقليم كردستان، وستمنح في اليوم الأخير الهدايا لأسر الأطفال المولودين في يوم المولد النبوي الشريف، وسيختتم المهرجان بمحاضرة من قبل اتحاد علماء الدين الإسلامي حول الأوضاع الدينية والتآخي والتسامح الديني في الإقليم».
كاردينيا