جدي الكبير
ان جدي يسكن الانفاق وياكل القمامة
انه لم يرى النور يوما
يتركنا في اول المشوار ويدخل الى اول حانه
يعرينا من ملابسنى لاجل ان يدخل هذه الحانه
نجر به في الطرقات خجلأ من الشمس
خجلأ من جدتي تلك الحمامة البيضاء
أختلطت عليه ما عاد يعرف هو جدي ام انا جدة
أستعين به لخبرني عن الظلماء واللوان القاتمة
يحدثني يرسم الطريق باعقاب السكائر
انه مجنون بين الحين والاخر
تراوده افكار هي اقرب للحقيقة
ينادي بها في ساحات الاسواق القديمة والحدائق
لم يسمع له احد سوى مصابيح الشوارع
ليس له منزل سوى كوخ صغير في وسط الغابة
أهداه لصديق هو اكثر منه حاجه
يقف أيام دون حراك يتامل كثيرأ
خفنى انا وجدتي ان يتركنا في وسط الطريق
تناديه جدتي باصوات مختلفه ....
ويعم الصمت على الجميع حتى جدتي
جدتي سيده جميلة كانها مصباح زيت قديم
تحكي قصص طويلة عن طفولتها
كلماتها والحروف تخرج منها كالجواهر
تخرج في الصباح كانها صوت فيروز
تتنقل بين الاشجار تجتمع من حولها العصافير والازهار
أبتسامتها كانها لوحه رسمها فنان معاصر
تطلق الحب في كل اتجاه حتى في المقابر
عند سماعها لبكاء طفلا تطبق جفونها عليه
حتى يسكت يتمتع بالمناظر
أسالو عنها في كل المنازل والحدائق والطيور
تدعو ربها في كل صباح
لاجل تنملا النهار والجداول
انها سيده كبير وجميلة انها بغداد الحبيبة
جدي هذا الشيخ الكبير
جدي مكمل لعباره الاصاله والعراقه انه ( العراق )
لم يكن له اسم لولا تلك الحمامة
الشاعر
نجاح ابو النون