ننظر لهذه الصور ونحن نقول في انفسنا.. فعلا انها صور جميلة ومن قام بالتقاطها لديه منظور جميل. لكن، لا احد قام بالتقاطها. فإنها ليست صورة فوتوغرافية، صدق أو لا تصدق، إنها واحدة ضمن مجموعة من أكثر اللوحات واقعية، أو ما يسمى "واقعية فوتوغرافية"، التي رسمها الفنان الأمريكي دينيس بيترسون، 64 عاما، من مدينة نيويورك لمشاهد من الحياة الحقيقية، والتي تركت الجمهور والنقاد في دهشة، متساءلين مع كل تفصيلة صغيرة خطتها ريشته.
تبدو الصورة كانها فوتوغرافية، بينما هي رسم يد!وكما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فإن النظرة الأولى على اللوحات، لا تعطي أكثر من إنطباع بمشهد عام من حياة المدينة، لكن النظرة الفاحصة عن قرب، تكشف عن موهبة مكنت الفنان من رصد حتى التفاصيل الدقيقة للأشخاص والأشياء الصغيرة، والإنعكاسات الباهتة على النوافذ، والزوايا والأبعاد المتعددة في اللوحة، كلها ظهرت بضربات فرشاة فنان موهوب.
وكان بيترسون من أوائل فناني "الواقعية الفوتوغرافية" في نيويورك في ستينيات القرن الماضي، وأوائل السبعينيات، وأحد مؤسسي هذا التيار في الفن التشكيلي. وبدأ بالتقاط صورة صغيرة، وقام بتكبيرها الفين مرة، حتى حصل على كل طوبة في الجدار، وكل تعبير وجه، وكل ورقة شجر، الآن تباع لوحاته بحوالي 30 الف دولار للوحة الواحدة، وتمثل مشاهد من الشارع في نيويورك احدث أعمال الفنان، وتعرض فيه أعماله في قاعات بمختلف الولايات الأمريكية، على جانب دول أوربا كفرنسا وسويسرا.
وعلى موقعه الإلكتروني يقول الفنان: "هدفي هو إنشاء تكوينات لا تنتمي لزمن معين، تستوقف من يشاهدها، وتثير أعمق مشاعره واكثرها صدقا".