طريق ظلامية القلب :
وخفض القلب في الاشتغال بغير الله , ووقف القلب في الغفله عن الله ..
واما ما يجعل القلب مظلمآ منها الاشتغال بغير الله , بسبب الغفله .
بالنسبه للمفهوم الاول الا وهو :
1 - الاشتغال بغير الله :
فان كل كلام ليس له علاقه بالله سبحانه او ما يقرب الى الله تبارك وتعالى فانه لغو , فعن امير المؤمنين - عليه السلام - : (( كل كلام ليس لله فيه ذكر فهو لغو )) . والله سبحانه وتعالى يامرنا بالاعراض عن اللغو لما فيه من اخطار على النفس والمجتمع فقال عز وجل : (( والذين هم عن اللغو معرضون )) . فاللهو واللعب والفحش وكل كلام ليس فيه فائده فان ذلك يعني الاشتغال بغير الله تبارك وتعالى . بل كل عمل من اعمال الجوارح او الجوانح , اذا لم يكن يصب في التقرب الى الله فان ذلك يعني الاشتغال بغير الله عز وجل .
اللعب واللهو يحول قلب المؤمن الى قلب جاهل وبالتالي فان الانسان يميت قلبه , ويحوله الى قلب مظلم موحش , فعن امير المؤمنين - عليه السلام - : (( الجهل يرديك )) . لان الجهل يجعل الانسان حيرانآ شاكآ في اصل وجوده ومعاده . لا تردعه المواعظ , ولا يقبل النصح .عن امير المؤمنين علي - عليه السلام - (( الجاهل ح-يران )) وعنه ايضآ : (( الجاهل لا يرتدع , وبالمواعظ لا ينتفع )) . .
الغفله هي : (( فتور النفس عن الالتفات والتوجه الى ما فيه غرضها ومطلبها , اما عاجلآ او آجلآ )) .
وهي كما مر في حديث الامام الصادق - عليه السلام - تجعل القلب مظلمآ , بل هي مميته للقلب , واليك قسمآ من اضرارها حتىتنتبه الى خطرها :
عن امير المؤمنين علي - عليه السلام - (( الغفله اضر الاعداء )) و (( الغفله تكسب الاغترار وتدني من البوار ))
اما الاسباب التي تجعلنا نحقق النجاح في تنوير القلب فيمكن ان نجعلها في ثلاث نقاط وهي :
اولآ : السعي الى معرفة النور :
وجود سنخيه بين الاهداف والوسائل وتوضيح ذلك هو : اننا لما نريد ان نصل الى هدف سامي فلا بد ان نسلك وسائلآ نظيفه للوصول الى هدف نظيف وسامي , والنور من المفاهيم العظيمه التي اذا حصل عليها الانسان فان ذلك يعني نجاحه في الدنيا والاخره .
ما هي الوسائل النوريه التي توصل الى النور ؟؟
الجواب : عن محمد بن فضيل , عن ابي الحسن - عليه السلام - قال : سالته عن قول الله عز وجل : { يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم } . قال : (( يريدون ليطفئوا ولاية امير المؤمنين - عليه السلام - بافواههم )) قلت : قوله { والله متم نوره } قال : (( والله متم الامامه , والامامه هي النور )) وذلك قوله تعالى : { فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا } قال : النور هو الامام وحب اهل البيت - صلوات الله عليهم - او الايمان بولايتهم او اتباعهم والمعرفه بهم - عليهم السلام - فذلك ما يجعل القلب منيرآ ففي الحديث الشريف : (( نحن نورآ لمن اتبعنا ))
ثانيآ : التمسك الكامل بالشريعه :
اي العلم والعمل , باحكام الشريعه , ومعالمها , وادابها , وسننها , وترك عملية الانتقاء لما يوافق الطبع والهوى , فان ذلك مما يوصل الى الكفر , فالبعض يعمل باحكام الشريعه التي تطابق هواه , ولا ينتبه الى ان ذلك جزء من الانكار , والاخطر من ذلك , من يبتكر ويصنع لنفسه طريقه دينيه جديده ليس لها اساس في دين الله تبارك وتعالى .
ثالثآ : تغيير العادات :
لانارة القلب ينبغي التخلص من العادات السيئه والتحلي بالعادات الحسنه , فالعادات السيئه تمنع التقدم والكمال , بل قد يصبح المعتاد عبدآ لعادته ان لم يتخلص منها .عن امير المؤمنين - عليه السلام (( العاده عدو متملك )) وعنه (( العادات قاهرات )) . وعنه - عليه السلام - (( افضل العباده غلبة العاده )) .
وهناك بعض الناس يجدون صعوبه في تغيير عاداتهم لانها مستحكمه بعض الشيء فكيف يمكن نغير هذه العادات ؟؟
الجواب : يمكن في عدة نقاط :
1 - كما ان العادات نشات من التكرار , فكذلك العادات الطيبه تنشأ من التكرار ايضآ .ولذلك احاديث المعصومين - صلوات الله عليهم - تشجع على تعويد النفس على الصفات الطيبه , يقول امير المؤمنين _ عليه السلام _ (( عود اذنك ولا تصغ الا الى ما يزيد في اصلاحك استماعه , فان ذلك يصدىء القلوب ويوجب المذام )) وعنه : (( عود لسانك لين الكلام وبذل السلام يكثر محبوك ويقل مبغضك ) .
2 - مجاهدة النفس : فان مجاهدة النفس للعادات السيئه سبب مهم في الاقلاع عنها , عن امير المؤمنين - عليه السلام - : (( جهاد النفس ثمن الجنه فمن جاهدهاملكها , وهي اكرم ثواب الله لمن عرفها )) .
3 - تكلف فعل الخير : اي العمل باعمال الخير حتى ان لم تؤمن بها , ومحاولة تمثيلها حتى تصبح ملكات , فعن رسول الله - صل الله عليه واله : (( تكلفوا فعل الخير )) .وهكذا بقية الصفات , فاذا عمل الانسان بهذه النقاط يستطيع ان يغير عاداته السشيئه بعادات طيبه ان شاء الله سبحانه .
والحمد لله رب العالمين