الاكزيما هي احد اشكال الحساسية التي تصيب الجلد وتظهر هذه الحساسية بشكل بثور تسبب احمراراً وتورماً للجلد مع حدوث تقيح وتقشر وافرازات جلدية يصاحب ذلك حكة شديدة ومزعجة يمكن ان تنتهي بالاصابة بالجراثيم المجهرية وخصوصاً بكتريا واسباب حدوث الاكزيما عديدة منها ما هو داخلي كأن يكون فرط حساسية الجسم أو تدخل بعض العناصر الغذائية أو وراثياً أو غير ذلك ومنها وما هو خارجي ناشئ عن حدوث تحسس الجسم من جراء التعرض لبعض انواع المواد الكيميائية كالاصباغ والمنظفات والمذيبات الصناعية وبعض المعادن كالنيكل والمواد المستخدمة في الدباغة وأحياناً بعض انواع الصابون.

وتظهر الاكزيما في مناطق معينة من الجسم مثل الوجه والرقبة والجذع والمناطق المتعفنة والرطبة عند المفاصل مثل باطن الركبة والمرفق، واغلب ما تصيب الاكزيما اليدين والرسغ. وتكون الاكزيما بشكل احتقان شديد مصحوب بتقشر الجلد وتكون طبقة سميكة منه نتيجة الالتهاب المستمر وعدوى الجراثيم. وعند اجراء فحص الدم يلاحظ وجود ارتفاع في مستوى دلائل معينة على فرط الحساسية مثل كريات الدم البيضاء الحامضية (Eosinophils) والاجسام المناعية من نوع (IGE) وتكمن المشكلة في الاكزيما في عدم المقدرة على السيطرة على الحكة الشديدة الناشئة عن الالتهاب وخصوصاً لدى الأطفال، بينما تكون المشكلة عند الكبار في كون الاصابة اغلب ما تحدث في مناطق مثل باطن الكفين أو القدمين، وهذه الاجزاء هي في تماس مباشر مع العديد من مسببات الاكزيما مما قد يكفل ديمومة واستمرار المرض. واسوأ ما يمكن ان يحدث كنتيجة للحكة هو حدوث عدوى بالكائنات المجهرية فيتفاقم الالتهاب وتزداد سماكة الجلد مما يجعل العلاج المتبع غير فعال في الغالب أو بطيء الاستجابة.

ويعتبر احياناً العلاج بالاعشاب بديلاً اقل مشقة وكلفة وأكثر فاعلية من العلاج التقليدي. يضاف إلى ذلك تجنب العديد من التأثيرات الجانبية التي تظهر باستخدام الأدوية الاعتيادية المتبعة في حالة الاكزيما مثل (الكورتيزونات) ومضادات (الهنتامين) والمضادات الحيوية.

في حالة الاصابة بالاكزيما هناك أربعة انواع من الاعشاب تستخدم للعلاج على أربعة محاور للسيطرة على المرض كلياً. هذه الانواع تشمل الاعشاب التي تعيد التجدد لخلايا الجلد، الاعشاب المضادة للحكة، الاعشاب المرطبة للجلد، والاعشاب التي تمتلك خواص المضادات الحيوية.

ولكل نوع من هذه الاعشاب تأثير محدد. فالاعشاب التي تساعد على تجدد الخلايا السليمة تزيد من سرعة شفاء المناطق المصابة وتمنع اصابة الخلايا الأخرى غير المتأثرة بالمرض. تستخدم مثل هذه الاعشاب داخلياً ومن الأمثلة عليها عشبة الشاترج (أو بقلة الملك). يمكن عصر اوراق هذه العشبة وتناول ملعقة شاي من هذا العصير أربع مرات يومياً. هناك، أيضاً، حشيشة الافعى وهي عشبة تنمو بكثرة في مناطق مثل السليمانية يستخدم النقيع البارد لاوراق هذه العشبة ثلاث مرات يومياً بمقدار فنجان قهوة صغيرة لكل مرة. يمكن أيضاً استخدام القريص (أو نبات النار) وهو نبات ينمو في مناطق عديدة من العراق وخصوصاً في الصحراء الغربية، يمكن الاستفادة من النقيع المأخوذ من أي جزء من نبات القريص سواء كان الأوراق أو الازهار أو الجذور وتناوله بحسب الحاجة. لأزهار البنفسج نفس تاثير نبات القريص ويمكن استخدامها وتناولها بنفس الطريقة. وتنمو في العمادية ومندلي ورانية عشبة تسمى ويسار (أو ارقطيون) يعتبر نقيع جذورها علاجاً قوياً للاكزيما ويمكن تناوله بنفس الطريقة لحشيشة الافعى.

ولأن الحكة هي من أهم المشاكل التي تسبب تفاقم الاكزيما، فالحيلولة دون حدوثها يعتبر امراً اساسياً في العلاج. ومن أفضل الاعشاب المانعة للحكة هي حشيشة القزاز (قزازة) تنمو هذه العشبة بكثرة في مناطق مثل كركوك وسامراء وديالى والموصل. يمكن هرس الأوراق والاجزاء الطرية في العشبة واستخدامها بشكل كمادات على المناطق المصابة.

وقد تكون البشرة في المنطقة المصابة من الجلد جافة ومتقرنة نتيجة لفقدان السوائل منها ولتحلل وموت الخلايا وبسبب الالتهاب المستمر مما ينشأ عنه زيادة سمك طبقة الجلد وحدوث تشوه وندوب على نحو غير مرغوب فيه أو غير ممكن تحمله وخصوصاً عند النساء.

مثل هذه المشكلة تستدعي استعمال اعشاب تزيد من رطوبة وطراوة المناطق المتأثرة كما ان لهذا الاستعمال تأثيرة الايجابي في زيادة، فاعلية العلاجات الأخرى. ومن أهم الاعشاب المرطبة للجلد والتي تستخدم موضعياً على الأجزاء المصابة هي الختمة (غاسول) والخبيزة والغرغر. يمكن وضع كمادة من نقيع الجذور أو الأوراق لكل من الختمة والخبيزة ووضعها وهي دافئة على الجلد المصاب بحسب الحاجة.

اما الغرغر فيمكن استخدام مطحون اللحاء بنفس الطريقة.

يمكن أيضاً المحافظة على رطوبة الجلد المصاب ومنع التشفق وحدوث النزيف عن طريق استخدام الاعشاب القابضة التي تعمل على شد انسجة الجلد والخلايا بعضها إلى بعض مما يمنع فقدان الماء وحدوث النزيف من مسامات وشقوق الجلد. ومن الاعشاب ذات الخواص القابضة القيصوم الذي ينمو في الصحراء الغربية والذي يمكن هرس اوراقه واستخدامها بشكل كمادات

إضافة إلى الوسائل العلاجية المذكورة آنفاً، فهناك وسائل وقائية وداعمة للطرق العلاجية تساهم كثيراً في الاسراع بالشفاء من الاكزيما وتقلل احتمال حدوثها مستقبلاً. ومن أهم هذه الوسائل هي التغذية إذ يجب اولاً الامتناع عن الاغذية التي تسبب الحساسية متى ما عرفت. وقد وجد ان حليب البقر والبيض والجبن بانواعه والسمك والسكر وبعض انواع المواد الحافظة الموجودة في المعلبات من أكثر اشكال الاغذية تسبباً في فرط الحساسية والاكزيما. يجب أيضاً الاكثار من تناول الاغذية الحاوية على فيتامين A) و (E وكذلك الزنك، أو تناول هذه العناصر على شكل حبوب يمكن الحصول عليها من الصيدليات لما لها من تأثير ايجابي كبير فيحفز تجدد نمو الجلد السليم. أيضاً يمكن تناول ثلاث ملاعق شاي يومياً من زيت بذور الكتان للغرض نفسه.