ياليلــةً طـالَ أنتِظاري لها عــُمراً
وَألأقدارُ مـِنَ اليآس تـُدنيني
تـَحتَ ضـَيء القـَمر أكــتـُب قـَصائدي
وَالأثيرُ يـُبَعثرُ أوراقي وَيـُبكيني
شـاحـَت النِجوم بِوجهِها عن تـَسأؤلي
وَآتاني الــجَوابُ عــَقيمِ
فـَسِرتُ خـَلفَ الضــَباب أبـحــَث عَنها
وَشوكَ الظلامِ يـُدميني
كــَناسِكٍ أمســَيتُ في عـــِشقِها
وَهي الدَيّر الذي يؤويني
تتــَهافت الآهات في أحــضانِها
وَعلى صـَدرِها يغفو أنيني
يانـُقطةَ ضـَعفي لولاها لـَكنتُ أميراً
ولكنني في حــِصنِها أسيرِ
ماأروع السِجنُ بينَ أضلُعِ صــَدرِها
وَما ألذَها في تـَعذيبِ
لو أنصـَفني الدهرُ يوماً وَقالَ لي
سأجعلُ منكَ سـَجاناً وَأجلُ مِنها أسيرِ
وَسَأُمـَكنكَ مِن عـَنفوانِ شـِموخِها رَاضِخَةً
لـِتـُشفي مِـنها الغـَليلِ
وَاُفـَوضَ أمرَها بـَينَ يـَديك تـَحـكِمـُها
تـُقلِبَها بِكـَفيك شِمالٍ وَيمينِ
سـَأجـعَلها تـَدفع ثـمن غرورِها نـَدماً
وَأدفَعُ بها اليكَ لـِتفعل المـُستحيلِ
فـَقط أعطِني التـَصريحُ وَأنا سأأتي بها
دونَ تحميلِ أياكَ جــَمِيلِ
لالا- وأبيـكَ يادهرُ ماأنصـَفتني وَماأنـَصَفتها
فـاُفٍ لـَك مِـن خـَليلِ
أتـَجعـَلَ مـِني جـَلاداً وَتـَجعَلَ مِنها ضـَحيةً
أهكذا الحــُكم على القـَواريرِ
لـَم أشكو مِنها اليك مـَظلَمَةً
وَلم أطلِبَ العدل مِنكَ يوماً
بِمَحضِ أرادتي سـَلمتُها زِمامَ أمري
وَأرتضيتُ بِها سـَجاناً وَأنا السَجينِ
فـَأغرب بـِوَجهِك عـَني يادهر
ولاتـَجعل لي مَهرباً مِنها ولاسـَبيلِ
لاتـَكن نـَجوى بيــننا وَتمَزِق وَشائج حـُبِنا
صـِنوان هي وَأنا كآطلعُ النــَخيلِ
لن أسمـَح لك الأقتِرابُ مِنها ماحـييت
فـَحبي لها كـَعاشِقِ أرضَ فـِلسطينِ
فـَأرجِع خالِ الوِفاض وَأترك الامرَ بيننا
هي أرتضت أن أكون لها لـَيثٌ حـَبيساً
وَأنا أرتـَضيت أن تكونَ لي عــــَرينِ
حـَبيبتي اُحِبكِ رَغم قـَساوة بـُعدكِ عني
وَكل يـَومٍ آتأملُ أن تـَلينِ
حـَبيبتي خـُذي مِني كـُل مأشئتِ بِرِضا نـَفسي
وَأترُكِ لي ساعـَةً قـَضيناها مـَعاً
ساعـَةً فاضت مـَشاعِرُكِ بـِنَبع الحنينِ
أعيدي عـَليّ ذِكراها فأنني أتوق لها
وَأتوقَ أن اُصبِحَ لكِ رَهين المحبـَسينِ
تـَجلي بـِصورَتكِ مـُكتمِلةً ياخمرية القوام
وَسأنثرَ حـَولكِ مِن الأعوامِ خــَمسينِ
راق لي