اذا اعتبرنا الغضب حالة عاطفية وغريزية في الإنسان، فلابد من القول أنّ وجوده ضرورة لا غنى عنها في الحياة.
فالغضب عاطفة إنسانية طبيعية وصحّية أحياناً، ولكن عندما نفشل في التحكّم بها تتحول إلى أداة تدمير تسبب لنا الكثير من المشكلات،
سواء في العمل أو الحياة الشخصية أو الاجتماعية أو الأسرية.
ولكن للغضب إيجابيات أيضًأ... وهذا ما سيفاجئكم.
الحفاظ على الحياة
يحفّز الغضب المرء للدفاع عن نفسه، وعن المجتمع، والحفاظ على بقاء النوع الإنساني.
فلولا الغضب لتعرضت الحياة الإنسانية إلى مخاطر جمة، وما كان بإمكان المرء الدفاع عن نفسه والحفاظ على حياته من الخطر.
ومن شأن الغضب أن يولّد في الإنسان طاقة محركة، يمكنه بفعلها مواصلة سعيه ونشاطه في الحياة، ويثير فيه حب الذات والأنا.
إن وجود هذه الغريزة لدى الأشخاص شيء ضروري، شريطة أن لا تصل إلى درجة الافراط المخل بالحياة.
كما يدفع الغضب على بذل الجهد أكثر، ويحفّز الإنسان على القيام بأشياء يحبها.
مضار الغضب
يترك الغضب، في حال تجاوزه حد الاعتدال، بعض الأضرار من الناحية البدنية فيؤدي إلى تزايد ضربات القلب، وسرعة التنفس.
ومن الناحية النفسية أيضاً يؤدي إلى اختلالات عقلية ونفسية، وانعدام حالة السرور والبهجة عند الإنسان.
ومن المضار الأخرى للغضب، أنه يمهّد سبيل إلحاق الأذى بالآخرين.
كما يؤدي الغضب الشديد أحياناً إلى إتخاذ قرارات ومواقف متسرعة ومتشنجة، تترك آثاراً سلبية ووخيمة.
وقد يؤدي الغضب، في حالاته الحادة بصاحبه إلى إلحاق الأذى بنفسه، وحتى الإقدام على الانتحار.
التحكم بالغضب
للتحكّم بالغضب، يمكن الإعتماد على التقنيات التالية:
- الاسترخاء:
هو التنفس العميق الذي يهدأ من حدة الغضب بشكل كبير، كما يمكن التحدث إلى النفس ببعض الكلمات التي تبعث فيها الهدوء مثل: "استرخ"، أو "تعامل مع الأمر بسهولة أكثر من ذلك".
- تغيير طريقة التفكير:
الشخص تحت تأثير الغضب يتفوه ببعض الكلمات التي قد تصل إلى حد القذف والشتائم. وغالباً ما يكون تفكيره مبالغاً فيه ودرامياً إلى حد كبير، فعليه هنا أن يحاول أن يغير من طريقة تفكيره، عبر التفكير بأنّ المشكلة ليست نهاية المطاف.
- تغيير البيئة:
في بعض الأحيان، قد تكون البيئة المحيطة بنا هي التي تثير غضبنا.