ياباني يبدع برسم لوحات عبر برنامج “إكسل”!
بغداد ( المستقلة ).. إذا كنت ممن يظنون أن برنامج مايكروسوفت الشهير “إكسل”Microsoft Excel مخصص فقط لإعداد جداول البيانات الحسابية والأرقام، فإن عليك إعادة التفكير في الأمر، ومشاهدة لوحات الفنان الياباني تاتسو هوريوتشي Tatsuo Horiuchi.
لقد استطاع هذا الرجل رسم لوحات بديعة ورائعة عبر هذا البرنامج، تنم عن صبر وإتقان عظيمين لدى هذا الرجل، وفقاً لصحيفة “سبق” السعودية، التي أعدت تقريرا مصورا عن الفنان هوريوتشي.
ولا يظنَّنَ أحد أن ما قام به وأنجزه الياباني هوريوتشي ذي الـ (73) عاماً هو بالأمر السهل، ومن هنا ترتدي أعماله الفنية قيمة استثنائية، فهي إلى فرادتها وجمالها وقيمتها الابداعية، تعتبر نتاج جهد وتعب كبيرين، بعد أن وجد أن في الامكان تسخير هذا البرنامج لإنجاز لوحات ورسومات مختلفة.
وفي معرض الحديث عن تجربته، قال هوريوتشي لموقع “بي سي أونلاين” الياباني: “إن السبب الذي دفعني لاستخدام هذا (البرنامج Microsoft Excel)، تمثل في كوني وجدت برامج الرسوم الأخرى باهظة الثمن”.
وأضاف: “قلت في البداية لماذا لا أقوم باستخدام هذا (البرنامج) المثبت أساسا في الحاسب (الكبيوتر) الذي أملكه؟”، مستفيدا من دخوله مرحلة التقاعد بعد بلوغه السن القانونية.
حتى انه اشترى جهاز كمبيوتر آخر وبدأ تجريب اللوحة الرقمية. في البداية، حاول العمل على برنامج “مايكروسوفت وورد”، لكنه واجه مشاكل مع تحديد حجم قماش ليناسب الورق والطباعة، حتى انه تحول في نهاية المطاف إلىExcel ، والتي كان لها ميزة تتسم بـ “الأناقة” فضلا عن أنها خفضت حجم ورقة العمل تلقائيا لتناسب ورق الطباعة بقياس الـ A4.
وإعداد اللوحة من خلال تطبيق جدول بيانات كان صعبا وشاقا في البداية، لكنه تمكن من تحقيق مراده وعمد إلى صقل مهاراته، وبقي طيلة عشر سنوات ينمي هذه المهارات في مجال اختاره لتأكيد حضوره الفني على مستوى ما بات يعرف بـ “اللوحة الرقمية”، ليصبح رساماً ذائع الصيت، تشارك رسوماته في أبرز معارض الرسم في بلده اليابان وفي دول عدة.
وتاتسو ليس الفنان الأول في العالم في استخدام Excel كبرنامج وسيط للفن، ولكنه تفوق في هذا المجال عمن سبقوه، وقال انه لا يستخدم البرنامج لخلق أعمال فنية منقطة، وبدلا من ذلك، قال انه استفاد من ميزة تلقائية لرسم الأشكال المعقدة وإن بشق النفس.
واستخدم بعض الرسومات لإنتاج التحف اليابانية التقليدية، وقال انه لا يزال يعتقد أن “مايكروسوفت إكسل” هو أداة ممتازة، ولا تحتاج معها إلى الحلول معقدة ومكلفة.
ويبيع هوريوتشي إبداعاته في المعارض المحلية في بلدته سانادا، الواقعة في محافظة ناغانو، وأيضا يتبرع ببعضها لمكتبات الكتب المصورة وبكميات كبيرة.(النهاية)