مونيكا سبير.. المرأة التي كانت مراهقة حين فازت في 2004 بلقب ملكة جمال فنزويلا، وبعدها أصبحت إحدى أشهر الممثلات التلفزيونية في البلاد المجاورة للبرازيل بأميركا اللاتينية، وقعت في فخ أعده محترفون بالسطو، ففقدت حياتها بجريمة طوى خبرها العالم
قتلوها ليل الاثنين الماضي على قارعة الطريق، هي وزوجها السابق على مرأى من ابنتهما الوحيدة، وعمرها 5 أعوام، فتلقت الصغيرة رصاصة منهم أيضاً، استقرت في ساقها داخل السيارة، ورأتهم يلوذون بالفرار سارقين فقط الأهم، وهو حياة أشهر ملكة جمال في البلاد المنتجة لأكثر من 3 ملايين برميل نفط يومياً، مع ذلك تتوالد فيها الجرائم الاجتماعية كما غيوم الجراد، وتبلغ الآلاف كل عام.
الرئيس الفنزويلي يشرح تفاصيل الفخ
سبير، التي قضت بعمر 29 سنة، كانت زوجة لرجل الأعمال الأيرلندي المقيم في فنزويلا، هنري توماس بيري، الذي يكبرها بعشرة أعوام، وانفصلا في 2013 بطلاق ودّي ظلا معه صديقين، ثم انتقلت للإقامة بمدينة ميامي في الولايات المتحدة لسبب واحد فقط، شرحته لصحيفة "إل أونيفرسال" المحلية بقولها العام الماضي: "إنه خوفي على ابنتي من الخطف، وعلى نفسي من السطو والقتل المنتشر بكاراكاس"، حيث اعتادت قضاء العطلات فيها كلما سمح الوقت.
وسمح الوقت الشهر الماضي لتأتي من ميامي مصطحبة ابنتها مايا لقضاء عطلة الميلاد ورأس السنة بجانب الزوج السابق، فأمضتا معه أوقاتاً هنا وهناك، وبينها واحدة في منطقة بويرتو كابيلو الريفية، حيث صوّروا لها فيديو تعرضه "العربية.نت" بعد تحميله من "إنستاغرامها" الذي وضعته فيه قبل ساعات من مغادرتها المنطقة على الطريق السريع إلى مدينة فالنسيا بوسط البلاد، وفيه توقفت سيارة الأسرة بسبب عطل مفاجئ شرح تفاصيله الرئيس الفنزويلي نفسه.
قال نيكولاس مادورو في ردّه، أمس الثلاثاء، على سؤال لأحد الصحافيين، ونقلا عن محققين أخبروه بالتفاصيل، إن إحدى عجلات السيارة، وهي "تويوتا كورولا" حديثة "انفجرت بعد المرور على شيء وضعه - على ما يبدو - لصوص على الطريق لوقف حركة المرور"، مشيراً بذلك الى فخ يعدونه عادة للإيقاع بأي سيارة، وحين تنفجر إحدى عجلاتها وتقف مضطرة الى جانب الطريق، ينقضون على ركابها.
هذا ما حدث تماماً للزوج السابق عندما انفجرت عجلة سيارته، فقد ركنها واتصل بشركة إصلاحات ميكانيكية لترسل إليه من يحل له المشكلة، فوصلت شاحنة من الشركة للمساعدة، لكن اللصوص المسلحين ظهروا قبلها بأقل من دقيقة واحدة تقريباً، وكانوا 5 في سيارة، نزلوا منها منقضين عليها لسرقة ركابها كما العادة.
الطفلة إلى المستشفى وجثتا والديها إلى براد للأموات
إلا أن رجل الأعمال الأيرلندي ظهر لهم وهو داخلها وكأنه يريد الدفاع عن نفسه، فحللوا الوضع على السريع مع رؤيتهم لشاحنة الميكانيكي مقبلة نحو المكان، واستنتجوا أن السطو فاشل لا محالة، لذلك كان انتقامهم سريعاً.. عاجلوه برصاصة في صدره، وبرصاصات عدة على زوجته السابقة، ولمحوا الطفلة في المقعد الخلفي فكان نصيبها رصاصة استقرت في ساقها، ولاذوا فراراً وسط العتمة.
واتصل الميكانيكي ليخبر الشركة بوقائع الجريمة الثلاثية، فاتصلت بدورها بالشرطة التي أرسلت دوريات، فحمل عناصرها الطفلة إلى مستشفى في "فالنسيا" وجثتي والديها إلى براد مستشفى آخر بالمدينة البعيدة 175 كيلومتراً عن العاصمة كاراكاس، ووصل صدى الخبر بدقائق الى الفنزويليين عبر النشرات الليلية، فأسرعوا إلى حسابها التويتري الذي تجولت "العربية.نت" فيه أيضاً، وبه أكثر من 360 ألف متابع، ليرثوا أشهر ملكاتهم الجميلات.
وشمل رثاؤهم زوجها السابق أيضاً، والمعروف لهم بملكيته وإدارته لأشهر وكالة سياحة وسفر في كاراكاس، كما شمل الرثاء فنزويلا التي شهدت العام الماضي وحده 24763 جريمة قتل، بحسب ما تذكره منظمات غير حكومية فيها، أي 79 قتيلاً في كل 100 ألف نسمة من سكانها البالغين 25 مليوناً، ثم أعلنت السلطات الثلاثاء عن اعتقال عدد من المشتبه بهم، ممن قد يكون اعتقالهم لتهدئة الغاضبين فقط.