اكتمي ... اسمحي للدمع أن ينهال ليغسل أصباغ الوجه ...
انظري للمرآة بعد البكاء ... تعرفي على نفسك من جديد ... مضى وقت على آخر لقاء لك بها
اكتمي ... احترفي الصمت ... مع الإصرار على الكل بأن يمتهنوا قراءة الأفكار ... وتعلم لغة الجسد وربما ... طالبيهم بان ينزل عليهم الوحي ليفهموا صمتك
اكتمي ... لتنهار حياتك ولومك على الآخرين تلقي و إهمالهم تتهمي ... فقد كنتِ كتابا مفتوح ... لا يقرأه احد إلا أنت ... لغة مبتكرة تحتاج لفك أحاجيها لغيرك ...
اصمتي... لينزف الدمع حتى تموت الجفون ... حتى تحمر الخدود و تهفت الأفكار ... ما التفت أحد ... ما كان لهم أن يهملوا دمعها ... فهو يخبرهم ما بها ... بلغة غير لغتهم...
اصمتي ... بكلمة لا تتفوهي ... فأنت مرهفة الإحساس ... وغيرك لا احد حساس ... غير أن كل هي ... عن نفسها كذا تقول ... بحثا عن روح فقيدة؟ أم طلبا لخبر يسطر في جريدة
اصمتي ... لا حاجة لك بالحديث ... فبين سكان هذه الأرض من هم من خارجها زوار ... يفهمون كل إشارة ... يشعرون بكل همسة ... يسمعونك تسمي هذه اللغة ... يحبونني ...
غير أن السهو ... لم يسمح للذاكرة بان ترى ... أن مثلك بلايين ... يجيدون الكلام ... يحسنون الصراحة ... مصابون بثقة في النفس للسير على الصواب ... أو ما يعتقدون انه كذلك ... هم في غاية الوضوح ... بدون استعمال لأي تنقية ... قمة الوضوح ...
لتعرفي أن الدمع ... يصلح أن يذرف لِما يُجبِره على السريان ... ليزيح أثقاله ... وليس للحسرة على ما لم يقال في حينه ... فهناك فرق شاسع بين صمت الحكمة والغباء ... وآمل تفهم دون عناء
اكتمي ... لعلك يوما ما ... تفيقي ... لتكوني ... طبيعية ذات حياء يحتاج خصب ارض أنثى ...
وان كان للصمت جمال ... فان قمة سحره عند انخفاض الجفنِ بالحياء ... ذاك موضع تزداد به القلوب نقاء
المصدر : خرابيش