الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ

أكد الرادود الحسيني الملا باسم الكربلائي، أنه لا يذكر خلافاته مع أي حزب أو فريق على المنبر، وفي مشاركاته بمواكب العزاء في مختلف الدول، فذلك «ليس لباسي»، مشيراً إلى أن هناك تحريفاً لكلمات بعض القصائد التي يلقيها، وجعلها توحي بأنني أسيء إلى شخص أو مجموعة ما.
وفي مقابلة خاصة مع «الوسط»، أفصح الكربلائي عن إنشاء مدرسة خاصة لتربية الصوت وتعليم المقامات في مدينة كربلاء المقدسة، إذ إنه سيتخذ قراراً بشأنها خلال شهر أو شهرين، موضحاً أن مكتب رئيس الوزراء العراقي عرض عليه إنشاء المدرسة، إلى جانب عرضين آخرين من العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين. وذكر أن المدرسة ستقدم التعليم بصورة قانونية، وسيكون فيها خبراء من تركيا ولبنان.
وفي سياق المقابلة، تطلع الكربلائي إلى إصدار أعمال خاصة للأطفال، وذلك بعد أن أصدر عملاً مصوّراً «فيديو كليب» للأطفال في ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع)، تحت عنوان «براءة عشق»، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من الأطفال.
وفيما يلي نص اللقاء مع الرادود الحسيني الملا باسم الكربلائي…
على رغم الشهرة والسمعة التي كونتها، تصدر باستمرار شائعات، وكلمات تقول إن الملا باسم الكربلائي يسيء إلى شخص ما، أو حزب ما، وهذا ما نراه منتشراً في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، فما هو تعليقكم على ذلك؟
- أنا أصعد أعواد رسول الله لرضا رب العالمين، ونحن نتحدث عن مظلومية أهل البيت، ومستحيل أن تكون لديّ مشكلة معينة، مع فريق أو حزب أو حركة أو دولة ما، أن أذكرها على المنبر، وهذا ليس لباسي.
ومن المستحيل أن يكون مسلم ومنتمٍ لمذهب أهل البيت (ع) أن يكتب على أخيه المؤمن، ويؤلف تأليفاً عليه، ويحرف في كلماته.
كيف تختار القصائد التي تلقيها على المنبر الحسيني؟
- أختار القصائد من خيالي للمنبر، وأكون عارفاً لوضع المنبر والمعزين، وأي الدول أتوجه، فمثلاً بعض القصائد ألحنها بطور معين وألقيها في الكويت، إلا أنني لا أستطيع قراءتها في البحرين بالطور نفسه، لاختلاف المعزين، وكذلك الحال بالنسبة للعراق وإيران، والمعزين العرب (الكربلائيين، النجفيين، الكواظمة… ) والمعزون في إيران الأكثر قرباً لي، بسبب اللطم الذي نصفه بـ «الثقيل»، وهم معزون اعتدت عليهم بسبب اختلاطي وتواجدي معهم في إيران لنحو 13 عاماً، وتحديداً من العام 1980 وحتى 1993، ومن أشهر القصائد التي قرأتها في إيران قصيدة «شيعتي يا كرام، قوم ارويها هاي أطفالك قوم ارويها، وعدك وينه….».
يقال إن هناك مدرسة في كربلاء تسمى مدرسة باسم الكربلائي في التلحين، هل هذا صحيح؟
- أنا لا أقول ذلك، ولكن الشارع يشهد، فأي رادود يصعد على المنبر، يظهر للجمهور من خلال أدائه إلى أي المدارس ينتمي، هل المدرسة الحديثة، أم القديمة، فلا توجد منطقة وسطى بين هاتين المدرستين، المدرسة القديمة هي التي تعود للرواديد القدامى مثل حمزة الصغير، الشيخ ياسين الرميثي، وطن، عبدالرضا، وغيرهم، أما المدرسة الحديثة فهي التي عشناها منذ 33 عاماً.
كم عدد الشعراء الذين تقرأ لهم قصائد في مواكب العزاء؟
- في هذا العام تعاملت مع نحو 15 شاعراً، وهذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع هذا العدد في عام واحد، منذ أن ارتقيت المنبر الحسيني.
ما هو السبب في ذلك؟
- لابدّ لي من الانفتاح على الشعراء حتى نأتي بالشعر الحديث، وبالحداثة والنفس الذي يختلف من شاعر إلى آخر، وهذا الاختلاف من الباب الروحي، أو نظم الشعر، وهذا يعطي رونقاً للمنبر، لأن كل شاعر يأتي بروحه ونفسه، ويعبر بشيء غير المألوف، فالتنوع في المنبر مطلوب.
ارتبط اسم الملا باسم الكربلائي لسنوات طويلة مع الشاعر المعروف جابر الكاظمي، ومن الملاحظ خلال الأعوام الخمسة الأخيرة أنّ حضوره قلّ في القصائد التي تلقيها، فما سبب ذلك؟
- أنا أنقل ما يقوله الشاعر جابر الكاظمي من خلال الفضائيات؛ فهو يريد أن يفسح المجال لبقية الشعراء، وهذا يعود بالنفع عليّ، وأحببت هذا الأمر، إضافة إلى ذلك، فإن الشاعر جابر يمر بظروف صحية خلال السنوات الأخيرة، دخل على إثرها العديد من المستشفيات، ونسأل الله له العافية والصحة.
كانت لكم تجربة في إلقاء قصائد للشاعر المرحوم ملا عطية الجمري، ما الذي دفعكم لقراءة أشعاره، وهل لديكم نية لإعادة هذه التجربة؟
- حبه وتاريخه العريق لمحمد وآل محمد دفعني للقراءة له ولغيره من الشعراء، وإن شاء الله تكون هناك دائماً نية بأن أقرأ لجميع شعراء أهل البيت (ع).
بالنسبة للفيديو كليب، بدأ بطريقة معينة، واختلفت هذه الطريقة بعد عدة أعوام من بدئها، وأنتم لكم تجربة في هذا المجال، أطلعنا على هذه التجربة؟
- بدأت أعمال الفيديو قبل سنوات عدة، مع الأخ جعفر بن نخي، وكان بحسب ذاكرتي قصيدة «كل قطرة دم بشرياني تهتف باسمك يا حسين، بعدها عملنا مع المنتج الشاعر أحمد العبادي، ومن ثم انتقلنا إلى الفيديو كليب الأخير، وهو لقصيدة «براءة عشق»، الذي أنتجته العتبة العباسية المقدسة، وهو شبيه لفيديو كليب قصيدة «خُذ ولائي كربلائي»، والاختلاف أن هذه القصيدة كانت عامة، إلا أن القصيدة الأخيرة كانت خاصة بالطفولة، فأنا وعدت قبل سنوات أن أقدم شيئاً خاصاً للأطفال، ولذلك خصصت هذه القصيدة لهم، وأتطلع أن أقدم المزيد من الأعمال الإنشادية لهم.
ما هي ملاحظاتكم على أعمال الفيديو كليب التي يقدمها الرواديد في مختلف الدول؟
- أنا لا أريد التحدث عن نفسي، ولكن للأسف لا يوجد مستوى في أعمال الفيديو التي يقدمها كثير من الرواديد، وشخصياً عرضت على إخواني الرواديد من خلال قناتي «الزهراء» و «المهدي»، وقلت لهم بدلاً من أن تقدموا 10 أعمال فيديو كليب بمستوى متدنٍ، اجمعوا كل هذا الجهد في عمل واحد يكون ذا مستوى عالٍ.
إذاً ما هي النصيحة التي تقدمها للرواديد في هذا الجانب، وخصوصاً أن الكثيرين ينظرون إليكم بأنكم قدوة لهم؟
- أنا لا أسميها نصيحة، بل أقول عرض، أن يخرج الرادود بقصيدته ولحنه ويعمل فيديو كليب بشكل صحيح، أو ألا يخرج على الفضائيات، وقد يُسأل ما هو الصحيح؟ الصحيح هو اختيار المخرج، والسيناريو الصحيح، وأن يكون هناك مشرف عام ذو خبرة دينية على العمل، حتى يخرج بصورة صحيحة، وبالتالي يكون مستوى القصيدة واللحن عالياً. والأمر الآخر ألا يُكثر الرادود من أعمال الفيديو كليب، فعندما يُكثر من أعمال الفيديو كليب، يقع فيما لا يرضيه.
عُرفتم بمشاركتكم في مواكب عزاء بمختلف الدول العربية والأجنبية، كيف ترون تجربتكم في المشاركة في الدول الأجنبية؟
- كل دولة ندخل إليها لها طابعها الخاص، ولكن الحسينيات التي ندخلها متقاربة، وهي تحيي ذكر النبي محمد وأهل البيت، إلا أن نمط اللطم وطريقة التعبير عن الحزن تختلف من بلد إلى آخر.
وأنا أتشرف بكل الدول، وبكل شخص يشارك في مواكب العزاء، وأسعى من خلال خدمتي للإمام الحسين (ع)، أن أقرأ القصائد وأقدم واجبي على أكمل وجه، واجبي أن أذهب إلى كل الدول، لكي أرضي وألتقي بكثير من خدمة الإمام الحسين (ع).
حدّثنا عن تجربة مشاركتك في البحرين وبعد انقطاع 4 أعوام؟
- سمّيت البحرين بكربلاء الثانية، وأنا أسافر إلى دول كثيرة، وأشارك بمواكب عزاء، وأشعر أنني بدول أجنبية، ولكن عندما أجيء إلى البحرين أشعر أنها كربلاء الثانية من حيث المواكب ومشاركتهم في الشوارع والزقاق والعشق الحسيني المتواجد في كل فرد بحريني، وبعد انقطاع عن البحرين 4 أعوام، عدت إليها وكلي فرح وسرور بمن حضروا وشاركوا في مواكب العزاء في المنامة، وخصوصاً الإخوة من دول الخليج، الذين أظهروا تفاعلهم الكبير في العزاء.
هل تطمح لإنشاء مدرسة خاصة بكم لتعليم ألحان العزاء والأطوار والمقامات؟
- هذه الفكرة موجودة لدي منذ نحو 10 أعوام، وحقيقة عُرض عليّ من مكتب رئيس الوزراء العراقي، والعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، عرضتا عليّ إنشاء هذه المدرسة، والأمر متوقف على اختياري لواحدة من هذه الجهات، لتبني إنشاء المدرسة، وخلال شهر أو شهرين سأتخذ القرار النهائي، وستكون المدرسة – إن شاء الله – في كربلاء المقدسة.
ما طبيعة المدرسة، وفيما ستختص؟
- مدرسة يومية حديثة، سيكون فيها خبراء من لبنان وتركيا، والتعليم سيكون قانونياً، وهي ستختص بتربية الصوت، ودراسة المقامات، لكي يفهم الرادود ماذا يقرأ وعلى أي مقام، واختصاصات أخرى يتم تحديدها فيما بعد، من دون استخدام أية آلة موسيقية.



المصدر : صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4143 – الجمعة 10 يناير 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1435هـ
أجرى الحوار الصحفي علي الموسوي

المصدر