يحكى أن كان لملكا وزيرا .. يتوكل على الله في جميع أموره ،
في أحد الأيام قُطع أحد أصابع يد الملك ، وعندما رآه الوزير قال
خيرا خيرا إن شاء الله ، وعند ذلك غضب الملك على الوزير
وقال أين الخير والدم يجري من اصبعي .. وبعدها أمر الملك
بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خيرا
خيرا إن شاء الله وذهب السجن.وكان من عادات الملك أن
يذهب كل يوم جمعةفي نزهة ويصطحب وزيره معه .
وكعادته خرج في نزهة و حط رحله قريبا من غابة كبيرة.
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن
الغابة بها ناس يعبدون صنما لهم . وكان ذلك اليوم هو يوم
عيد الصنم ، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم ..
وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه
قربانا إلى آلهتهم ..
وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن
نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه ، حينها تذكر الملك قول الوزير
عند قطع اصبعه (خيرا خيرا إن شاءالله ).
احاديث عن الصبر :
................
1)عن مصعب بن سعد عن أبيه قال ( قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ) رواه الترمذي وابن ماجه.
2)تفسير البغوي/ قال الامام علي (ع): كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنًا إلا الصابرون، فإنه يحثى لهم حثيًا . ويروى: "يؤتي بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صبًا بغير حساب" .
طبيعة الحياة الدنيا:
...................
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، كما في كتاب الله جل وعلا بقوله :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي
قال أبو العتاهية:
اصـبر لكـل مصيبة وتجلـدِ واعلم بأن المـرء غير مخلـــد
أو مـا ترى أن المصـائب جمة وتـرى المنية للعبـاد بمـرصـد
من لم يصب ممـن ترى بمصيبة هـذا سبيل لسـت عنه بأوحـد
فإذا ذكرتَ محمـداً ومصـابه فاجعـل مصابك بالنبي محمــدِ