زكريا بركات
قالوا اتخذت من السكون مضاجعا
يا صامت الشعراء هل من آيةٍ
إني لأنظر في السكون فجاءة
فإذا بشعبان الكرامة حطنى
وإذا بمحتبس البيان عصيه وسكنتَ من داجي الأفول صوامعا
منها القلوبُ لها تصيرُ مسامعا
يُلقى بها وحي الغيوب روائعا
بمبارك الإلهام يسلسُ طائعا
يجري بحب إمامه متدافعا
* * * *
يا ليلة الميلاد هنـاك بعثتني
الهمتني حتى كأني بلبلُ
نسى الشتاء وزمهريرً همومِهِ
وأتى يكفكف بالغناء دموعه قد كان شعرى قبل وجدك ضائعا
أوحى الربيع إليه قام مسارعا
وظـلامُ وحشته هنالك جائعا
كل الجوارح كن قبل مدامعا
* * * *
يا ليلة الميلاد قلبي طائر
نور الإمام آمان هذي الأرض
أمل النفوس الباكيات وحلمها ذ فرش الجناح بساح نورك خاشعا
تلقى من القدر المحتم فاجعا
لحن السكينة للمتيم ضارعا
* * * *
يا جنة الأبصار آه تحرق الـ
دميت عيون الآملين وما رأوا
يا غائبَ الأحباب ملُْ صدورنا
فيسيرُ ركبُ العالمين إلى الشعا
ويصير هذا الكون بعد شقائه ـغابات ينفثُها الموجَّع دامعا
من نور طلعتك الكريمة طالعا
شـوقُ ليوم لقائك تشرق ساطعا
ع .. إلى مصبِّ النور أزهرَ رائعا
في ساحٍ مرعاك السَّنيةِ راتعا
يا مالك المرعى الخصيب إلاّ انجدنَّ
قد جال فيها المفسدون بفأسهم
داسوا الزنابقَ دوس من لم يرضَ أنْ
فإذا الدجى يكسو الخلائق بردّه
قد جرّأ الطاغين أنّك غائبٌ مرعى البسيطة أنْ يصير بلاقعا
فبكت خمائل كُنَّ قبل فوارعا
يلقى جمالَ الله إلاّ ضائعا
والكون يُمسي في الغياهب قابعا
إذ لا يرون عن الشريعة دافعا
* * * *
يا حامي الحـق المرجى نجدةٌ
جرد حسامَك للطغاة وهيئنُ
واصدع بأمر الله غيرَ مؤخر قد هبَّ دينُ الله نحوكَ جازعا
للمفسدين الظالمين مصارعا
أكرمْ بمثلك بالحقيقة صادعا
يا صاحب العصر المُتيم يشتكي
أيطول بي عُمري القصيرُ لساعةٍ
أم يخنق الموت العجول مولها شجناً أمسى ذائعا
ألقى بها من نور وجهك طالعا
يقضي بحسرته لفقدك دامعا