من الأخطار و المضار المترتبة على الغزل الحار التطاول في ذلك حتى مرحلة الوصول الى النشوة الكاملة . وهذا القول ينطبق على الخطاب كما ينطبق على سائر الشباب . غير أن الفتى والفتاة اللذان يُعدان نفسيهما للزواج يواجهان ، اذا تجاوزا في مُداعبتهما وغزلهما الحدود المعقولة ، مصاعب ومشاكل شديدة التعقيد . ففي فترة الخطوبة يشعر الاثنان بأنهما قد ارتبطا ارتباطاً أكيداً لا رجعة فيه ولذلك فانهما يميلان الى الاغضاء وتجاوز الحدود . وخطوة فخطوة قد يجدان أنهما قد بلغا المرحلة النهائية وأن الاتصال التام قد تحقق بينهما . وهذه الحالة قد تأتي عفو الخاطر عند وقوعها ولكنها تؤثر تأثيرا سلبيا في مقبل الأيام لأنها ولا شك تُكون البذرة التي تنمو منها الخصومات وسوء التفاهم والشكوك السخيفة والغيرة المضحكة . وقد تؤدي هذه العوامل الى فسخ الخطوبة أو الطلاق . والرجل الذي يؤكد أنه يستطيع الاحتفاظ باحترامه الكامل للفتاة التي تمنحه نفسها قبل الزواج ، واحد من اثنين ، فهو أما كاذب أو حالة نادرة الوقوع بين البشر . ان الرجل لا يستطيع أن يحترم مثل هذه الفتاة احتراما كاملا حتى بعد أن تصبح زوجته .
وحتى بين الخطاب يخيم دائما شبح الفضيحة والحمل الذي يسمم العلاقة الزوجية قبل أن تبدأ وهذا الشبح لايُبقي للمتعة المنشودة أي معنى .
ان العوائق التي تحول دون المعاشرة الجنسية قبل الزواج حتى و لو كان الخطيبان مُقدمَين فعلاً على الزواج ، هذه العوائق ما تزال الآن كما كانت منذ قرون وقرون ، قائمة على أساس اعتبارات أدبية و دينية و أخلاقية و صحية و قانونية لا سبيل الى تجاهلها مهما بلغت درجة التحرر والانطلاق من التقاليد .