يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : ( السمع و الأبصار )
فلماذا كلما قرأنا آية في القرآن و جدنا أن الله سبحانه و تعالى يقدم السمع على البصر بالرغم من ان سرعة الضوء 300 مليون متر في الثانية وسرعة الصوت هي 340 متر في الثانية ؟؟؟؟
هذا اعجاز في القرآن الكريم
إن من يفقد بصره يعيش في ظلام دامس ، أما من يفقد سمعه فالمصيبة أهون ، كما أن البصر يحتاج الى النور حتى يرى ، أما السمع فوظيفته تعمل في الليل و النهار في الظلام و في النور
كما أن السمع هو أول من يؤدي و ظيفته في الدنيا ، فالطفل في ساعة الولادة يسمع و لا يرى ، فالسمع هو الذي يؤدي مهمته أولا ، فإذا اقتربنا من طفل حديث الولادة و أصدرنا أصواتا مزعجة بجانبه قد ينزعج و يبكي ، لكن إذا اقربنا منه ولوحنا له بيدينا فإنه لا يتحرك و لا يشعر بالخطر
و إذا نام الإنسان نامت كل أعضائه معه و سكن جسمه إلا حاسة السمع تبقى متيقظة ، فإذا اقتربنا بيدنا من الشخص النائم فلن يشعر بوجودنا ، لكن اذا أردنا إيقاظه أصدرنا ضجيجا فيقوم من نومه فزعا
كما أن الأذن هي الصلة بين الإنسان والدنيا ، ولذلك قال الله تعالى (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) [الكهف: 11]، فعندما تعطل السمع استطاعوا النوم مئات السنين
كما نلاحظ دائما أن كلمة السمع تأتي مفردة و كلمة الأبصار مجموعة ، قال تعالى : ( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ). (22- فصلت)
ذلك أن البصر حاسة يتحكم بها الإنسان ، فيرى ما يشاء و يزيح بنظره عما يشاء ، فأنا أستطيع أن أبصر و أن لا أبصر ، أن أرى وأن أغمض عيني ، أما حاسة السمع فتفرض عليك سماع ما يجري من حولك
فإذا اجتمع مجموعة من الأشخاص في مكان ما ، اختلفت النظرات الموجهة فكل شخص ينظر باتجاه معين ، لكن جميعهم يستمعون لنفس الأصوات المحيطة بهم
فالأبصار تختلف و تتعدد و لكن السمع واحد