لو علم زائر الحسين ما يدخل على النبي من الفرح لأحب أن يكون طول عمره عند الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم يا كريم
و الحمد لله على نعمة الولاء لمولانا أمير المؤمنين و سيد الوصيين علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام
سألت الصادق (عليه السلام) ونحن في طريق المدينة نريد مكة ، فقلت : يا بن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) !.. ما لي أراك كئيباً حزيناً منكسراً ؟.. فقال (عليه السلام) : لو تسمع كما أسمع لاشتغلتَ عن مسألتي ، قلت :
وما الذي تسمع ؟.. قال (عليه السلام) : ابتهال الملائكة على قتلة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتلة الحسين (عليه السلام) ، ونَوح الجن عليهما ، وشدة حزنهم عمن يتهنأ مع هذا بطعامٍ أو شرابٍ أو نومٍ.
فقلت : ففي كم يسيغ الناس ترك زيارة الحسين (عليه السلام) ؟.. فقال (عليه السلام) : أما القريب فلا أقل من شهر ، وأما البعيد ففي كل ثلاث سنين ، فما جاز الثلاث سنين فقد عق رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) وقطع رحمه إلا من علّةٍ .
ولو علم زائر الحسين (عليه السلام) ما يدخل على النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) من الفرح وإلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وإلى فاطمة (عليه السلام) وإلى الأئمة الشهداء ، وما ينقلب به من دعائهم له ، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والآجل ، والمذخور له عند الله تعالى لأحب أن يكون طول عمره عند الحسين (عليه السلام) .
وإن أراد الخروج لم يقع قدمه على شيءٍ إلا دعا له ، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه ، كما تأكل النار الحطب ، وما يبقي الشمس عليه من ذنوبه من شيء ، ويُرفع له من الدرجات ما لا ينالها إلا المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى ، ويوكّل به ملكٌ يقوم مقامه ليستغفر له ، حتى يرجع إلى الزيارة أو يمضي ثلاث سنين أو يموت ، وذكر الحديث بطوله.ص135