الأربعاء, 08 كانون2/يناير 2014 12:44
[المثنى-أين]
الزمن وحكمته البغيضة التي سلبت نصف عمر تلك المرأة العجوز، أضافة الى سنينها الستين التي عاشت نصفها بالحرمان والقهر والبكاء.. ام ربيع التي لم تئنس بأي ربيع بعد اجتياح الارهاب حياتها وخطف ابنها الوحيد، وتركها للصحراء التي تكفلت بأن تُنسيها ما حل بها على حالها الفقير الذي تصارعه لمدة خمس عشرة سنة بالوحدة وغربة صحراء بادية السماوة.
بيت من طين وسقف من الخشب والصفائح الحديدية لا يكاد يحميها من برد الشتاء ومطره ولا يقيها من شمس القيظ وحرها، فلا ربيع في حياتها الا الأسم، لمعانتها من خريف الفقر وجفاف عيش الصيف، مفندة ما قالوه بان للأنسان نصيب من أسمه.وكالة كل العراق [أين] ألتقت بأم ربيع واجرت معها حديثا، قالت فيه بلغتها العامية "صايرلي [15] سنة ساكنه بالجول [في الصحراء] بعيدة عن الولاية [المدينة] لان ما أملك فلوس حتى أكدر [استطيع] ان اسكن [بالولاية]، وعندي وليد واحد ولحكني عليه الارهاب وأخذه مني بغير وكته، كبل جنت أكول للزمن ذخرت الحيل بوليدي وهسه بعد ألمن اكول، لا بقالي عون ولا سند اليّه بهالدنيا، بس هاي الخرابة اللي توالمت عليها [تأقلمت مع وضعي]".بهذه الكلمات البسيطة
لخصت أم ربيع حالها المأساوي من شظف العيش وهوان الدهر عليها.
وأضافت أيضاً "فوك هالضيم محد يزورني بعد موت ابني بسنة [وسكتت قليلاً لتسعفها ذاكرتها التي ملأتها الهموم لتتذكر تاريخ مقتل ابنها على يد الارهاب الاعمي] ها بسنة 2006، ومليت من الغربة والعيشة وحدي أبيت ميقبل يعيش بيه -اجلكم الله- الحيوان، عاد مو الآدمي".وطالبت أم ربيع الحكومة المحلية في محافظة المثنى بالنظر إلى حالها قائلة "اناشد أهل الغيرة والشرف من المسؤولين ان يشوفون حالي وحل لوضعي، كوني صرت مره ما تكدر تعيل نفسهه من كبر العمر، وهمين مريضه وأعاني من الألم المفاصل والظهر. مكررة مطالبتها لعل هناك من يسمع استغاثتها.
تتقاسم أم ربيع مع النقص الكلي للخدمات اوقاتها لتوفر لنفسها شيئا من أعواد الحطب وقوت يومي لسد رمقها من الجوع والعطش [ونحن في عام 2014 وبموازنات مالية انفجارية كما تقول الحكومة] بعيدة عن الحس الانساني في خيمة الصحراء.. هذا ما قاله لنا أحد المراقبين - لوضع ام ربيع- جابر ساري، مضيفا لـ[أين] "تعيش وحدها بهذا الكوخ المتهالك ولها ولد واحد وقُتل بالإرهاب ولا تستطيع حتى ان تخدم نفسها، ونوجه كلامنا للمسؤولين والجهات المعنية التوجه لها ونقلها للمدينة حتى تكون قريبة وتجد من يساعدها، كما أنها تبعد عن المدينة حوالي [15 -20] كم".حقوق الأنسان مفردة تجدها في ألسنة من يتكلمون عن الانسانية ولكن أم ربيع بعيدة عن هذا النداء الذي طالما تحلم ان يصلها ويرحمها، فأين حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني من حال هذه الأمرأة، لكن الحال عكس ما تتمناه ام ربيع فصوتها قد يكون ذهب في اتجاه واحد والنداء أصيب بالصمت المحبط.انتهى