(اليتيم) :((يا رب الكون يا عظيم السماء . من يحنو على قلب مكسور؟ .. تاه عنه النور . غاب عنه السرور . لا أم لا أب حنون غيور. سقم وشحّ فى الغذاء . لا طعام لا ماء أو كساء. أذوق كل أصناف البلاء..))
كافل اليتيم :
.............
يقول النبي ص : [ أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ ـ السفعة : أثر تغير لون البشرة من المشقة ـ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْمَأَ يَزِيدُ ـ الراوي ـ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَة .ِ امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ـ توفي زوجها فأصبحت أيما لا زوج لها ـ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا ـ كبروا وتفرقوا ـ أَوْ مَاتُوا ] أبو داود.
قال رسول الله (ص) ( ان في الجنة داراَ يقال لها دار الفرح لايدخلها الا من فرح يتامى المؤمنين)كنز العمال ح6008
عن أبي أمامة أن رسول الله ص قال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السباحة والوسطى".
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي ص في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك] ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي ص، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى .
وقال الحافظ أيضاً: قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي ص، أو منزلة النبي ص لكون النبي ص شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك .
عن أبي هريرة عن النبي ص قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم .
قال النبي ص من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد
عن أبي الدرداء قال: (أتى النبي ص رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني
عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله ص (إن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه اليتيم والمسكين وابن السبيل) رواه أحمد
عن ابنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ نبيَّ الله ص قالَ: "مَنْ قَبَضَ يَتِيماً مِنْ بَيْنَ المُسْلِمينَ إلىَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ البَتَّةَ إلاَّ أَنْ يَعْمَلَ ذَنْباً لا يُغْفَرُ له" . رواه الترمذي
قال رسول الله ص أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري.وفي هذا الحديث دعوة مباشرة من الرسول الكريم لكفالة اليتيم دون أن يقيد ذلك بوقت معين أو يوم محدد.فجعلها من أحدى أسباب مجاورته صلى الله
جاء في الخبر عن النبي (ص) قوله (( خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه )) .
أخرجه ابن ماجة
و عن رسول الله (ص) أن عيسى بن مريم (ع) مر بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل ، فإذا هو ليس يعذب فقال : يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام ، فاذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه : يا روح الله . . . أنه أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقاً ، وأوى يتيماً ، فغفرت له بما عمل إبنه )) .
سفينة البحار
روي عن الإمام علي (ع) : "الله، الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت حبيبي رسول الله يقول مَنْ عال يتيماً حتى يستغني عنه أوجب الله له بذلك الجنة".
كما ورد عن الرسول انه قال (( أنا وكافل اليتيم في الجنة )) .
( اكل مال اليتيم ):
كما جاء عن الامام الصادق (ع) قوله :(( إن أكل مال اليتيم يخلفه وبال ذلك في الدنيا ، والآخرة . أما في الدنيا : فان الله تعالى يقول : فليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله . وأما في الآخرة فان الله عز وجل يقول : (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً )) .
عن ابن عباس لما نزلت هذه الآية : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } ، و { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } قال : اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه ، فشق ذلك على المسلمين ، فشكوا ذلك إلى النبي فأنزل الله : { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير } إلى قوله : { لاعنتكم }الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 3671
اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وما هن ؟ قال : الشركُ باللهِ ، والسحرُ ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ ، وأكلُ الربا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتولي يومَ الزحفِ ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ)الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6857
أربعةٌ حقٌّ على اللهِ أن لا يدخلَهم الجنةَ ولا يذيقَهم نعيمَها مدمنُ الخمرِ وآكلُ الربا وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍّ والعاقُ لوالديه إلا أن يتوبوا .
(الراوي: – - المحدث:الذهبي – المصدر: الكبائر – الصفحة أو الرقم: 140)
عن ابنِ عباسٍ في قوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا } قال : كان يكونُ في حَجرِ الرجلِ اليتيمُ ، فيعزلُ له طعامَه وشرابَه وآنيتَه ، فشقَّ ذلك على المسلمين ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} في الدينِ فأحلَّ لهم خلطتَهُم.(الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 3672)
((خير خلق الله اليتيم محمد ص))
.........................................
ومن كرامات الله عز وجل على عبد المطلب أن صار أميناً مخلصاً وكافلاً حنوناً للنبي (ص) وذلك على أثر موت عبد الله وآمنة والدي رسول الله (ص) فكفله افضل كفالة وقام بتربيته خير قيام وحينما احس بدنو اجله أراد أن يوصي بالنبي (ص) لمن يقوم مقامه في تربيته ورعايته فلما دنت منه الوفاة أمر ولده أبا طالب أن يحمل سريره من داره إلى البيت الحرام فيجعله بفناء الكعبة وعند استارها المباركة فامتثل ابو طالب فحمل السرير إلى حيث أراد ابوه ثم نقل ابو طالب اباه إلى سريره فنام عليه والتف اولاده حوله كما احاطت به جموع بني هاشم وصار الناس من الزعماء والرؤوساء يتهافتون على زيارته وتظهر على ملامحهم شعارات الحزن والألم وكان رسول الله في ذلك الحين طفلاً صغيراً يصعد على السرير فيتلقاه جده بكل سرور فيجلسه معه على السرير ثم التفت عبد المطلب إلى ابي طالب وقال: يا ولدي إني مفارقكم عما قريب فاذهب إلى جوار ربي وغفرانه وهذا محمد وديعتي بل وديعة الله عندك، يا ابا طالب بحرمة ابوتي عليك احفظ وصيتي في محمد اكفله انت بنفسك ولازم رعايته بشخصك ثم أنشأ يقول:
أوصيك عبد مناف بعدي بواحد بعد ابيه فردِ
فارقه وهو ضجيع المهدِ فكنت كالأم له في الوجدِ
وبالحشى الصقته والكبدِ حتى إذا خفت فراق الوغدِ
اوصيك أرجى اهلنا للرفدِ بابن الذي غيبته في اللحدِ
بالكره مني ثم لا بالوعدِ وخيرة الله تشافي العبدِ
ولما سمع ابو طالب التأكيد من أبيه على رعاية محمد والاعتناء به قال: يا ابتاه طب نفساً وقر عيناً فإني والله سأقوم بكل وصاياك وافدي محمداً بنفسي وأهلي وولدي وبكل ما تناله يدي مادمت حياً، فرفع عبد المطلب يديه نحو السماء وقال: اللهم رب الارباب ومالك الارض والسماء بارك في ابي طالب ووفقه لكل خير.
ونقل ابن شهر آشوب: إن ابا لهب والعباس طالبا بكفالة النبي (ص) من ابيهما فقال عبد المطلب: من الافضل أن نتركه هو يختار لنفسه من يشاء من عمومته فقام رسول الله (ص) وجلس في حجر عمه ابي طالب فقال ابو طالب: والله يا والدي هو عندي أعز من نفسي وولدي ولأنعمنك عيناً إن شاء الله وهكذا انتقل عبد المطلب إلى جوار ربه وهو مطمئن البال بعد أن ترك حفيده بيد أمينة
وكذلك كان دور السيدة فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب التي قدمت للنبي صلى الله عليه وآله كل الرعاية، فقد كانت شريكة لأبي طالب في رعاية النبي ص والعطف عليه، فقد كانت تعتني برسول الله ص فتجوع وتشبعه وتكسيه وتعوضه عطف وحنان الأم الذي فقده رسول الله ص.
خلاصه:
.....
قال أبو الدرداء :
إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام
قال الشاعر :
ولا ترجِ فعل الصالحات إلى غدٍ لعل غداَ يأتي وأنت فقيد —