النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

تفسير(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) من سورة يونس

الزوار من محركات البحث: 466 المشاهدات : 3036 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,615 المواضيع: 337
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 1301
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: 16/June/2024
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 10

    تفسير(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) من سورة يونس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((هُوَ الَّذِى يُسَيِّرُكُمۡ فِى الۡبَرِّ وَالۡبَحۡرِ حَتَّىٓ إِذَا كُنتُمۡ فِى الۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَآءتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءهُم الۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا۟ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُا۟ اللّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ))
    التفسير :
    قل يا محمّد لكفّار قريش (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) فلماذا تعبدون غيره (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ) لَمّا سافرتم إلى الحبشة في طلب المؤمنين وكادت سفنكم تغرق وقاربتم على الهلاك لولا أن دعوتم الله فدفع عنكم الخطر ، أهكذا يكون جزاؤنا إنكاركم لآياتنا وبغيكم على المؤمنين ثمّ أخذ سبحانه في إتمام القصّة مخاطباً رسوله فقال (وَجَرَيْنَ بِهِم) تلك الفلك (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) أي ليّنة (وَفَرِحُواْ بِهَا) أي بتلك الريح (جَاءتْهَا) أي لحقتها (رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) أي أحاطت بهم أسباب الهلاك والغرق (دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ولم يذكروا أصنامهم في تلك الشدّة ، قائلين (لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ) الشدّة (لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لنعمائك .
    القصّة:
    سافر جماعة من قريش وعلى رأسهم عمرو بن العاص إلى الحبشة في طلب المؤمنين فلمّا توسّطوا الطريق هاجت ريح شديدة عاصفة وكادوا أن يغرقوا فصاروا يدعون ويتضرّعون إلى الله قائلين لئن أنجيتنا من هذه الشدّة نشكر لك نعماءك علينا ونترك المسلمين ولا نتعرّض لهم بأذى . فسكنت الريح ونجوا من الغرق ، ولَمّا وصلوا إلى الحبشة قدّموا هدايا إلى ملك الحبشة وقال عمرو بن العاص أيّها الملك إنّ قوماً خالفونا في ديننا وسبّوا آلهتنا وصاروا إليك فردّهم إلينا .
    فبعث النجاشي إلى جعفر فجاءه فقال أيّها الملك سلهم أنحن عبيد لهم ؟ فقال عمرو لا بل أحرار ، قال فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بِها ؟ قال لا ما لنا عليكم ديون ، قال فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بِها ؟ قال فما تريدون منّا ؟ آذيتمونا فخرجنا من دياركم . ثمّ قال أيّها الملك بعث الله فينا نبيّاً أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام وأمرنا بالصلاة والزكاة والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي . فقال النجاشي بهذا بعث الله عيسى ، ثمّ قال لجعفر هل تحفظ مِمّا أنزل الله على نبيّك شيئاً ؟ قال نعم فقرأ سورة مريم فلمّا بلغ إلى قوله تعالى {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} ، قال والله هذا هو الحقّ . فقال عمرو إنّه يخالف ديننا فردّه إلينا فرفع النجاشي يده فضرب بِها وجه عمرو وقال اسكت والله لئن ذكرته بعد بسوء لأفعلنّ بك ، وقال أرجعوا إلى هذا هديّته ، وقال لجعفر وأصحابه أمكثوا فإنّكم سيوم والسيوم الآمنون ، وأمر لهم بِما يصلحهم من الرزق ، فانصرف عمرو ومن معه خائبين ، وأقام المسلمون هناك بخير .
    23 – (فَلَمَّا أَنجَاهُمْ) من تلك الشدّة (إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) أي في أرض الحبشة منكرين على المؤمنين إيمانهم ومطالبين ملك الحبشة بإرجاعهم بدون حقّ لهم على المؤمنين ولادَين لهم عليهم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) والخطاب لكفّار قريش ومن ذهب إلى الحبشة في طلب المؤمنين (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم) لأنّكم رجعتم خائبين مطرودين ، ثمّ إنّ (مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) قليل بالنسبة للآخرة (ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت فنعاقبكم على أعمالكم (فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) في دار الدنيا .



    آراء المفسرين
    تفسير الطبري

    هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 22 )
    قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله الذي يسيركم، أيها الناس ، في البر على الظهر وفي البحر في الفلك ( حتى إذا كنتم في الفلك ) ، وهي السفن ( وجرين بهم ) يعني: وجرت الفلك بالناس ( بريح طيبة ) ، في البحر ( وفرحوا بها ) ، يعني: وفرح ركبان الفلك بالريح الطيبة التي يسيرون بها.
    و « الهاء » في قوله: « بها » عائدة على « الريح الطيبة » .
    ( جاءتها ريح عاصف ) ، يقول: جاءت الفلك ريحٌ عاصف، وهي الشديدة.
    والعرب تقول: « ريح عاصف ، وعاصفة » ، و « وقد أعصفت الريح ، وعَصَفت » و « أعصفت »، في بني أسد، فيما ذكر، قال بعض بني دُبَيْر:
    حَـتَّى إِذَا أَعْصَفَـتْ رِيـحٌ مُزَعْزِعَـةٌ فِيهَـا قِطَـارٌ وَرَعْـدٌ صَوْتُـهُ زَجِـلُ
    ( وجاءهم الموج من كل مكان ) يقول تعالى ذكره: وجاء ركبانَ السفينة الموجُ من كل مكان (وظنوا أنهم أحيط بهم ) ، يقول: وظنوا أن الهلاك قد أحاط بهم وأحدق ( دعوا الله مخلصين له الدين ) ، يقول: أخلصوا الدعاء لله هنالك ، دون أوثانهم وآلهتهم، وكان مفزعهم حينئذٍ إلى الله دونها، كما:-
    حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة في قوله: ( دعوا الله مخلصين له الدين ) ، قال: إذا مسّهم الضرُّ في البحر أخلصوا له الدعاء.
    حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة في قوله: ( مخلصين له الدين ) ، « هيا شرا هيا » تفسيره: يا حي يا قوم.
    حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إلى آخر الآية، قال: هؤلاء المشركون يدعون مع الله ما يدعون، فإذا كان الضر لم يدعوا إلا الله، فإذا نجاهم إذا هم يشركون .
    ( لئن أنجيتنا ) من هذه الشدة التي نحن فيها ( لنكونن من الشاكرين ) ، لك على نعمك ، وتخليصك إيانا مما نحن فيه ، بإخلاصنا العبادة لك ، وإفراد الطاعة دون الآلهة والأنداد.
    واختلفت القراء في قراءة قوله: ( هو الذي يسيركم ) فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق: ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ ) من « السير » بالسين.
    وقرأ ذلك أبو جعفر القاري: ( هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ ) ، من « النشر » ، وذلك البسط، من قول القائل: « نشرت الثوب » ، وذلك بسطه ونشره من طيّه.
    فوجّه أبو جعفر معنى ذلك إلى أن الله يبعث عباده فيبسطهم برًّا وبحرًا وهو قريب المعنى من« التسيير » .
    وقال: ( وجرين بهم بريح طيبة ) ، وقال في موضع آخر: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ [ سورة يس: 41 ] فوحد .
    والفلك: اسم للواحدة ، والجماع ، ويذكر ويؤنث.
    قال: ( وجرين بهم ) ، وقد قال ( هو الذي يسيركم ) فخاطب ، ثم عاد إلى الخبر عن الغائب. وقد بينت ذلك في غير موضع من الكتاب ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
    وجواب قوله: ( حتى إذا كنتم في الفلك ) ( جاءتها ريح عاصف ) .
    وأما جواب قوله: ( وظنوا أنهم أحيط بهم ) ف ( دعوا الله مخلصين له الدين ) .

    القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 23 )
    قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما أنجى الله هؤلاء الذين ظنُّوا في البحر أنهم أحيط بهم ، من الجهد الذي كانوا فيه، أخلفوا الله ما وعدُوه، وبغوا في الأرض، فتجاوزوا فيها إلى غير ما أذن الله لهم فيه ، من الكفر به ، والعمل بمعاصيه على ظهرها.
    يقول الله: يا أيها الناس ، إنما اعتداؤكم الذي تعتدونه على أنفسكم ، وإياها تظلمون. وهذا الذي أنتم فيه ( متاع الحياة الدنيا ) ، يقول: ذلك بلاغ تبلغون به في عاجل دنياكم.
    وعلى هذا التأويل، « البغي » يكون مرفوعًا بالعائد من ذكره في قوله: ( على أنفسكم ) ويكون قوله ( متاع الحياة الدنيا ) ، مرفوعًا على معنى: ذلك متاع الحياة الدنيا، كما قال: لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ ، [ سورة الأحقاف: 35 ] ، بمعنى: هذا بلاغ.
    وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك: إنما بغيكم في الحياة الدنيا على أنفسكم، لأنكم بكفركم تكسبونها غضبَ الله، متاع الحياة الدنيا، كأنه قال: إنما بغيكم متاعُ الحياة الدنيا، فيكون « البغي » مرفوعًا ب « المتاع » ، و « على أنفسكم » من صلة « البغي » .
    وبرفع « المتاع » قرأت القراء سوى عبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه نصبه ، بمعنى: إنما بغيكم على أنفسكم متاعًا في الحياة الدنيا، فجعل « البغي » مرفوعًا بقوله: ( على أنفسكم) ، و « المتاع » منصوبًا على الحال.
    وقوله: ( ثم إلينا مرجعكم ) يقول: ثم إلينا بعد ذلك معادكم ومصيركم، وذلك بعد الممات يقول: فنخبركم يوم القيامة بما كنتم تعملون في الدنيا من معاصي الله، ونجازيكم على أعمالكم التي سلفت منكم في الدنيا.

    __________________________________________________ ______
    المصادر
    القرآن الكريم سورة يونس من الآية 21 الى الآية 23

    كتاب المتشابه من القرآن لمحمد علي حسن

    تفسير الطبري سورة يونس من 21 الي 23


  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: March-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 102 المواضيع: 15
    التقييم: 12
    آخر نشاط: 25/July/2011
    تفسر جلي واضح لاتعقيد ولا تشديد رحم الله المفسر رحمة واسعه وجعلنا من اهل القران وخاصته ممن يتدبرون اياته ويقفون على اعجازه وابيانه
    بارك الله بيك اخ عمار

  3. #3
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    احسنت اخي وجزاك الله خيرا ,, تقيمي

  4. #4
    من أهل الدار
    شكرا للتواجد عبد القهار ودالين وجزاكم الله خيرا ان شاء الله

  5. #5
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2011
    الدولة: قلب ابو مصطفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 436 المواضيع: 102
    التقييم: 57
    مزاجي: عصبيه جدا جدا
    المهنة: محاميه
    أكلتي المفضلة: دولمه حامضه
    موبايلي: nokia
    آخر نشاط: 20/November/2012
    مقالات المدونة: 16
    جعلها في ميزان حسناتك تفسير جميل وسلس وخالي من التعقيدات
    رحم الله والديك افدتني
    تقبل مروري

  6. #6
    من أهل الدار
    اهلا وسهلا بك هنو وشكرا على المرور الجميل

  7. #7
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بلد الائمة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,426 المواضيع: 190
    التقييم: 311
    مزاجي: هادئة
    آخر نشاط: 17/September/2012
    مقالات المدونة: 7
    شكرا اخ عمار ع الطرح وجزاك الله خير الجزاء ... تقيمي

  8. #8
    من أهل الدار
    شكر نور الهدى على التقييم وعلى التواجد المستمر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال