الفرقة السمفونية العراقية تعرض في واشنطن
لندن: «الشرق الأوسط»
بعد ان نجت من ثلاث حروب ووحشية النظام الدكتاتوري السابق، تعود الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية الى الحياة مجددا، ولتقدم اول عروضها الخارجية في واشنطن في ديسمبر (كانون الاول) المقبل، كما اكد مسؤولون من مركز كنيدي للعروض الفنية.
ولم تكن الفرقة السيمفونية العراقية التي تأسست عام 1959 تحظى بالدعم في ظل نظام اعتاد على نشر اغان دعائية رخيصة تمتدح «القائد»، واهازيج شعبية تمثل عالما مختلفا تماما عن عالم الموسيقى السيمفونية الذي يتطلب ثقافة موسيقية لم تكن متاحة للكثير من قادة ومسؤولي النظام السابق الذين ينتمون الى أصول فلاحية ورعوية.
وفي حين كان الرئيس المخلوع صدام حسين مولعا بالهتافات الحماسية و«الهوسات» التي تنتمي الى العالم الرعوي الذي ظل يعيش فيه حتى بعد ان امضى نحو 30 عاما في السلطة، فقد كان معروفا عن الرئيس الذي سبقه احمد حسن البكر انه كان يوقف برامج التلفزيون، في اتصال مباشر من القصر الجمهوري، من اجل ان يطلب مشاهدة اغان لـ«بنات الريف».
وكان من الطبيعي ان يشعر الموسيقيون العراقيون المحترفون انهم ضحايا ثقافة «الهوسة» والأهازيج، حتى من دون ان يقعوا ضحية اعمال تعذيب وتعسف مثل تلك التي كان يتعرض لها المطربون الذين لا يطربون عدي صدام حسين بغنائهم. وكان من الطبيعي في تلك الحال ان تكون آخر جولات الفرقة السيمفونية في الخارج هي الرحلة التي قامت بها الى الاردن عام .1992 ولئن حظيت الفرقة السيمفونية العراقية باهتمام رسمي شكلي، فان شعبيتها الحقيقية كانت قد بدأت في الستينات مع مطلع الاهتمامات بثقافة التحديث التي القت بظلالها على الشعر والأدب والفن التشكيلي العراقي في تلك الحقبة. وكانت الموسيقى السيمفونية جزءا من اهتمامات مثقفين يسعون الى الانخراط في عالم من الافكار والتطلعات الوجدانية الجديدة.
الفرقة السيمفونية العراقية ستقدم في التاسع من ديسمبر المقبل حفلة في مركز كنيدي باشراف ومعونة موسيقيين اميركيين كبار. وكان مايكل كايسار رئيس مركز كنيدي وباتريشا هاريسون وكيلة وزارة التعليم والثقافة الاميركية، قد امضيا ثلاثة ايام الاسبوع الماضي في العراق لمعاينة ما بقي من تسهيلات متاحة للموسيقيين العراقيين، وتمكنا من لم شمل 60 منهم لتقديم عروض في واشنطن تدعمها وزارة التعليم والثقافة، وذلك لتكون متاحة للمشاهدين في العاصمة الاميركية مجانا.