بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد الاطهار
وعجل فرجهم الشريف
دخلت على سيدي الحسن العسكري ،
فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ، وقال : مرحباً بك يا بن عاصم !.. اجلس هنيئا
لك يا بن عاصم !.. أتدري ما تحت قدميك ؟.. فقلت :
يا مولاي إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرّم الله وجه صاحبه ، فقال لي :
يا بن عاصم !.. اعلم أنك على بساطٍ جلس عليه كثيرٌ من النبيين والمرسلين ،
فقلت : يا سيدي !.. ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا ، ثم قلت في نفسي : ليتني كنت أرى هذا البساط !..
فعلم الإمام (ع) ما في ضميري فقال : ادنُ مني !.. فدنوت منه فمسح يده على وجهي ، فصرت بصيراً بإذن الله .
ثم قال : هذا قدم أبينا آدم ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر إدريس ، وهذا أثر هود ، وهذا أثر صالح ،
وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر لوط ، وهذا أثر شعيب ، وهذا أثر موسى ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر
سليمان ، وهذا أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال ، وهذا أثر ذي القرنين ، وهذا أثر عدنان ، وهذا أثر عبد المطلب ،
وهذا أثر عبد الله ، وهذا أثر عبد مناف ، وهذا أثر جدي رسول الله (ص) ، وهذا أثر جدي علي بن أبي طالب (ع) ..
قال علي بن عاصم : فأهويت على الأقدام كلّها فقبّلتها ، وقبّلت يد الإمام (ع) ، وقلت له : إني عاجزٌ عن نصرتكم بيدي ، وليس أملك غير موالاتكم ، والبراءة من أعدائكم ، واللعن لهم في خلواتي ، فكيف حالي يا سيدي ؟!.. فقال
(ع) : حدّثني أبي عن جدي رسول الله (ص) قال :
من ضعف على نصرتنا أهل البيت ، ولعن في خلواته أعداءنا بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلّما لعن أحدكم
أعداءنا ساعدته الملائكة ، ولعنوا من لا يلعنهم ، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة ، استغفروا له وأثنوا عليه ، وقالوا :
اللهم!.. صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ، ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل ، فإذا النداء
من قِبَل الله تعالى يقول :
يا ملائكتي !.. إني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا ، وسمعت نداءكم وصلّيت على روحه مع أرواح الأبرار ، وجعلته من المصطفين الأخيار .
__________
بحار الانوار
ص317
************
لاتنسوني من خالص دعاؤكم