عندما يشتد الألم الحاد على أي شخص يسارع إلى تعاطي مسكنات الألم والتي يباع أكثرها في الصيدليات بدون وصفة طبية، كما يسارع الأهالي بإعطاء أطفالهم المضادات الحيوية وأدوية الكحة والبرد دون استشارة الطبيب، ويؤكد الاخصائيون أن هذا التصرف يضر بهم كثيراً على المدى البعيد، ويؤثِّر على صحتهم سلبياً، كما قد تحدث لهم مضاعفات, خاصةً لمن تقل أعمارهم عن العامين.
وينصح الدكتور حلمي أمين استشاري طب الأطفال بطب قصر العيني أن هناك عدة أنواع من الأدوية يحذر بعدم إعطائها للطفل وهى:
- الأسبرين.. وذلك لأنه قد يعرض الطفل للإصابة بـ"متلازمة راي"، كما قد يؤدي للإصابة بالقرحة إذا تناوله الطفل ومعدته خاوية.
- الأدوية المضادة للغثيان.. فأكثر حالات الغثيان والقيء تشفي دون علاج ويكفي لعلاجها بعض السوائل, فإذا تناول الطفل أدوية مضادة للقيء دون داع قد يؤدي ذلك إلى حدوث تشنجات فصلية مزعجة.
- أدوية الكبار.. فلا يجوز إعطاء الطفل جرعة صغيرة من دواء شخص كبير حتى لو كان آمناً, فجرعة الدواء تكون حسب الوزن وليس السن.
- أدوية الأطفال الآخرين.. فلا يجوز إعطاء دواء الآخرين لمجرد أنهم يعانون الأعراض نفسها لاختلاف السن والوزن وتشخيص الحالة, خاصةً أن هناك جرعات غير مناسبة قد تصيب الطفل بمؤثرات خطيرة على المخ ودرجة الذكاء.
- الأدوية المنتهية الصلاحية.. لابد من التخلص منها لأنها لا تفيد الطفل وكثيراص ما تسبب حدوث ضرر به.
- الجرعات الكبيرة والزائدة عن "الباراسيتامول"، لأن الجرعة تكون حسب السن، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
- اللجوء للوصفات الشعبية والأعشاب، فكثير منها آمن مثل "البابونج" و"اليانسون" و"الكمون", وبعضها قد يتسبب في تلف الكبد، إلا أن تكون معبأة بشكل نظيف للحفاظ علي الطفل.
- الأدوية التي يتناولها الطفل عن طريق المضغ، فهذه لا تعطي للأطفال أقل من ثلاث سنوات حتى يكون لديه من الأسنان والضروس ما يساعده في مضغها, أما أقل من ثلاث سنوات فيفضل تفتيتها وإعطاؤها للطفل في شكل مسحوق.
- أدوية الرشح والسعال، فالكحة عمل دفاعي يقوم به الجسم تنظيفاً للرئة من الفيروسات, وقلما يحتاج الطفل إلي أدوية للكحة إلا في حالات الربو الشعبي مثلاً, والمبالغة في إعطاء أدوية الكحة تصيب الطفل بالتوتر والقلق وسرعة نبضات القلب.
المضادات الحيوية
يلجأ الكثيرون إلى استخدام المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا وغيرها من الأمراض، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن هذه المضادات تضر بالجسم، وهو ما أكده العديد من الأطباء، محذرين الأشخاص المصابين بنزلات البرد والأنفلونزا الذين يطلبون من الطبيب أن يصف لهم مضاداً حيوياً لعلاج حالتهم، لأنهم يتسببون في الإضرار بأنفسهم.
وأكد العديد من الباحثون أن المضادات الحيوية تعتبر السبب الرابع للوفاة لارتفاع نصيبها من الأعراض الجانبية ودرجة السمية التي تطول مختلف أجهزة الجسم وأخطرها رفع إنزيمات الكبد والكلي.
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن النجار مدير مركز سموم طب القاهرة, أن المضادات الحيوية تلعب دوراً هاماً في علاج العديد من الأمراض, وذلك إذا استخدمت الاستخدام الأمثل باستشارة طبيه فلكل مريض نوع مناسب لحالته, وفترة وجرعة محددة لإعطائه, وهو ما يجهله الكثير ليتعامل وكأنه أمام أصناف متنوعة وشهية من الحلويات بدون وعي بأضرار سوء استخدامه التي قد تودي بحياة المريض.
ولا تقتصر مخاطر المضادات الحيوية فقط على الجهاز السمعي والاتزان والتي يظهر تأثيرها التراكمي مع تناولها لمدة طويلة, فقد تمتد أيضاً لتتسبب في نقص مناعة الجسم بجانب تكوين سلالات مقاومة لا تستجيب لها وبالتالي تضعنا أمام عدوي شديدة يصعب علاجها.
كما أكد الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريح سابق خاص لـ"محيط"، أنه للأسف الشديد مع اكتشاف المضاد الحيوي بدأ الإنسان في استعماله بطريقه عشوائيه، حيث يعتقد البعض أن المضاد الحيوي يجب أخذه في أى مرض مع أنه لا يفيد إلا في أمراض عدوى ناشئة عن بكتيريا، وأغلب أمراض الإنسان تكون ناتجة عن عدوى فيروسات أو فطريات أو أمراض تنشأ عن تغير في كيمياء الجسم، وبالتالي يظل الاستخدام الأمثل للمضاد الحيوي مقصوراً على الالتهابات البكتيرية.
ولكن يستهلك الإنسان المضاد الحيوي خاصةً مع أمراض البرد والأنفلونزا مع أنها ليس لها أى دور بل على العكس تؤدي إلى تدمير البكتيريا الصديقة في جسم الإنسان وبالتالي تسبب تجريث التربة المعوية المناعية التي كانت المصدر الأول لمناعة الإنسان الطبيعية، حيث يولد الطفل بالولادة الطبيعية ويكتسب مئات الأنواع من البكتيريا النافعة الصديقة التي تهديها الأم لابنها، ولكن يحرم منها المولود بطريقة قيصرية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص المناعة ويسبب الحساسية الصدرية.
لذا يدعو بدران بترشيد استهلاك المضاد الحيوي وعدم استخدامه الإ عند التأكد من وجود بكتيريا تستجيب له وعند الشك يجب اللجوء إلى المختبرات، كما ينصح بدران بتقليل استخدام المضاد الحيوي في فترة الرضاعة، وذلك لأن كثرة استخدامه تمهد الطريق لإصابة الجنين بالحساسية الصدرية، لذا يجب عدم تناول المضادات الحيوية إلا بأمر من الطبيب المختص لتلافي مشاكل الكبد والكلى، كما أن الإفراط من هذه المضادات يؤدي إلى اكتساب البكتيريا مناعة ضد المضاد الحيوي، وبالتالي تصبح بلا فائدة عند بعض المرضى إذا استخدمت بشكل واسع يتيح للجراثيم أن تطور طرقاً للتغلب عليها.
ابتعد عن المسكنات
كما حذر الدكتور عمر توفيق رئيس وحدة الألم بمعهد الأورام ورئيس الجمعية المصرية للألم, من أن التناول العشوائي للمسكنات يزيد الألم بدلاً من أن يزيله ويسبب أمراضاً خطيرة أهمها الفشل الكبدي والكلوي.
وأشار الأطباء إلى أن المريض يتصور أن الأقراص المسكنة تقضي علي كل الآلام تاركاً خلفه شبح الفشل الكبدي والكلوي يهدده, كما أن الاعتماد علي الصيدلي في وصف الأدوية سلوك خاطئ وعواقبه وخيمة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أنور زيدان الأستاذ بطب الاسكندرية أن المسكنات ومضادات الالتهاب تؤثر تأثيراً كبيراً في إصابات العضلات والعظام مثلاً, ولكن يكون تأثيرها دون المستوي المطلوب في حالات آلام الأعصاب.
وقد أوضحت دراسة أخرى أن العقاقير المسكّنة للألم والشائعة الاستعمال مثل "الأسبرين" و"إيبوبروفين" و"أسيتامينوفين" قد ترفع ضغط الدم؛ ومن ثم تؤدى لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب بين الرجال.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول المسكنات بشكل يومى يؤدى لرفع ضغط الدم، وفق ما جاءت به نتائج الدراسة التي تناولت فحص 235 شخص من الرجال يتناولون تلك العقاقير خلال معظم أيام الأسبوع مقارنة بغيرهم ممن لا يتعاطونها، وقد زادت احتمالات إصابة المتعاطين بارتفاع في ضغط الدم بمقدار الثلث عن الرجال الذين لم يتناولوها.
ومن جانبه، أوضح الدكتور جون فورمان من بريجام ومستشفى أمراض النساء فى بوسطن، أن الملايين من الناس يتناولون العقاقير المسكّنة للألم كأقراص يومية لعلاج الصداع والتهاب المفاصل وتشنّج العضلات وأنواع أخرى من الأوجاع والآلام، مؤكداً أن تناول تلك العقاقير شائعة الاستخدام يرفع من ضغط الدم لدى النساء.