دمشق لا تبكى فأنينك يؤلمنى
دمشق لاتبكى فأنينك يؤلمنى
أأنت على قيد الحياة هناك من يريدون
سرقــــــــــة أنفاسك
حتى على حساب حلمك
إستيقظتى مــــــــــرات ولكن التعب مازال
يتســـــــــــرب في رئتك
بسبب رمقٍ غرس أظــــــــــافرهُ بداخلك
يرغب في التجــــــــــدرِ والتخشب كي يكون
كالتمثـــــــــــــــال في أرضه
والأوراق من حوله تتلون من ألوان الشمسِ
وأنتى باْسّتقامتك تلكَ كشجرةُ خريف
وفوق غصنك عصفورٍ وقور يُلحن لكى
ضريح غنوة أيامك المتشابهة
تنسجمى معه بكُل خشــــــــــــــــوع وهو يرتلَ
لكى أوتـــــــــــاره
فيتمركز على جذعك الآخر نقارُ خشب
يقطـــــــــــــــعُ صفوةَ إدمانك
يسخرُ منكى بفجواته العديدةَ المتكرر
باعتقــــــــــــــاده أنه سيخلصك
عن تكتم هذا الغمــــــــــــام
وهو يردد لكى كفى إستيقظي كفى إستيقظي
يكررها بشكــــــــــــــلٍ مستفز
يجعلك في عنـــــــــــــــاد مستمر
يا دمشـــــــــــق
حين يتواجد في سمائي السابعةَ شقاوةُ حروفي
تئن تُسطر من الكلمات جُمل
وأعلم جيداً أنها مجرد كلمات يسخر منها
نقار الخشب
لأن لقائي به شطط من الوهم
فهو قابع بحظيرته في كأسه الفولاذيه
يهذي ويهذي من خمر تجسم على أنفاسه
ويلهثُ وفي أذنه صخب يوضح تفاصيل أيامه
وهي ملطخه بدماء وغياب الأمل
حتى غطس في كتل رمليه من وحل وجدل
جعلته ببســـــــــــــــاطة يطوي العقل
في طقــــــــــــوسٍ كافرة
إنتقاما من البراءه التي ولت من دون رجعة
قدم الشتاء لعله عليكى أطهر من كل هذا القهر
بدلى به مزاجك المرعب
والخوف الذي يتملكك بسبب هذا الضياع
إجعلى العـــــــــــرق الذى يتصببُ منكى
قلــــــــــقٍ هائل عليـــــــــــه
لا تديرى وجهك عنــــــــــــهُ وعن عالمه
إجتاحيه برياح همجية كعاصفة أو إعصار
مزقى أكفـــــــانه إقتلعيه من جذوره
إغفليه عن عجيج الحيــــــــــاة حتى يتهوه
بين البقــــــــــــاء والرحيل
إصهرى وجوده الدائم في قوالبك
التي تشكل عنـــــــــــــــادك مع ذاتك
لعله أفلح في أن حرث لنفســــــــــــــه قَبراً
من لعّنــــــــــــــةٍ قاضية
يتذوق عذاب الـــــــــــروحِ وهي معلقه
على حــــــــــــافة الهاوية
يا دمشــــــــــــــق
كنت منهمكا في الكتـــــــــابه لدرجة حينما
زفرت زفرتـــــــــــــةٍ سريعة وكأنها
قُنبلة ملغمه بداخلي
طارت الورقه مني ولحقتُ بها هاربة
من حروفي
التي حلقت بي إلى ما وراء الشمس
حتى ضاعت مني لحظات الغروب والشروق
وأنا أنثر أمشاج الألمِ فيها وأبتع بعضها
كمن ترتطم نفسه وتتهشم تفاصيله
فينشغل بلملمة شظاياها المتناثرة في كل مكان
لذلْك إستعـــــــــدى للعرض
الذى تختلط به حالى بين أحِتـراق وأرتجاف
من صور ومشــــــــــــاهد جروحك المتبقية
في مراضعٍ عقيمة الشجون
يهواها نقار الخشب
وهو يعلم عمقه المُمزق وشموخه
المطوق بالإنكســـــــــــــــار
يا دمشــــــــق
لا تبكى فأنينك يؤلمنى
ولاعليكى أعلم أنك ستظلى صامته
حتى وإذا شـــــــــــــــاخ بكي الصمت
وإنتهكت حـــــــــــرمةَ الصبرِ
ففوانيس الروح وقناديل الأمــــــــــــلِ
تحد من تجاويف إشتعال جمره خافيه
تحت الرمـــّـــــــــاد
يادمشق لاتبكى فأنينك
يؤلمــــــــنى
لــ طائر الوادى