تأسس تحت الاحتلال البريطاني في 1921 وحلّت واشنطن تنظيماته في 2003
الاثنين 4 ربيع الأول 1435هـ - 6 يناير 2014م
يحتفل العراقيون بشتى مذاهبهم وقومياتهم، الاثنين، بذكرى تأسيس جيشهم العراقي، الذي يعد واحداً من أعرق جيوش المنطقة العربية.
تسميات وألقاب كثيرة أطلقت عليه فهو "جيش الشعب"، "جيش الأسطورة"، "الجيش العملاق"، "سور العراق"، "مصنع الأبطال"، "حارس البوابة الشرقية" و"صانع الانتصارات".
وعلى الرغم من أنه سيبلغ اليوم من العمر 93 عاماً إلا أنه مازال فتياً، خصوصاً وقد أعيد تشكيله قبل 10 سنوات فقط.
ولعلّ المفارقة التي تحيط بذكراه أنه تأسس على يد الاحتلال البريطاني في عام 1921 من 10 ضباط، وحُلّ على يد الاحتلال الأميركي عام 2003 وتعداده ما يقرب من مليون ضابط وجندي.
ففي 23 مايو 2003، وقع الحاكم المدني بول بريمر على الأمر رقم 2 لإدارة التحالف والمُعَنون بـ"حلّ مؤسسات"، والذي شمل وزارة الدفاع وكل الهيئات التابعة أو المرتبطة بها وكل التشكيلات العسكرية.
وقد اعترف بريمر فيما بعد بغلطته الكبيرة، حيث دخلت البلاد بموجات من العنف والانفلات الأمني وسيادة الجماعات المسلحة التي تستمر إلى اليوم.
ووفقاً للنائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان فإنه "شعر بفداحة هذا القرار بعد وقت قصير من حلّ الجيش، وتصاعد أعمال العنف التي تلته".
ويشير محمود إلى أنه "عارض قرار الحل، فقد كان متعجلاً ولم يأخذ بتجارب دول الجوار على الأقل عند زوال الأنظمة، مثلما حدث في إيران عند الإطاحة بحكم الشاه، حيث حافظ الثوار على الجيش النظامي لضمان استمرار حفظ الأمن في البلاد، ولم يتم معاقبة سوى من ثبت إنهم مجرمون".
بأيّة حال عدت يا عيد
وتأتي ذكرى تأسيس الجيش العراقي هذا العام في ظل أزمة أمنية وسياسية تعصف بالمناطق الغربية من العراق على خلفية الاشتباكات العسكرية مع "القاعدة" وتنظيم "داعش" وما جرى بعد رفع خيم المعتصمين وإلقاء القبض على النائب أحمد العلواني في الأنبار.
يقول المستشار العسكري لوزارة الدفاع العراقية محمد العسكري لـ"العربية.نت": "الجيش العراقي هو الحاضنة الوطنية لكافة مكونات الشعب وقد عرف منذ تأسيسه بهويته العراقية وتدريبه العالي وانضباطيته المهنية التي أشاد بها كل مَنْ اطلع على تدريباته.. وفصول مشاركاته القتالية دفاعاً عن العراق وعن العرب تدرس في الأكاديميات العسكرية لتفردها ودقة تنفيذها".
ويضيف العسكري: "إنه اليوم يخوض واحدة من أشرس معاركه ضد الإرهاب والجهات التكفيرية وعلى ضوء نتائجه ستحدث توازنات جديدة في عموم المنطقة".
أبرز محطات تاريخ الجيش العراقي
يُذكر أن المحطات الرئيسية التي مرّ بها قطار العسكرية العراقية تبدأ من يوم التأسيس في 6 يناير1921 .. وفي عام 1928 افتتحت مدرسة الأركان.. وقد شهد عام 1935 أول تنفيذ للخدمة الإلزامية بعد أن كان الدخول للجيش تطوعاً.
أما أول حركة انقلابية فقد قام بها الفريق بكر صدقي قائد الفرقة الثانية في عام 1936. وفي عام 1941 قام أربعة من قادة الضباط فيما سُمي بحركة رشيد عالي الكيلاني.
وفي حرب فلسطين 1948 كان للجيش العراقي دور فاعل ومازالت قبور جنوده في العديد من المناطق الفلسطينية.
وفي 1958 قاد تنظيم الضباط الأحرار بقيادة عبدالكريم قاسم تغيير طبيعة الحكم من ملكي إلى جمهوري، لينقلب على عبدالكريم الرجل الثاني في تنظيم الضباط الأحرار عبدالسلام عارف ويطيح به عام 1963.
وفي يونيو 1967 اشترك الجيش بما عُرف فيما بعد بنكسة يونيو وهي من سلسلة الحروب العربية-الإسرائيلية.. ودافع الجيش العراقي عن الأردن بشراسة.
وفي عام 1968 قادت مجموعة البكر-صدام تغييرها لصالح حزب البعث. وفي 1973 شارك الجيش العراقي في الدفاع عن دمشق في "حرب الجولان".
وعام 1980 دخل الجيش العراقي في حرب ضد إيران.. وهي واحدة من أطول حروب التاريخ الحديث وامتدت حتى 1988.
في أغسطس 1990 دخل الجيش العراقي الكويت. أما في عام 1991 فخاض حربه ضد التحالف الدولي الذي جاء لتحريرها.
في عام 2003 دخل معركته الأخيرة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى لتسقط نظامه السياسي وتحلّ تنظيماته العسكرية.