اكتشف علماء آثار أجانب مدينة اثرية قديمة في اقليم كردستان العراق تعود الى أكثر من 3 الاف عام تدعى "ايدو".
وقد عثر عليها العلماء مخبوءة تحت احد التلال، حيث زينت قصورها بالنقوش المسمارية والاعمال الفنية التي ازدهرت في هذه المدينة منذ الاف السنين.
وتقع هذه المدينة بالقرب من الضفة الشمالية من نهر الزاب الأسفل وبقايا المدينة الآن جزء من تلّ شكّله احتلال الانسان المعاصر للمكان، ويرتفع حوالي 32 قدما حول السهول المحيطة بها.
ويعود تاريخ البقايا الأولى للمدينة الى العصر الحجري الحديث، حينما ظهرت الزراعة لأول مرة في الشرق الأوسط، محددين مكانها في الوقت الحاضر في قرية تدعى "ساتو قلعة" والتي تقع الان على رأس هذا التل.
وقالت عالمة الآثار الألمانية سيزينا بابي من جامعة لايبزغ بالمانيا لموقع لايف ساينز الأمريكية الذي أورد الخبر، إن "هذه المدينة قد ازدهرت منذ نحو 3.300 الى 2900 عام مضى".
وتحدثت بابي عن تاريخ المدينة قائلة "في بداية تلك الفترة خضعت هذه المدينة لسيطرة الامبراطورية الاشورية التي كانت تستخدم الاراضي المحيطة بها، وفي وقت لاحق مع تراجع سطوة الاشوريين تمكنت هذه المدينة من الحصول على استقلالها، واصبحت عاصمة لمملكة استمرت 140 عاما، حتى تمكن الآشوريون من استعادتها مرة أخرى".
وكان الباحثون قد اكتشفوا موقع المدنية خلال عملية مسح للمنطقة جرى عام 2008، حيث جلب لهم احد السكان القرويين الاسم القديم للمدينة منقوشا بالمسمارية على قطعة حجرية، حيث استمرت الحفريات فيها طوال عامي 2010 و2011 فيما كشفت نتائج البحث في العدد الأخير من مجلة الاناضول التركية.
وقد تم العثور في هذه المدينة على زخارف ونقوش وتمثال يشبه ابو الهول المصري، لكنه بلحية ورأس انسان وجسم اسد. وكذلك قطعة أثرية منقوش عليها كتابة لاحد حكامها على ما يبدو ويدعى بيلانو، وهو يفتخر فيه بان قصره كان اكبر من قصر ابيه.
خلال فترة الحكم الاشوري حينما كانت مدينة "ايدو" تستخدم كمركز لادارة الاراضي المحيطة بها، كانت هناك قصور مزينة باناقة، ومازالت بقاياها موجودة، حيث اكتشف فريق الباحثين لوحا مزججا يحتوي على رسوم من سعف النخيل والرمان وانماط متعرجة من الزينة الملونة، فيما كان جزء من النقش باقيا مكتوب عليه "قصر آشور ناصر بال ملك ارض آشور"، فيما اشار الباحثون الى ان المقصود هو آشور ناصر بال الثاني الذي حكم ما بين اعوام (883-859) قبل الميلاد، وانه او احد ولاته اعاد بناء القصر في "ايدو" بعد استعادة الاشوريين للمدينة في واحدة من اكبر 10 معارك للسيطرة على العراق.
فيما وجدت ايضا قطعة ختم اسطواني يعود تاريخها الى 2600 عام مضت يظهر شكل رجل القوس الرابض امام العنقاء فضلا عن نجمة الصباح التي ترمز للآلهة عشتار ورمز الهلال بالاشارة الى اله القمر وقرص الشمس الذي يرمز لأله الشمس.
صورة رجل القوس المحارب ترمز الى اله الحرب فيما اشارت عالمة الاثار الألمانية الى ان الاكثر شيوعا في تلك الفترة كانت الالهة (نينورتا) التي كانت تلعب دورا هاما في الدولة الدينية الاشورية ومن المحتمل ان رسوم الشخصيات على الختم هو تمثيلها.
قبل اجراء المزيد من الحفريات سيحتاج الباحثون الى الحصول على موافقة سكان القرية والحكومة المحلية هناك حيث ان عملية مواصلة التنقيب تتطلب ازالة بعض البيوت من القرية وحتى يتم التوصل الى اتفاق بين القرويين وحكومة اقليم كردستان فان العمل غير ممكن في الوقت الحالي.
للعلم الموضوع الاصلي للأخت غرور انثى
لكن هذا الموضوع يحوي شرح اكثر واصور اكثر
تحياتي العطرة