الإثنين, 06 كانون2/يناير 2014 10:18
تقرير: عمار المسعودي
[بغداد-أين]
يحتفل الجيش العراقي اليوم الاثنين في ذكرى تأسيسه الثالثة والتسعين في ظل تحديات أمنية داخلية وخارجية هي الأكبر بعد عام 2003.
وكان قد أعلن في السادس من كانون الثاني من عام 1921 عن تأسيس الجيش العراقي الذي اتخذ من خان الكربولي في مدينة الكاظمية مقراً له، وفي تموز من العام نفسه تم تشكيل اولى وحداته المقاتلة واطلق عليها [فوج الامام موسى الكاظم] عليه السلام، وبعدها بشهر تم تشكيل كتيبة الخيالة الاولى واطلق عليها [كتيبة الهاشمي] ، ثم توالت عمليات اكمال المفاصل الاساسية للجيش العراقي فتم تشكيل الصنوف والمدارس على اسس حديثة، وعلى عقيدة عسكرية مستندة الى النبل والمهنية والفروسية والاخلاقية العالية.
وتشكلت أيضا وزارة الدفاع العراقية التي ترأسها الفريق جعفر العسكري واعتمد الجيش على المتطوعين وشكلت الفرقة الأولى مشاة في الديوانية والفرقة الثانية مشاة في كركوك. في العام 1931 استقل العراق من بريطانيا وكانت القوة الجوية العراقية قد شكلت، تبعتها بعد سنوات القوة البحرية بعدة زوارق نهرية.
ويحتفل جنود العراق في عيدهم اليوم وهم يخوضون بالنيابة عن العديد من الدول، حربا ضد الارهاب والتنظيمات المسلحة، ابرزها احداث الانبار وعدد من المحافظات في مقاتلة تنظيم القاعدة ومسلحي [داعش] رغم عدم تدخله في المواجهة بشكل مباشر مع المسلحين هناك لكنه يقوم بتنفيذ غارات وضربات جوية في صحراء الانبار وبعض قرى ومدن المحافظة كدور اسناد لقوات الشرطة ومسلحي العشائر التي اعلنت حربها ضد التنظيمات المسلحة.
ولا ننسى دور الجيش الاساسي في حفظ الحدود العراقية مع دول الجوار التي تعاني بعضها من اضطرابات أمنية انعكست سلباً على الأمن الداخلي للعراق وابرزها الازمة السورية التي دخلت عامها الثالث من الحرب بين قوات النظام السوري والمسلحين.
وفي تطور أمني لافت، قتل في 21 من شهر كانون الأول الماضي قائد الفرقة السابعة اللواء الركن [محمد الكروي] وعدد من جنوده اثناء مداهمتهم لوكر مفخخ بعدد من العبوات الناسفة تابع لتنظيم القاعدة في منطقة وادي حوران في صحراء الانبار. وعلى اثر الحادثة اعلنت الحكومة المركزية تنفيذ عملية عسكرية تطورت الى فض ساحة اعتصام الرمادي لما وصفته الحكومة بانها "اصبحت مقرا لقيادة تنظيم القاعدة والتفخيخ".
وبعد أحداث أمنية مازالت مستمرة سيطر فيها مسلحو [داعش] على بعض مدن ومناطق الانبار ابرزها الفلوجة، يترقب الجميع حسم المعركة من الجيش العراقي، لكن مازالت الخطوة مبكرة كما يراها سياسيون وقادة عسكريون لاعطاء الفرصة للشرطة ومسلحي العشائر.
ومع الاختلافات والخلافات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية بدأت بعض الجهات بأتهام القيادة العليا للقوات المسلحة بتسيس الجيش، وما ان ينفذ أي عملية اعتقال او مداهمة حتى تتعالى الاصوات منددة ومستنكرة العملية حتى وان كانت هناك اوامر قضائية بالقاء القبض واصبحت هذه الاستنكارات السمة الغالبة التي ترافق العمليات العسكرية التي تنفذ في بعض المناطق كانعكاس للخلاف السياسي، لكن الجيش العراقي اليوم وحد الموقف السياسي والشعبي في محاربته للارهاب.
وأحتل الجيش العراقي في عام 2013 بحسب موقع عسكري المرتبة 58 من أصل 68 جيشا كأقوى الجيوش العالمية كما جاء في المرتبة الثامنة بنفس التصنيف على مستوى الجيوش العربية من حيث العدد والعدة.
ورغم جهود الحكومة العراقية في بناء المؤسسة العسكرية ورفع جاهزيتها لاسيما الجيش، تواجهها عدة مشاكل لا تخلو من جنبة سياسية فضلا عن الفنية، فتعاقدت الحكومة على عدة صفقات تتضمن طائرات مقاتلة أف 16 شابت بعضها حالات فساد وان لم تؤكد بشكل نهائي ومنها الصفقة الروسية البالغة قيمتها 4.2 مليار دولار وتسلم منها العراق وجبتين من الطائرات المروحية [مي 35] المعروفة بـ"الصياد الليلي" التي دخلت الخدمة فعليا في محاربة المسلحين.
وترنو عيون الشعب العراقي الى جيشه في حماية أمنه وحدود الوطن ونظامه الجديد بعد عام 2003.انتهى.