الطيران يدخل معركة الرمادي والجيش يطلب إخلاء الفلوجة قبل إقتحامها
واشنطن تقدم الدعم المعنوي وطهران تعرض إرسال الخبراء والعتاد لمقاتلة القاعدة
طهران الفلوجة
أ ف ب الزمان
تستعد القوات العراقية لشن هجوم كبير في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش ، في وقت اكدت واشنطن أمس انها تساند بغداد في معركتها مع القاعدة معنوياً رافضة نشر جنود اميركيين على الارض.
وقال مسؤولون محليون ان القوات الحكومية العراقية التي تقاتل مسلحين من تنظيم القاعدة قصفت مدينة الرمادي أمس الأحد بالطائرات وقتلت 25 متشددا إسلاميا.
في وقت أعلن نائب رئيس الاركان الايراني الجنرال محمد حجازي أمس ان بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكريا في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال المسؤول العسكري الايراني بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية ارنا انه اذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة ولكنهم ليسوا بحاجة الى جنود .
وجاء العرض الايراني بعد ان أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس عن ثقته في نجاح الحكومة العراقية والعشائر في المعركة ضد تنظيم القاعدة في البلاد.
وأضاف كيري أن واشنطن لا تفكر ثانية في إرسال قوات إلى العراق
ونسبت وكالة أنباء فارس للعميد حجازي قوله في الرد على سؤال حول تقارير عن طلب العراق الدعم العسكري من إيران وأميركا لتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة انني لست على اطلاع بهذا الموضوع ولكن على أي حال لو طلب العراق الدعم من إيران فإنها سترحب بالتاكيد . ورداً على سؤال فيما إذا كان الدعم بصورة مشتركة مع أميركا فهل ستقدم إيران بذلك، قال حجازي لا، نحن ليست لنا علاقة مع أميركا، وإذا ما طلب العراق الدعم الاستشاري أو التزويد بالمعدات فإننا سنضعها تحت تصرفه ولكن العراق ليس بحاجة إلى قوات .
وقال مسؤول حكومي عراقي أمس ان القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الان لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة .
واضاف الجيش حاليا ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح الى اماكن اخرى قبل شن الهجوم لسحق الارهابيين ، رافضا تحديد موعد بدء الهجوم.
بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة ان تنتظر القادم .
في وقت نزحت آلاف الأسر من غرب البلاد، نحو أربيل وباقي المحافظات.
وتفاقم نزوح الأسر بعد أن كثفت القوات الأمنية العراقية القصف الجوي، والهجوم المدفعي بقذائف الهاون الثقيلة ، على أماكن تمركز الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش في الرمادي والفلوجة.
وحسب شهود فإن الأسر والتي قدرت بالالاف حسب قيادة عمليات الأنبار، نزحت من الفلوجة نحو المدن القريبة قائم، عانة، راوه ، وأخرى توجهت إلى أربيل، وخرج عدد منها إلى كربلاء، وقلة التي وصلت إلى بغداد جراء الطرق المغلقة وقال مصدر امني عراقي في الانبار ان الفلوجة التي لا تبعد عن العاصمة بغداد سوى 60 كلم خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم داعش ، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة. واضاف المصدر ان المناطق المحيطة بالفلوجة التي اعلنت ولاية اسلامية في ايدي الشرطة المحلية ، بينما ذكر قائد شرطة الانبار هادي رزيج ان اهل الفلوجة اسرى لدى عناصر داعش ، مؤكدا ان الشرطة انسحبت بالكامل الى اطراف المدينة. ودارت أمس اشتباكات متقطعة عند اطراف الفلوجة، فيما يعم الهدوء مركزها، وسط استمرار نزوح العائلات خوفا من المعارك المقبلة. وفي دارت اشتباكات متقطعة ايضا منذ الصباح داخل المدينة بين القوات الامنية ومسلحي العشائر من جهة، وتنظيم داعش من جهة ثانية، بحسب مراسل فرانس برس، غداة تحقيق القوات الحكومية تقدما فيها.
وتعمل القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر على طرد مقاتلي داعش من آخر المناطق التي يسيطرون عليها وخصوصا تلك الواقعة في شرق المدينة. وقال غيدان ان المدينة تم تطهيرها بشكل كبير لكن هناك بعض الجيوب يجري معالجتها الان، وهي محاولة من داعش للاستمرار كي يحصلوا على دعم من خارج المدينة ومحاولة اسنادهم بعد طردهم منها وقتل العشرات منهم .
واعلن غيدان مقتل 11 مقاتلا افغانيا ومن جنسيات عربية مختلفة على الطريق السريع المؤدي الى الفلوجة من بغداد، بعد يوم من مقتل 55 مقاتلا من داعش وثمانية عسكريين ومسلحين اثنين من العشائر التي تقاتل التي جانب القوات الحكومية.
وذكر من جهته شاهد ان تنظيم داعش تمكن من السيطرة على قرية البوبالي شرق الرمادي بعد معارك مع قوات حكومية ومسلحي العشائر.
وهذه اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم منذ سنوات
من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي أمس في القدس سنقف الى جانب حكومة العراق التي تبذل جهودا ضد القاعدة … لكنها معركتها وهذا الامر حددناه من قبل .
واضاف سنساعدهم في معركتهم وهي معركة عليهم الفوز فيها في نهاية المطاف ، مؤكدا ان الولايات المتحدة لا تفكر في نشر قوات على الارض .
في وقت دعا عضوان نافذان في الحزب الجمهوري الإدارة الأميركية لتغيير سياساتها في كل من العراق وسوريا في أعقاب نجاح تنظيم القاعدة في استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة العراقية.
ووجه العضوان في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وليندسي غراهام انتقادات قاسية بحق إدارة الرئيس باراك أوباما وذلك في أعقاب سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في محافظة الأنبار غرب العراق بما فيها مدينة الفلوجة.
وقالا في بيان مشترك إن الرئيس أوباما خدع الأميركيين من خلال التصوير بأن القادة العراقيين كانوا يريدون خروج القوات الأميركية تماماً من العراق.
جريدة الزمان