النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

إذا عمل المرء لله يفتح الله قلبه سمعاً وبصيرة

الزوار من محركات البحث: 40 المشاهدات : 591 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    إذا عمل المرء لله يفتح الله قلبه سمعاً وبصيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك


    اقتطفت لكم هذه الفقرة من كتاب (كيمياء المحبة) لفضيلة المؤلف محمدي الريشهري، وهو عبارة عن لمحات من حياة العارف الشيخ رجب علي الخياط الطهراني

    لا حاجة لبيان ما بلغه الشيخ من كمال المعنوي لمن عرفه عن قرب أو سمع عمن عرفوه.

    أما السؤال الأساسي الذي يتبادر إلى الأذهان حول هذه الشخصية المعنوية الكبرى فهو: كيف تسنى لهذا الرجل البلوغ هذه المرتبة الإنسانية السامية؟ وكيف وصل شخص لم يكتسب شيئاً من العلوم المتداولة في الحوزة والجامعة إلى هذه المنزلة بحيث استفادت من بركات هدايته النخبة المتعلمة من منتسبي الحوزة والجامعة فضلاً عن عوام الناس؟! وبعبارة أخرى ما هو سر القفزة التي أتاحت للشيخ إحراز هذا النجاح الباهر؟

    · بداية التحول
    يتعقد المؤلف أن سر القفزة البارزة والتحول المصيري في حياة الشيخ يعزى إلى حادثة مثيرة وقعت للشيخ وهي حادثة تحتوي على كثير من الدروس والعبر.

    فقد وقعت للشيخ في مطلع شبابه حادثة مشابهة لحادثة النبي يوسف (ع) وكانت الحادثة وما استتبعها بمثابة نموذج للتوحيد الفعلي إذ يستدل منها على أن ما ورد في آخر قصة (ع) من قولة تعالى: ﴿إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ تعتبر قاعدة عامة ولا تختص بالنبي يوسف (ع) وحده وتبين هذه القصة أيضاً أن ما ورد في ختام القصة النبي يوسف من قوله تعالى ﴿ولما بلغ أشده آتينه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين﴾ يعتبر أيضا قاعدة عامة وان كل أهل الخير والإحسان سيؤتون نور الحكمة والعلم الإلهي.

    · قصة شبيهة بقصة يوسف
    نادراً ما كان الشيخ يشرح هذه القصة لأحد من الناس ولكنه كان يشير عليها بمناسبة أو أخرى ويقول:

    (لم يكن لي أستاذ ولكني قلت: اللهم إني أعرض عن هذا العمل وأتجنبه طاعة لك وأدعوك يا إلهي أن تصطنعني لنفسك)
    وقد أشار آية الله السيد محمد هادي الميلاني رحمة الله إلى هذه القصة قائلاً لقد لقي هذا الشيخ عناية ربانية بسبب ارتداعه في أيام شبابه عن فعل القبيح.
    وشرح سماحة الشيخ تلك القصة في لقاء له مع السيد الميلاني حيث كان السيد محمد علي الميلاني- نجل آية الله محمد هادي الميلاني – حاضراً في ذلك اللقاء ونقل تلك القصة عن لسان الشيخ على النحو التالي:
    ( في أيام شبابي أعجبت بي فتاة جميلة من أقاربنا وبسبب هيامها بي ومكرها أياي استطاعت أن تلتقيني في يوم من الأيام بعيداً عن الأنظار فقلت في نفسي يا رجب علي إن الله قادر أن يختبرك في مواقف كثيرة فلو تختبر ربك مرة واحدة وتمتنع عن ارتكاب الحرام المهيأ لك على ما فيه من لذة.
    ثم دعوت الله وقلت اللهم إني أمتنع عن اقتراف هذا الإثم امتثالاً لأمرك فربني يا رب كما تحب.
    ثم إنه قاوم تلك المعصية بكل شجاعة مثلما فعل النبي يوسف (ع) وأبى تدنيس بتلك المعصية وفر على وجه السرعة من ذلك الفخ الخطير الذي كان قد نصب له.
    فكانت نتيجة اجتنابه المعصية سبباً لبصيرته وحصوله على رؤية بعض مواقف البرزخ فصار يرى ويسمع ما لا يراه ولا يسمعه الآخرون بحيث إنه حينما كان يخرج من البيت كان يرى الأشخاص على صورهم الحقيقة وتنكشف له بعض الأسرار.
    نقل عن الشيخ أنه قال: ( خرجت ذات مرة من مفرق شارع مولوي عبر شارع سيروس إلى مفرق شارع كلوبنك ورجعت في الطريق نفسه فلم أشاهد إلا صورة إنسان واحد).

    · كيفية التربية الإلهية
    وهكذا استجاب الله دعا شاب استدرج إلى المصيدة حينما طلب من ربه في ذلك الجو المغري قائلاً ( اللهم اصطنعني لنفسك) وأحدث ذلك منعطفاً مصيرياً في حياته وهو منعطف لا يستطيع إدراكه الناس الماديون الذين لا يرون إلا ظاهر الأمور وطوى رجب علي بهذه القفزة مسيرة مئة عام بين ليلة وضحاها وتحول إلى الشيخ رجب علي الخياط أو كمال قال الشاعر : محبوبي لم يدخل المدرسة ولم يكتب حرفاً واحداً وإنما بلحظة واحدة أصبح معلماً لمئة مدرس.

    كانت الخطوة الأولى من تلك التربية الإلهية هي أن هذا الشاب أصبح ذا سمع وبصر نافذين إلى باطن العالم فهو يرى ما لا يراه الآخرون ويسمع ما لا يسمعه الآخرون وقد خلقت هذه الموهبة الباطنية لدى الشيخ اعتقاداً منه بأن الإخلاص يؤدي إلى انفتاح سمع وبصيرة القلب ولهذا فهو كثيراً ما كان يؤكد لتلاميذه:
    (أن المرء إذا عمل لله يفتح الله قلبه سمعاً وبصيرة)

    · للقلب عين وأذن
    وهنا يقول قائل: وهل للقلب عين وأذن وهل يستطيع الإنسان رؤية شئ أو سماع صوت بغير عينية وأذنيه الظاهريتين؟
    والجواب نعم يستطيع ذلك وهناك أحاديث نقلتها المصادر الشيعية والسنية تؤيد صحة هذا الرأي وإليك بعض النماذج منها:

    ورد عن الرسول (ص) أنه قال (ما من عبد إلا وفي وجه عينان يبصر بهما أمر الدنيا وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح عينية اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعده بالغيب فآمن بالغيب على الغيب)
    وجاء في حديث آخر عنه (ص) ( لولا تمزع قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما اسمع).
    وجاء عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: ( إن القلب أذنين: روح الإيمان يساره بالخير والشيطان يساره بالشر فأيهما ظهر على صاحبه غلبه)

    بعد أن أفلت هذا الشاب الخياط من مصيدة النفس المرأة فتح الله قلبه ونوره وأصبح في عداد عباد الله الذين حظوا بإلهام الغيب تارة في اليقظة وأخرى في المنام وهذه هداية لا يحظى بها إلا الخاصة من المجاهدين المخلصين.
    · جزاء التفكير بالمكروه
    أحد الانعكاسات القيمة للهداية الإلهية بالنسبة للأشخاص الذين يخضعون لتلك العناية الإلهية هي تنبيههم إلى عيوب أنفسهم فقد جاء في حديث عن رسول الله (ص)
    أنه قال ( إذا أراد الله عزوجل بعبد خيراً فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره في الدنيا وبصره بعيوب نفسه).

    وبعد أن خضع هذا الشاب الخياط للعناية الإلهية الخاصة نال نصيباً من هذا الإلهام.
    نقل آية الله أحمد الفهري أن الشيخ حكى له ذات يوم:
    ( كنت ذاهباً في أحد الأيام إلى السوق لعمل ما وبينما أنا أسير في الطريق إذ خطر بذهني تفكير مكروه فاستغفرت الله منه وحينما كنت أسير إذ مرت من جانبي إبل تحمل الحطب إلى المدينة وفجأة رفسني أحد الجمال ولولا أنني ابتعدت عنه سريعاً لأوجعتني رفسته فذهبت إلى المسجد وبقيت أفكر في علة هذا الأمر ودعوت الله أن يطلعني على حقيقة الأمر فقيل لي في عالم المعنى:
    هذا نتيجة تفكيرك بالمكروه الذي خطر ببالك! فقلت: ولكنني لم أقترف ذنباً .. فقيل لي: ولذلك رفسة الجمل لم تصبك.

    · كثرة الأكل تولد الحجب (حجاب الطعام)
    نقل أحد محبي الشيخ: أحس الشيخ بضعف في بدنه وهو في مجلس كان يقعد في دار أحد أصدقائه قبل أن يبدأ بالحديث فطلب رغيفاً فجاءه صاحب الدار بنصف رغيف فتناوله وبدأ بعد ذلك بالحديث في ذلك المجلس وفي الليلة التالية قال:

    (سلمت الليلة الماضية على الأئمة لكني لم أراهم فتوسلت إلى الله لمعرفة سبب عدم رؤيتي لهم فقيل لي في عالم المعنى: لقد أكلت نصف ذلك الرغيف فزال ضعفك فلماذا أكلت النصف الثاني؟!
    لا بأس أن يأكل المرء من الطعام ما يسد رمقه ولكن كل ما زاد عن ذلك يحدث في القلب حجاباً وظلمة.

  2. #2
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: December-2013
    الدولة: Iraq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 845 المواضيع: 38
    التقييم: 151
    مزاجي: متقلب
    المهنة: طالبه
    أكلتي المفضلة: كنتاكي
    موبايلي: c7
    شكراااااا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال