بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ان هذه الحقيقة تعني اننا يجب ان نحصن انفسنا امام الاعلام المزيف ، والدعايات المضللة ، والافكار السلبية ، والتبريرات الواهية ، فيجب على الواحد منا - مثلاً - ان لا يدرس العلم لكي يقول للناس انني عالم ، فما فائدة العلم الذي يملأ الانسان غروراً ، ويجعله يأمل ان يشغل المناصب المهمة ، بل علينا ان نتلقى العلم لكي ينفعنا في الآخرة ، ولنخلص نياتنا ولنسع من أجل ان تكون طاهرة زاكية .
ان هدف الانسان من تعلم العلم هو ان ينفعه ، وبالتالي ان يكون سببا لانتفاع الآخرين منه لا أن يخزنه في قلبه ، فاذا طلب منه ان يقوم بالتبليغ في منطقة ما فعليه ان لا يمانع ، وللأسف فان بعض المتعلمين عندما يطلب منهم ان يتوجهوا الى منطقة ما للتبليغ فانهم يمتنعون عن ذلك مختلقين العشرات من التبريرات ، ومن حقنا ان نسأل هؤلاء : لماذا درستم العلم اساساً ؟ هل لكي تختلقوا مثل هذه التبريرات ؟
ان مثل هذا الانسان عليه ان يراجع نيته عندما بدأ بدراسة العلم ؛ فهل كانت نيته خالصة ام كانت تخالطها بعض الشوائب الدنيوية ، فاذا ما اكتشف ان نيته لم تكن خالصة فعليه ان يسعى منذ الآن من أجل ان يكون مخلصا ، فالانسان لايمكن ان يخرج من هذه الدنيا من دون ان يتعرض للامتحان ، وهذا الامتحان يتجلى بالنسبة الى طالب العلم في ان يكون جنديا مخلصا في سبيل اللـه - تعالى - ودعوته عن وعي وايمان .