05.January.2014
الولايات المتحدة تتعهد بمساعدة العراق ضد مسلحي القاعدة
دعم مسلحون من العشائر القوات الحكومية في قتالها ضد عناصر القاعدة
BBC
قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن بلاده ستساعد السلطات العراقية في حربها ضد المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار.
ولكن كيري أكد أن واشنطن لا تعتزم إرسال قواتها مرة أخرى إلى العراق.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن ثقته في أن الحكومة العراقية برئاسة، نوري المالكي، قادرة على دحر المتشددين.
وتعهد المالكي في وقت سابق باقتلاع كل "الجماعات المتطرفة" من الأنبار.
وكان مسؤولون عراقيون اعترفوا أمس بفقدان الحكومة السيطرة على مدينة الفلوجة الاستراتيجية بمحافظة الأنبار، أمام تقدم عناصر جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة باسم "داعش"، وحلفاء لهم من العشائر.
وجاء هذا بعد أيام من القتال الذي اندلع بعد أن فضت قوات الجيش العراقي اعتصاما مناوئا للحكومة استمر لمدة عام تقريبا في الرمادي، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غرب الفلوجة.
وخاضت القوات الحكومية إلى جانب جماعات عشائرية مسلحة معارك شرسة ضد مسلحي القاعدة في الرمادي والفلوجة.
وكان محتجون من العرب السنة أقاموا مخيم الاعتصام العام الماضي للاعتراض على ما يقولون إنه تهميش الحكومة ذات القيادة الشيعية لهم.
ودأبت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على نفي الاتهام.
وأصدر المالكي أمرا بفض الاعتصام قائلا إنه "تحول إلى مقر لقيادة القاعدة".
وقرر المالكي يوم الثلاثاء سحب قوات الجيش من مدن وبلدات الأنبار. لكن بمجرد ترك الجنود مواقعهم، ظهر مسلحون موالون للقاعدة في شوارع الرمادي والفلوجة واقتحموا مراكز للشرطة وأطلقوا سراح سجناء واستولوا على أسلحة.
وفي اليوم التالي، تراجع رئيس الوزراء عن قراره، وأرسل قوات عسكرية إلى المنطقة وعرض إمداد زعماء العشائر بالمال والسلاح للمساعدة في مواجهة مسلحي القاعدة.
اتهامات للسعودية
وتتهم الحكومة العراقية "متطرفين" بالتخطيط لإعلان دولة مستقلة في الأنبار.
وقال المالكي إن مساعي هؤلاء "المتطرفين" تلقى دعما من دولة خليجية لم يسمها.
غير أن سياسيين عراقيين موالين للمالكي يتهمون السعودية بدعم الجماعات المتطرفة في العراق.
وكان مخيم الاعتصام في الرمادي قد أقيم في أواخر عام 2012 من جانب العرب السنة احتجاجا على ما يقولون إنه تهميش للسنة في العراق من جانب الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة.
وكان أحمد خلف الدليمي محافظ الأنبار قد نفى تقارير بشأن فقدان الحكومة المركزية العراقية السيطرة على الفلوجة.
وقال الدليمي، لبي بي سي، إن الجيش لم يتدخل في مدينة الفلوجة بسبب رغبة المسؤولين تجنب تدخل الجيش في المدن، مشيرا إلى أنهم يعملون على إقرار الأمن في البلاد عن طريق الشرطة ورجال العشائر.
قصف على الفلوجة واستمرار سيطرة مسلحين على مدن بالأنبار
تعرضت أحياء في مدينة الفلوجة العراقية إلى قصف مدفعي يعتقد ان مصدره قاعدة المزرعة شرقي المدينة الذي تتخذه القوات الحكومية مقرا لها مما اسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
وأفاد حداد صالح مراسل بي بي سي في العراق نقلا عن مصادر بالمدينة بأن مقاتلي تنظيم داعش مازالوا يسيطرون على معظم مناطق الفلوجة بمحافظة الانبار.
وبثت قناة العراقية الرسمية نقلا عن امين عام صحوة العراق الشيخ احمد ابو ريشة "أن امير داعش في الانبار ابو عبد الرحمن البغدادي قُتِل وسبعة من اتباعه" في حين لم يؤكد أي مصدر آخر الخبر.
كانت الاشتباكات تواصلت بين عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة والقوات العراقية التي انضمت إليها بعض العشائر في محاولة لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينتين رئيسيتين بالانبار غربي العراق.
وأفاد مراسلنا نقلا عن مصادر في محافظة الانبار أن مقاتلي تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية يسيطرون على أجزاء من مدينة الرمادي أيضا، مضيفا أن الشرطة ومسلحي العشائر انسحبوا من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
وتفيد الانباء الواردة من الفلوجة غربي العراق بأن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من نقطة للتفتيش ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الأمن.
ويقول شهود عيان بالمدينة إن عددا من المسلحين الملثمين حضروا صلاة الجمعة في الشوارع الرئيسية بالمدينة.
كما اندلعت اشتباكات في مدينة الرمادي بين مسلحي العشائر ومقاتلي دولة العراق والشام، الذين دخلوا أيضا في مواجهات مع قوات حكومية خاصة.
"الحراك الشعبي"
في غضون ذلك، تتواصل في محافظات مثل الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وعدد من الأحياء ذات الغالبية السنية في العاصمة بغداد تظاهرات واعتصامات وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقد دعا ما يُعرف بـ"لجان الحراك الشعبي" في مدينة الرمادي المواطنين إلى حضور صلاة الجمعة الموحدة في جامع الدولة الكبير وسط المدينة والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، مؤكدين على استمرار الاعتصامات والتظاهرات حتى تستجيب الحكومة في بغداد لمطالب المتظاهرين.
وتنظم هذه التظاهرات تحت شعار "بأبناء عشائرنا نحرر معتقلينا وفارس ساحاتنا"، في إشارة إلى النائب احمد العلواني الذي اعتقلته القوات الحكومية مطلع الأسبوع ومعتقلين آخرين يطالب المتظاهرون بإطلاق سراحهم.
وكانت قوات الأمن قد فضت الإثنين اعتصاما طال أمده في الرمادي بعدما نظمه السنة اعتراضا على "الإقصاء والطائفية من جانب حكومة المالكي".
وقد قتل عشرة أشخاص عندما شرعت الحكومة الاثنين في فض الاعتصام.
ويقول السنة العرب في العراق إن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي "تهمشهم سياسيا"، ولكن رئيس الوزراء ينفي تلك التهمة.