تستعد لتنفيذ هجوم مرتقب بالتعاون مع العشائر لتطهير المحافظة من بقايا العناصر الإرهابية
تستعد القوات الامنية بمساعدة ابناء عشائر الانبار المنتفضين على الارهاب، لخوض معركة فاصلة لابادة بقايا فلول ما يسمى بتنظيم “داعش” الارهابي ومنع عودتهم نهائيا.
يأتي هذا بعد قيام الجيش بفرض طوق امني حول الارهابيين بالتعاون مع مقاتلي العشائر، امس السبت، تمكنوا من خلاله من محاصرة وشل حركة بقايا جيوب عناصر “داعش” المنهزمين من وسط المعارك الضارية التي قادتها القوات المشتركة ضدهم الى داخل المناطق السكنية في بعض مدن الفلوجة والرمادي للاختباء والاحتماء بها بعد ان كبدتهم القوات المشتركة خسائر بشرية ومادية جسيمة تمخض عنها تفكيك معظم تجمعاتهم.
إحباط محاولة اغتيال
مصدر امني رفيع قال لـ”الصباح”: ان “لواء الرد السريع تمكن من افشال عملية اغتيال لامر اللواء بعد ان قتل ثلاثة ارهابيين يستقلون سيارة اسعاف مفخخة تعرضوا لقوة يقودها آمر اللواء.وكان احد الارهابيين يقود السيارة بينما اخرج الاخران جسديهما من نوافذ السيارة وقاما باطلاق النار من اسلحة متوسطة (P.K.C) مستهدفين السيارة قرب القوة لتفجيرها، اذ تصدت القوة على الفور باطلاق النار من الرشاشات المتوسطة لتفجر السيارة بمن فيها دون وقوع خسائر في صفوفها.
قتل 50 إرهابيا
واضاف ان “قوة من لواء الرد السريع قامت باقتحام مبنى كلية الزراعة المكون من 11 طابقاً وتحريره من الارهابيين الذين كانوا ينتشرون فيه ويتخذون من اسطح بناياته مراكز لقناصتهم”، مؤكداً “تمكن قناصي اللواء من قتل 3 قناصين ارهابيين على سطح كلية الزراعة وبعض منارات المساجد القريبة التي اتخذت ايضاً مراكز لقنص القوات الامنية”.
كما اشار الى وقوع بعض الاضرار الطفيفة في عدد من عجلات اللواء نتيجة عمليات القنص او اطلاق النار، كما هاجم اوكار الارهابيين في منطقتي الصوفية والملعب اللتين اتخذهما تنظيم “داعش” الارهابي جحراً يختبئ به، وتمكن من قتل ما يقرب من 50 ارهابياً.
محاصرة عناصر “داعش”
وبين المصدر ان “القوات الامنية من جهاز مكافحة الارهاب ولواء الرد السريع والشرطة الاتحادية وباسناد من قوات الجيش العراقي وطيران الجيش تحاصر عناصر تنظيم ما يسمى “داعش” الارهابي، بعد تراجعهم إلى داخل المناطق السكنية للاختباء والاحتماء بها”.
واكد ان القوات الامنية وبمساندة مقاتلي العشائر قامت بحرق سيارات كثيرة تستقلها مجاميع من الارهابيين وقتلتهم على الفور، بسبب خشية ابناء العشائر من عودتهم بعد انسحاب القوات الامنية، وتنفيذ عمليات انتقامية ضدهم، كاشفاً عن حرق 16 سيارة للارهابيين وقتل جميع الارهابيين الذين يستقلونها، فضلاً عن مطاردة العناصر التي تحاول الهروب خارج مدينة الرمادي، كاشفاً عن هروب سيارات أخرى تابعة للارهابيين بعد قتل عدد منهم.
واكد المصدر توجه قوات امنية كبيرة صوب مدينة الفلوجة بعد اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي وتنظيمات ارهابية في منطقة جسر الرعود في منطقة الكرمة شمال شرقي الفلوجة، مضيفا ان اهالي منطقة ابراهيم بن علي القريبة من جسر الرعود استنجدوا بالقوات الامنية بعد قصف كثيف بالاسلحة الثقيلة استمر في المنطقة.
وكان قائد الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة اللواء فاضل جميل البرواري، علق على صورة نشرها في صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان “هذه الصورة التقطت من داخل الهمر لعجلة تم دعسها تابعة لـ”داعش” في حي البكر وسط الرمادي”.
يذكر ان عشرات العوائل قد نزحت من منازلها في حي البكر والضباط وشارع عشرين الى خارج مدينة الرمادي بسبب العمليات العسكرية والاشتباكات المسلحة.
معركة حاسمة
من جانبه، كشف المستشار الاعلامي لجهاز مكافحة الارهاب لـ”الصباح”، عن استعداد الاجهزة الامنية لخوض معركة حاسمة مع باقي فلول الارهاب التي تنتشر في مدينة الفلوجة، مؤكداً تمكن قناصي الجهاز من قتل 15 قناصاً متمرساً من تنظيم “داعش” تدربوا في سورية وافغانستان على استخدام البنادق القناصة لاصطياد الضحايا، وكذلك قتل رؤوس الارهاب وقياداتها مثل ابو براء وشاكر وهيب.
واشار الى ان القوات الامنية والعشائر التي انتخت لوطنيتها وانتفضت على الارهابيين الذين قتلوا من ابناء الانبار الكثير بجرائمهم الارهابية تحاصر الان الفلوجة من مداخلها، كما اكد ان هناك خططا امنية تدريجية سيتم بموجبها تسديد ضربات جوية مركزة على اهداف منتخبة لتحرير الفلوجة من الجيوب المتبقية لفلول تنظيم “داعش” الارهابي المنهزمة.
حصيلة قصف الفلوجة
وكانت دائرة الطب العدلي في محافظة الانبار، اعلنت امس السبت، ان حصيلة القصف الذي قامت به عناصر “داعش” واستهدف مدينة الفلوجة انتهت عند 93 شهيدا وجريحا.وقال مسؤول اعلام الدائرة بالمحافظة محمد طه النعيمي ان “حصيلة القصف بقذائف الهاون الذي استهدف احياء العسكري والجغيفي والمعلمين والضباط بمدينة الفلوجة، انتهت عند ستة شهداء بينهم طفلة وطبيبة اسنان ورجل مسن و87 جريحا”.وأضاف ان “جميع جثث الشهداء نقلت الى دائرة الطب العدلي والجرحى الى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج”، مشيرا الى ان “بعض حالات الجرحى حرجة للغاية”.وكان مصدر طبي في مستشفى الفلوجة افاد، امس الاول الجمعة، بأن مدنيين اثنين استشهدا وأصيب 30 آخرون بينهم نساء واطفال بقصف بالهاونات بعد اشتباكات بين الجيش وعناصر تنظيم “داعش” في الفلوجة.
توصيات بغارات جوية
وفي ذات الاطار، أوصت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب القائد العام للقوات المسلحة، بشن غارات جوية استباقية، لضرب أوكار تنظيم “داعش” الإرهابي، في قضاء طوز خورماتو ضمن محافظة صلاح الدين.
وقال مقرر اللجنة اسكندر وتوت لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”: ان “القضاء يعاني الكثير من الخروق الأمنية منذ مدة طويلة، ولم يعد من بد غير شن عملية نوعية تشترك بها جميع الأجهزة الأمنية هناك”.وذكر ان “المرحلة الحالية تتطلب تفعيل سلاح الجو مع العمليات الميدانية للقضاء على جميع الإرهابيين في المناطق الساخنة”، مؤكدا ان “بعض المتسللين من المجاميع الإرهابية قد فروا إلى صحراء نينوى وصلاح الدين”.وكان النائب عن القائمة العراقية عبد ذياب العجيلي، قد ناشد القوات المسلحة بسحق عصابات القاعدة وداعش في محافظة صلاح الدين، وقال وقتها ان تلك العصابات وصلت إلى شرق محافظة صلاح الدين بعد فرارها من قبضة عمليات “ثأر القائد محمد” في الأنبار.
بابل تخطو خطوات الأنبار
بدوره، طالب عضو مجلس محافظة بابل حسن فدعم الجنابي الاجهزة الامنية والحكومة المحلية بأخذ زمام المبادرة والاستعانة بعشائر منطقة شمال بابل في مكافحتها لتنظيمات القاعدة.وقال الجنابي: ان “هذه العشائر تعاني من تهديدات مستمرة من قبل تنظيم القاعدة وان عملية اشراكها في الدفاع عن المنطقة والاستعانة بأبنائها من خلال توفير فرص لهم للتعيين في جهازي الشرطة والجيش كفيل بالحد من قوة القاعدة وتغلغلها في المنطقة”.واضاف ان “هناك قوى سياسية تحاول ومن خلال اقتراب موعد الانتخابات الافادة من ورقة العشائر ومنحها وعودا سرعان ما تنتهي بعد انتهاء الانتخابات”, مستندا في قوله على واقع الصحوات وما آلت اليه، مطالبا الجميع منح العشائر الدور الملائم للمكانة التي كفلها الدستور العراقي لها، مؤكدا ان تجربة عشائر محافظة الانبار ومساندتها للاجهزة الامنية اكبر دليل على ذلك.يذكر ان مناطق شمال بابل تتعرض الى هجمات مسلحة بين فترة واخرى وتنشط فيها المجاميع المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة .
أبو غريب آمنة
من جهته، أكد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد، خلو قضاء ابو غريب غربي بغداد من ملاذ آمن لتنظيم “داعش” الإرهابي، مشيرا إلى أن قتال “داعش” في بغداد لا يحتاج إلى أي مشاركة عشائرية والأجهزة الرسمية تكفي لبسط الأمن.وحذرت تقارير أمنية من امكانية هروب عناصر تنظيم “داعش” من الانبار الى مناطق قريبة بضمنها قضاء ابو غريب بسبب شدة الضربات التي تعرض لها التنظيم الإرهابي من قبل القوات المسلحة.
وقال عضو اللجنة غالب الزاملي لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”: ان “قوات الجيش العراقي، بالإضافة الى الشرطة المحلية تحكم سيطرتها على قضاء ابو غريب، ولم يتمكن إرهابيو “داعش” من إيجاد ملاذ لهم في القضاء”.
ولفت الزاملي الى ان “القوات الأمنية في قضاء أبو غريب لديها تنسيق كبير مع أهالي القضاء في إطار المحافظة على امن المنطقة من أي خروقات”.
يأتي هذا في وقت اعلنت فيه قيادة عمليات بغداد، عن ابطال مفعول سبع عبوات ناسفة معدة للتفجير في مناطق الكيلو 14 والبو عوسج وشبيشة، دون وقوع خسائر, فضلا عن اعتقال عدد من المتهمين بـ”الارهاب” في مناطق متفرقة من العاصمة خلال الـ48 ساعة الماضية.
مساعدات غذائية
الى ذلك، باشرت جمعية الهلال الأحمر العراقية، بتقديم المساعدات الغذائية والصحية لأهالي محافظة الأنبار في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
يشار الى ان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي قد دعا الجمعية الى تقديم مساعدات عاجلة لعدد من المواطنين في المحافظة.وكانت الدوائر الخدمية في الانبار قد استأنفت امس اعمالها وتقديم الخدمات للاهالي في مركز المحافظة وبعض الاقضية.واشتكى العديد من أهالي مدن الرمادي والكرمة والصقلاوية من صعوبة توفير الاحتياجات الأساسية اليومية بسبب انتشار مسلحي “داعش” في مناطقهم.وقال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي”: ان “دوائر الماء والكهرباء تقدمان الآن خدماتهما إلى أهالي المحافظة بعد أن شهدت بعض المدن هدوءاً مع انتشار قوات الشرطة المحلية والعشائر الداعمة لها وطرد عصابات “داعش” التي تكبدت خسائر كبيرة”.
وبين أن “القوات الأمنية في مدينة الرمادي وبعض المناطق التي حررت من القاعدة ثبتت مواقعها، بينما يتولى طيران الجيش السيطرة على أطراف المدن لمنع دخول او خروج الإرهابيين”.
وتعذر على المؤسسات الخدمية تقديم الخدمات الأساسية، في الرمادي وبعض الاقضية التي سيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي، نتيجة للتهديد من قبل الإرهابيين.
جريدة الصباح