مؤسسات الدولة وحدها لا تستطيع تأمين سيادة القانون ولهذا يتطلب الأمرشيوع ثقافة احترام القانون بين أفراد المجتمع، بحيث يحظى المجتمع بأغلبية من الأفراد الذين يؤمنون بأن سيادة القانون توفر أفضل الفرص طويلة الأجل لضمان حقوقهم وتحقيق أهدافهم بجانب اقتناعهم بأن سيادة القانون أمر يمكن تحقيقه مع التزامهم بالتمسك به. في ظل ثقافة احترام القانون، فإن معظم الناس يعيشون وفق سيادة القانون المتمثلة باحترام الحقوق التي يحميها القانون، وأداء مهام ألزم بها القانون وهي أفضل وسيلة لخدمة المصلحة العامة والمصالح الشخصية في المدى الطويل مع السعي إلى جعل الحكومة أيضا تتبع سيادة القانون. إن لثقافة احترام القانون ميزتان من المساهمات الأساسية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان. أولا، نجد في الديمقراطيةثقافة احترام القانون أهمية تمكين المواطنين من خلال إيمانهم بأن لديهم القدرة على المشاركة في وضع وتنفيذ القوانين، وأنه لا يجوز لأي شخص أو مؤسسة أن تكون فوق القانون بما في ذلك المسئولون الحكوميون مع اقتناعهم بأن سيادة القانون تتيح الفرصة الفضلى لتأمين حقوق الأفراد وتحقيق تطلعاتهم الديمقراطية. ثانيا، إن ثقافة احترام القانون تحدث تغيرات جوهرية في مؤسسات سيادة القانون مثل الشرطة والقضاء، ويلزمها أن تكون أكثر كفاءة وفعالية وعدلاً. تبين التجربة أن المكونات الرئيسية لثقافة احترام القانون يمكن أن تشكل وتبنى في جيل واحد(من 15-20 عاما)، وترسيخ اقتناع المواطنين الذين يتبنون سيادة القانون بصورة مثالية أنه من الممكن لمجتمعهم التحرك في اتجاه سيادة القانون، وأنه ينبغي عليهم وعائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم لعب دور نشط في تعزيز ثقافة إحترام القانون في المجتمع. من فوائد مفهوم ثقافة إحترام القانون : • يوفر للمواطنين شيئا هاماً يمكنهم فعله من أجل تحسين نوعية الحياة في مجتمعاتهم بالرغم من أنه قد لا يكون لديهم القدرة على تفعيل سيادة القانون ولكن يمكنهم المساهمة في تعزيز هذه الثقافة في مجتمعاتهم. • يساعد في تفسير أن بعض المجتمعات قادرة على الحفاظ على القانون والنظام اإستخدام أقل تكلفة وإنفاذ سيادة القانون بطريقة أكثر من غيرها من المجتمعات الأخرى. • يساعد على تهميش السلوك الذي ينعدم فيه القانون من خلال حماية المجتمعات من مختلف أشكال التهديد المتمثله في الفساد والجريمة المنظمة والاستبداد والعنف السياسي