السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس محافظة البصرة، السبت، عن تخصيص مبلغ لتنظيم دورات لتعليم معلمات ومدرسات في مدارس حكومية قيادة السيارات وإصدار إجازات سوق لهن بالتعاون مع مديرية المرور، فيما دعت نقابة المعلمين مجلس المحافظة الى اتخاذ قرارات أكثر أهمية لقطاع التربية والتعليم.
وقالت رئيس اللجنة أمطار رحيم المياحي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجلس المحافظة قرر الموافقة على مقترح قدمته اللجنة يقضي بتنظيم دورات مجانية لتعليم المعلمات والمدرسات قيادة السيارات بالتعاون مع مديرية المرور في المحافظة"، مبينة أن "المجلس سيوفر بموجب القرار نفقات التدريب، وعند اجتياز الدورة بنجاح سيتم إصدار إجازات سوق للمتدربات".
واضافت المياحي أن "الدورة التدريبية الأولى ستشمل 20 معلمة فقط، وفي حال نجاح التجربة سيتم تنظيم المزيد من الدورات لموظفات من داوائر مؤسسات حكومية مختلفة"، مشيرة الى أن "الكثير من الموظفات يرغبن بإقناء سيارات شخصية، ودورات تعليم القيادة تساعدهن على تحقيق طموحهن".
وقد لاقى قرار المجلس الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة ترحيباً من معلمات ومدرسات في مدارس حكومية، منهن المدرسة نورس كامل التي قالت في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الدورات التدريبية المجانية لتعليم قيادة السيارات تعد خطوة جيدة باتجاه إنصاف النساء في المجتمع"، معتبرة أن "قيادة السيارات من قبل النساء هي ظاهرة حضارية لا غبار عليها، كما انها ضرورة حياتية بالنسبة للنساء الموظفات، وخاصة المدرسات والمعلمات".
وأكدت الخالدي أن "أربع مدرسات في المدرسة التي أعمل فيها يمتلكن سيارات شخصية، فيما لم تكن ولا واحدة منهن تمتلك سيارة قبل أربع أعوام"، مضيفة أن "تعلم القيادة من أبرز التحديات التي تحول دون إمتلاك النساء لسيارات في المحافظة، وتشمل الأسباب الأخرى القيود الاجتماعية وغلاء أسعار السيارات والمضايقات التي قد تواجهها المرأة أثناء قيادتها سيارة في شوارع البصرة".
من جانبه، قال نقيب المعلمين في البصرة جواد المريوش في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "النقابة تدعم كافة الجهود الرامية الى تعزيز مكانة المرأة البصرية في المجتمع، إلا أن قرار مجلس المحافظة المتعلق بتعليم المعلمات والمدرسات قيادة السيارات ربما يكون محاولة سياسية لكسب تأييد النساء في ظل إقتراب الانتخابات"، معتبراً أن "البصريين بحاجة الى الخدمات، والى تطوير المستوى العلمي والإرتقاء بقطاع التربية، فضلاً عن توفير فرص عمل للعاطلين وزجهم في دورات مهنية تؤهلهم للحصول على وظائف، وذلك أفضل بكثير من تنظيم دورات لتعليم قيادة السيارات".
يذكر أن ظاهرة قيادة النساء للسيارات اتسعت بشكل ملحوظ في محافظة البصرة في غضون الأعوام القليلة الماضية، بعد أن كانت مجرد حالات محدودة قبل عام 2003، والقيود غير الرسمية المفروضة على النساء الراغبات بقيادة السيارات هي قيود اجتماعية وليست دينية، كما لا توجد تحفظات رسمية، بل ان مديرية المرور في المحافظة زجت قبل ثلاثة أعوام بأول امرأة تحمل رتبة (ملازم) ضمن صفوفها، وقد كلفتها بواجبات ميدانية تشمل تنظيم السير ورصد المخالفات المرورية.