اوفيليا
جـون ايفيرت ميـلي - فنان بريطاني -
موضوع اللوحة مستمد من رواية “هاملت” للكاتب الكبير “شكسبير” ، التي يروي فيها الكاتب القصة التراجيدية لموت اوفيليا عشيقة هاملت بعد ان فقدت عقلها واصابها اكتئاب عميق ثم انتحرت، بعدما قتل هاملت والدها.
رسم جون ميلي اللوحة خلال وقت طويل، محاولا فيها تصوير الشخصية المركزية الغارقة في بركة الماء بطريقة دقيقة مع تحديد ملامح العمق الوجودي والحسي في جو اللوحة، ومعالم الحزن والتراجيديا الظاهران في وجه الشابة اوفيليا، كما واهتم برسم الخلفية الطبيعية بدقة متناهية، مركزا على جمالية اللون والخضرة وتناثر الورود حول الجسد الغارق.
لم تأت الورود السابحة على وجه الماء مجرد زينة خارجية تزين اطار اللوحة، وانما لها ابعادا رمزية تجسد المعنى الوجودي والحسي للطبيعة البشرية:
فنبات الخشخاش يرمز الى الموت، والاقحوان يرمز الى السذاجة، والزهور ترمز الى الصبا، والبنفسج يرمز الى الاخلاص والموت في جيل مبكر، وشقائق النعمان ترمز الى الحب والخيبة.
استغرق رسم الخلفية الطبيعية مدة 4 أشهر، خلالها كان يرسم الفنان المنظر في اوقات متقطعة، بحيث يترك اللوحة فترة معينة ثم يعود ليكمل رسمها من جديد.. ولهذا فقد ظهرت بعض المفارقات في الخلفية، اذ نجد عدم انسجام شكلي ولوني بين الشق الأيمن من اللوحة والشق الأيسر منها، يمكننا ان نلاحظ بسهولة حين تغير اللون بشكل مفاجئ وبدون تدريج.
ولكن برغم ذلك، نالت اللوحة اعجاب النقاد ومحبي الفن، واعتبروا أفضل اللوحات التي جسدت قصة اوفيليا التراجيدية على الاطلاق