جامعة البصرة تناقش خطورة اختفاء الثروة الزراعية في المحافظةجامعة البصرة تناقش خطورة اختفاء الثروة الزراعية في المحافظة
أقام قسم الجغرافية في كلية التربية للبنات ندوة عن واقع ومستقبل الأراضي الزراعية في محافظة البصرة وما تشهده من تحولات طبوغرافية في الآونة الأخيرة وتأثير الاستثمار السلبي عليها، قسمت الندوة إلى أربعة محاور رئيسية ناقشت أسباب انتشار ظاهرة الزحف السكاني تجاه الأراضي الزراعية الواقعة ضمن قضائي شط العرب وأبي الخصيب والنتائج المترتبة والآثار المستقبلية لتلك الظاهرة التي أخذت مداها ضمن السنوات العشرة الأخيرة، شارك في الندوة باحثين من أقسام الجغرافية في كليتي الآداب والتربية للعلوم الإنسانية كالدكتور كاظم الاسدي وبشرى رمضان وباسم عبد العزيز ومحمد رمضان وعباس عبد الحسن وصلاح الاسدي وإبراهيم الديوان ، وقال الدكتور كاظم الاسدي محللا أسباب انتشار ظاهرة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية بقوله: ( لعل أهم الأسباب التي أدت إلى الزحف العمراني من مركز المدينة باتجاه الأراضي الزراعي المحيطة بالمدينة هو ارتفاع معدلات النمو السكاني الغير مسبوقة ونقص التشريعات القانونية القاضية بالحفاظ على البيئة الزراعية والموارد الاقتصادية التي تنتجها تلك المناطق حيث تشتهر بزراعة أنواع عديدة من الخضر والفواكه والمحاصيل الزراعية المهمة والتي تعد ثروة وطنية ومورد مالي مهم للمحافظة، ناهيك عن إهمال المزارعين المتعمد في إدامتهم للنشاط الزراعي فيها لتأثرهم بالانفتاح الاقتصادي الذي شهده العراق ما بعد 2003 واعتماد البصرة تحديدا ًعلى استيراد المحاصيل الزراعية بدلاً من استصلاح الأراضي الصالحة للزراعة، مما جعل تلك الأراضي محاط لأنظار المستثمرين المحللين بتحويلها إلى مجمعات ووحدات سكنية). فيما وصف الدكتور محمد زباري الهجرة الداخلية للسكان بالسلبية والعشوائية حيث افتقر بناء الوحدات والمجمعات السكنية إلى أدنى مواصفات التخطيط العمراني من انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والمجاري والخدمات الطبية والتعليمية وعشوائية فرز تلك الأراضي، وقد تداخلت نشاطات أخرى بالإضافة إلى المباني السكنية وهي نشاطات تجارية تهدف إلى البحث عن مخازن لخزن البضائع المستوردة وإنشاء مباني لمعامل محلية للتعليب وصناعة البناء الجاهز ( الكرفانات ) ومعامل لصناعة الطابوق مما جعل النشاط الزراعي يختفي تدريجيا ً وبشكل ملحوظ. هذا ورفع الباحثون توصياتهم من اجل الحد من ظاهرة الزحف السكاني والتجريف المتعمد للأراضي إلى وزارات البيئة والزراعة والتخطيط ومجلس محافظة البصرة والتي شددوا فيها على وضع سياسات تتعلق بحسن إدارة واستخدام الأراضي الزراعية من تشريعات جدية لتنظيم حدود المدينة ومنع إقامة المجمعات السكنية داخل الأراضي المنتجة زراعيا ً والاتجاه إلى الأراضي القاحلة بدلاً عنها والسعي الجدي لاستحداث مؤسسات متخصصة تعنى بالتنظيم العمراني تتولى الضبط والسيطرة على ما تبقى من الأراضي الصالحة للزراعة في جعلها محميات زراعية طبيعية وتقديم كافة التسهيلات لتشجيع الهجرة العكسية للمزارعين والأفراد بدل الهجرة من أراضيهم وتحويلها إلى إنشاءات سكنية