دراسة بجامعة بابل تحذر الشباب والمراهقين من تعاطي عقار( الديانابول )المنشط الرياضي الباني للعضلات
حذرت دراسة علمية في قسم علوم الحياة بكلية العلوم بجامعة بابل من تعاطي الشباب والمراهقين والرياضيين (عقار الديانابول )الذي يتعاطى عادة بهيئة حبوب على نطاق واسع لغرض بناء عضلات أجسامهم وخاصة عضلات اليدين والرجلين والكثير من عمال البناء الذين يحتاجون الى بناء عضلاتهم ليتمكنوا من انجاز اعمالهم بشكل جيد اضافة الى الكثير من الشباب الذين يرومون تحسين مظهر أجسامهم والحصول على مظهر لائق امام الآخرين هم من مستخدمي تلك الحبوب المنشطة التي يتعاطونها عادة دون وصفة طبية او اشراف طبي.وقال معد الدراسة الباحث عباس عبد شرهان العويدي ان دراسته التي نالت درجة الامتياز واشرف عليها الاستاذ الدكتور علاء جواد حسن ان الدراسة وجدت ان فئة الشباب والمراهقين من عمر( 15-35 )هم من اكثر مستخدمي ذلك العقار وتجريعه عن طريق الفم وانه حصل خلال اعداده للدراسة على نماذج من حبوب ذلك المنشط من قاعات بناء الأجسام في محافظتي بابل والقادسية حيث تستخدم الحبوب على نطاق واسع.مضيفا ان نتائج الدرسة اظهرت تأثيرات مرضية كبيرة بسبب تعاطي هذا العقار على الكبد والكلية من خلال الزيادة في تراكيز انزيمات الكبد الناقلة لمجموعة( الأمين )التى تمثل ابرز المؤشرات الحيوية على سلامة خلايا الكبد وكذلك الزيادة في تراكيز (اليوريا والكرياتنين) التي تدل على سلامة الكلية وأدائها لوظائفها المعتادة أذ أن حدة تلك التأثيرات تزداد بأزدياد الجرعة وطول مدة الأستخدام حيث تؤدي في النهاية الى حدوث تشمع وسرطانات كبدية وفشل كلوي في حالة الأستمرار على تعاطيها بجرع كبيرة ولفترات طويلة.مؤكدا ان التجارب المختبرية التي اجراها على الحيوانات المختبرية المتمثلة بالجرذان البيض اكدت (تأثير الديانابول في بعض المعايير الدموية والنسجية والمناعية في ذكور الجرذان البيض) والقيام بتجريعها عن طريق الفم ل( 48 )من الذكور بأعتبارها واحدة من أقرب الحيوانات اللبونة الى الأنسان من الناحية الوراثية ودراسة بعض تأثيراتها النسجية والوظيفية والمناعية ,أذ بينت نتائج الدراسة أن لهذا العقار تأثيرات مرضية كبيرة على الكبد والكلية كما ان تلك المنشطات لعبت دورا كابحا لمناعة الجسم من خلال تأثيرها المباشرعلى نقي العظم الأحمر الذي ينتج الحركي الخلوي المحفز لنمو وتمايز مستعمرات البلاعم الكبيرة والخلايا الحبيبية أذ يقود الى تحديد نضوج تلك الخلايا وبالتالي أختزال عدد من تلك الخلايا التي تلعب دورا رئيسيا في مناعة الجسم العفوية والتكيفية . وتابع قائلا: لقد دلت نتائج الدراسة ايضا أنّ أستخدام هذه الحبوب وبجرع عالية ولفترات طويلة يزيد من حدة تلك التأثيرات التي تقود الى الوفاة المفاجئة نتيجة أعتلال وظائف الكبد والكلية وخلل كبير في مناعة الجسم وارتفاع في تركيز الكولسترول وزيادة ضغط الدم كما ان تلك الحبوب تؤدي الى الضعف الجنسي والعقم والكأبة والهستيريا الأ أن الكثير من مستخدمي تلك الحبوب لا يعلمون بها الأ عن طريق الصدفة أو عند أزدياد حدة تلك الأعراض المرضية.
مبينا ان أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة تأكيدها على ضرورة قيام وزارة الشباب والرياضة بفرض رقابة صارمة على قاعات رياضة بناء الأجسام ورفع الأثقال ومنع تداول وبيع المنشطات وغلق تلك القاعات في حالة تكرار تداول مثل تلك العقارات وضرورة أن تقوم فرق التفتيش التابعة لوزارة الصحة بمعاقبة وغلق الصيدليات الأهلية التي تبيع تلك المواد المحظورة دوليا والتي تصرف دون وصفة طبية كذلك حصر صرف تلك العقارات المنشطة بالمؤسسات الصحية التابعة للدولة لزيادة الرقابة الصارمة عليها وأجراء حملات توعية عبر الوسائل المرئية والمسموعة للتعريف بالمخاطر الحقيقية جراء استعمال المنشطات من قبل الرياضيين الشباب لما لها من تأثيرات مرضية قاتلة كذلك ضرورة أدخال نص دستوري يعاقب مروجي تلك المواد المنشطة كما هو الحال مع مروجي المواد المخدرة.ولفت الباحث عباس العويدي حديثه بالقول :ان العقدين الأخيرين شهدا انتشار ظاهرة استخدام المنشطات الرياضية البناءة للعضلات Androgenic anabolic steroids من قبل الرياضيين وبصورة خاصة في الألعاب التي تحتاج الى قوة عضلية كبيرة يتم بنائها أسرع من المعتاد كرفع الأثقال وبناء الأجسام كما امتد استخدامها الى الرياضات الأخرى مثل الساحة والميدان وهوكي الجليد وغيرها وعلى الرغم من منع انتاجها وتداولها في بعض البلدان وكذلك التطور في مجال فحص المنشطات إلا أن الكثيرين مازالوا يستخدمونها حتى لو أضطروا لشرائها من السوق السوداء وما يثير الاستغراب والدهشة هو مشاركة المدربين وأخصائيي الطب الرياضي في الترويج لأستخدام هذا النوع من المنشطات بدلا من أن يقوموا بأسداء النصح والمشورة للمستخدمين واقناعهم بأن الرياضة هي منافسة شريفة ومشروعة وأن تناول هذا النوع من المنشطات يجعل المنافسة غير عادلة بين المتسابقين متجاهلين أضرارها الجانبية الخطيرة والتي قد تودي في النهاية بحياة المستخدمين في حال عدم التقيد بدواعي الاستعمال اضافة الى حجم ومقدار الجرع التي يستخدمها المرضى الذين توصف لهم مثل تلك العقارات.
واضاف :لقد لوحظ في الحياة العامة ان الكثير من العمال الذين يحتاجون الى قوة عضلية لأنجاز أعمالهم يتناولون مثل هذه العقارات ودون وصفة طبية اذ تعرف المنشطات بأنها كل مادة أو دواء يدخل الجسم وبكميات غير اعتيادية ويؤدي الى زيادة الكفاءة البدنية للحصول على انجاز رياضي وبطرق غير مشروعة وتسبب أضرارا صحية عند الأستمرار بتعاطيها وبشكل سئ من قبل الكثير من الشباب والمراهقين الذين يستخدمونها لتحسين مظهر أجسامهم ونظرا للأنتشار الواسع لهذه العقاقير وللمضاعفات الجانبية التي تنتج عن استخدامها فقد ظهرت الحاجة الى دراسة هذه المضاعفات التي تنتج اثارا سلبية كثيرة وطويلة الأمد اذ أن الهرمونات البناءة للعضلات (AAS) هي الأكثر انتشارا بين أنواع المنشطات بصورة عامة حيث تعمل على زيادة التمثيل الغذائي للجسم وللبروتينات بصورة خاصة مما يزيد من القوة البدنية بصورة كبيرة وتستخدم عادة أثناء المواسم التدريبية ويعد عقار الديانابول واحد? من أهم العقاقير المنشطة البناءة للعضلات التي يستخدمها لاعبو بناء الأجسام ورفع الأثقال وان هذا الهرمون الستيرويدي هو أحد المشتقات الصناعية لهرمون الشحمون الخصوي(testosterone)الذي يتم إفرازه داخل الجسم بوساطة الخصيتان والغدة الكظرية ويتشابه معه من الناحية التركيبية والوظيفية وهو من المنشطات التي لها تأثير أندروجيني قوي أي يقوم برفع معدلات الهرمون الذكري ويؤدي الى تحفيز الخلايا العضلية للمحافظة على تركيز عالي من النتروجين والذي من شأنه تهيئة الخلية للاحتفاظ بكمية أكبر من البروتين الذي يعمل على بناء كتلة عضلية كبيرة وتم تحويره بحيث تغلب صفاته البنائية على الذكرية لذا كان هدف الدراسة الموسومة(تأثير الديانابول في بعض المعايير الدموية والنسجية والمناعية في ذكور الجرذان البيض) لدراسة تأثير المنشط الباني للعضلات(Dianabol) في ذكور الجرذان البيض(Albino rats) من خلال دراسة معايير الدم (Blood parameters) والاختبارات المناعية (Immunological Assays ) والمعايير الكيموحيوية (Biochemical parameters) والتغيرات النسجية (Histological changes).