نبذة عن مدينة حديثة
مابين مدينة (عنه) جنوباً بمسافة 75 كيلومتراً، ومدينة الرمادي شمالاً بمسافة 130كم وعلى مبعدة 250كيلومتراً عن بغداد، تسترخي مدينة حديثة على ضفاف النهر مباشرة كونها على المستوى الجغرافي واحدة من مدن أعالي الفرات، وواقع الامر فأن هذه المدينة إن لم تكن عروسة الفرات فهي واحدة من أحلى عرائسه
وتسكن حديثة عشائر كثيرة منها القره قاش وال جعفر وال خليفة والعبيد والمعاضيد والراويين والعانيين والبونمر والبوغانم والموالى والبومفرج والجواعنة والطرابلة والحديثيين والبوحيات والبومحل والغرير والكرابلة والبوصگر والمحامدة.وغيرها من العشائر العربية
حديثه مدينة زاخرة بمناظرها الخلابة. التي نسجتها أيدي زمان وشاّها بالخضرة والأسرار فجعلها جنّة باذخة الجمال والروعة.
حين يزورها الربيع يحيلها الى لوحة زيتية تخطف بسحرها الأبصار وتملأ بتموجاتها القلوب بهجة..
وعندما تدور فيها الوجوه ذات اليمين وذات الشمال تصطدم في كل زاوية من زواياها.. بقطع أثرية عريقة وبقايا قلاع صاغتها يد ماهرة.. وحين تدنوا من الوجوه أرضها تلفحها روائح أكاليل الورد وهي تتغنج بروعتها..
حديثة.. المدينة التي يعود تأريخها الى العصر الآشوري القديم والعهد البابلي الحديث. أدهشت الرحالة الاجانب والعرب بتشكيلاتها الجميلة الناتجة من تداخل الصخور فوق سفوحها المستوية حيث أصبحت الأماكن المفضلة التي يقيم عليها سكان المدينة منازلهم..
مختصر عن سد حديثة
أحد سدود العراق يقع على نهر الفرات شمال مدينة حديثة
هو ثاني أكبر السدود في العراق من حيث مساهمته في توليد الطاقة الكهربائية بعد سد الموصل
ذو طاقة إنتاج قصوى 1050 ميجا واط.و يحوي على ستة محطات توليد كهرومائية بطاقة قصوى 660 ميجا واط.
يحصر السد خلفه المياه في بحيرة القادسيه
تم بناء السد بالتعاون مع جمهورية يوغسلافيا حيث بدأت اعمال البناء في العام 1978 لتنتهي في العام 1986
معلومات عامة
في عام 1965 نالت حديثة درجة قضاء بعد أن كانت ناحية تابعة لقضاء (عنه)، وتبلغ مساحتها 1637كم2، ويرى المؤرخون بأن حديثة من مدن العراق القديم ويرجع تاريخها أي الى العصر الآشوري والعصر البابلي الحديث، أي إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ويستدلون على ذلك ببقايا قلعتها القديمة وورود إسمها في الرسائل الآشورية باسم (بيرات) وكذلك في العديد من نصوص العصر البابلي الحديث والعهد البابلي القديم.
ويشار في هذا المجال بأنها كانت إحدى المستوطنات قبل الفتح الاسلامي ولما نزلها العرب عربوا إسمها الآرامي القديم (حذتا)، ويذكر ياقوت الحموي بأن المدينة كانت تضم كنيستين قبل الفتح الأسلامي. ترجع المصادر التي بين أيدينا اسم المدينة الحالي الى (أبو مدلاج التميمي)، ذلك لأنه عندما قام بتحديث بنائها أطلق عليها أسم (الحديثة- بالألف واللام)، وجدير بالذكر ان هذه البلدة كانت تعرف بحديثة الفرات أو حديثة النورة تمييزاً لها عن حديثة دجلة الواقعة إلى الجنوب من إلتقاء الزاب الاعلى بدجلة.
تضم المدينة 35 تلاً وموقعاً أثرياً، كما تضم العديد من مظاهر الطبيعة، فهناك مغارات وأنفاق تمتد إلى مئات الأمتار تحت الارض لم يجر التحري أو الكشف عنها بصورة كاملة، كما توجد فيها منطقة تدعى (الخسفة) وهي حفرة شبه دائرية يبلغ قطرها أكثر من 50 متراً وعمقها يصل إلى عشرين متراً، وينتهي هذا العمق بدهاليز أو أنفاق لم يجر الكشف عنها أيضاً ويعتقد بأنها نتيجة زلزال ضرب المنطقة في عصر ما أو أنها تخسفات ناتجة عن رخاوة التربة، ولعل أهم معالم المدينة هو سد حديثة العملاق الذي تسبب في إغراق عشرات المدن وأنجب بحيرة تمتد إلى قرابة مئة كيلومتر.وفي عام 2009م تم اكتشاف مدينة آثرية في بحيرة حديثة بعد موجات الجفاف يعتقد ان هذه المدينة ترجع لـ3000 ق.م وان سكانها كانوا من العموريين.
تعتمد الحياة الأقتصادية للقضاء على قطاعين رئيسين هما الزراعة والخدمات وقد لعب السد دوراً واضحاً في تحويل مساحات واسعة من الأراضي التي تعتمد على الزراعة الديمية (المطر) إلى أراضي تعتمد على الزراعة السيحية، وأهم حاصلاتها الزراعية هي الحنطة والشعير والبطاطا والأبصال والخضروات زيادة على بساتين النخيل والفاكهة ومع أن مجتمع حديثة يمكن وصفه مجتمعاً متمدناً ومتحضراً ولكن الأنتماء العشائري والكثير من تقاليد القرية والمضايف والدواوين ماتزال تحكم سلوكه العام. ويعتقد أبناء حديثة بأن لا تعارض بين الأثنين ويمكن الجمع بين سلوك "المدينة" وسلوك "القرية" في كف واحدة
نواعير حديثه
وعلى ضفاف السواقي يجلس أهل المدينة تحت أفياء الأشجار وظلال النخيل ليراقبوا عن كثب ويستمتعوا بدوران النواعير حول الماء وغرف أكوازها لما يروي حقولهم ومزارعهم ويتكون ناعور الماء من (24) عودا من الخشب يضم كل عود سهماً مرتبطاً بالأرض ويحمل كوزا من الفخار وأثناء الدوران يغطس نصفه في تيار الماء الى ان يمتلئ.. وأبرز نواعير حديثة هو ناعور “جرعة” الذي اشتهر بقوة غرفه للمياه.
مساجد وقباب وأضرحة حديثه
تزخر مدينة حديثة بالمآذن والمساجد والقباب والأضرحة المزينة بأبدع وأجمل النقوش الهندسية والطرز المعمارية التي يلهث خزفها “القاشاني” ويصدح فيها ذكر الله ليلا ونهارا. الى جانب عدد من المدارس الدينية المختصة بتدريس أبناء المدينة علوم الفقه والقرآن.
ومن أبرز هذه المراقد ضريح عبد القادر الطيار، ضريح الإمام نجم الدين فضلا عن ضريح أولاد السيد أحمد الرفاعي وكذلك ضريح الشيخ حديد وأيضا ضريح الحاج مصطفى ضريح الشيخ محمد
وتتوسط سهل المنارة الواصل بين منارة الحديثة والطريق العام. قبة السبعة المسافرة فضلا عن قبة عز الدين.
نخيل حديثة يختزن التأريخ
يشمخ في سماء حديثة عدد من أشجار النخيل المعمرة لأكثر من ثلاثة قرون. غير آبهة لسهام الزمن وتقلباته.
ففي حويجة الحديثة حيث يقع بستان الشيخ “شرف بن دهيثم” تنتصب في وسطه نخلة عراقية ظلت شامخة بقامتها لأكثر من (224) سنة.. تقدم “نخلة شرف” نفسها كواحدة من أطول وأقدم النخيل في العراق. لتضاهي بذلك أقرانها في ربوع أخرى من البلاد..
واللافت للنظر ان “نخلة شرف” تمكن الشخص الذي يرتقي أعلاها من مشاهدة أطلال نواحي وأقضية تبعد عنها بمسافات طويلة..
والى جانب “نخلة شرف” تضم مدينة حديثة نخلة “توثة رجب” الموجودة حاليا في بستان الشيخ “رجب بلك بن رستم”.
حاضرة الثقافة والأدب والعلوم
نهلت مدينة حديثة من معين الثقافة والأدب والعلوم المختلفة على مر العصور. ولا يخفى على كل من يطالع مكتباتها الزاخرة بأنواع مختلفة من كتب التأريخ والفقه والأدب والنحو لرموز دينية وشخصيات فكرية وأدبية. لعلّ أبرزها. عبد الله بن محمد بن أبي طاهر الحديثي، وهلال بن ابراهيم بن علي بن شريف أبو البدر النميري، وكذلك سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد الهروي الحدثاني، فضلا عن الشيخ حسين بن نوح الحديثي والشاعر علي بن سالم بن محمد الحديثي.
وقد أشار السمعاني الى جملة من علماء المدينة نذكر منهم مالك بن أنس الحدثاني وأبا عثمان سعيد ابن عبد الله الحدثاني وأيضا السيد العلوي ركن الدين الحديثي فضلا عن سويد بن سعيد الحدثاني، والسيد عبد الحميد الخطيب الحديثي..
ومن العلماء الآلوسيين يذكر السمعاني، محمد بن المؤيد الآلوسي وكذلك المؤيد الآلوسي، الى جانب عدد من الملالي أشهرهم الملا عباس الحلف وأيضا الملا عبد الرزاق أفندي فضلا عن الملا ياسين السالم..
منقول