تصنيع أول كبد بطابعة ثلاثية الأبعاد
سيشهد العام 2014 طباعة أول كبد بيولوجيًا باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد. ويراهن باحثون على تطور طباعة النسيج البشري ثلاثية الأبعاد من أجل إنقاذ مرضى ينتظرون زراعة اعضاء. يؤكد الأطباء أن طباعة النسيج البشري بيولوجيًا عملية بالغة الصعوبة بسبب الاوكسجين والمغذيات التي تحتاجها الخلايا للبقاء. وتعمل الطباعة البيولوجية على غرار الأشكال الأخرى للطباعة ثلاثية الأبعاد، بوضع طبقة على أخرى من المادة التي تكون في هذه الحالة خلايا الكبد، لبناء كيان مادي صلب يكون في هذه الحالة نسيجًا بشريًا. وتتمثل العقبة الكبرى في عملية تصنيع النسيج ببناء شبكة الأوعية المطلوبة لتوفير الاوكسجين والمغذيات التي يحتاجها النسيج للبقاء حيًا. فالخلايا الحية يمكن أن تموت قبل أن تخرج من الطابعة ثلاثية الأبعاد من دون هذه الأوعية. لكن شركة أورغانوف الاميركية للطباعة البيولوجية اعلنت نجاحها في تصنيع نسيج حي بسمك يعادل سمك أربع اوراق مرصوفة والحفاظ عليه حيًا. وقال مايك رينارد، نائب رئيس شركة اورغانوف، إن الشركة تمكنت من تصنيع نسيج بالطابعة ثلاثية الأبعاد يزيد سمكه على 500 مايكرون (المتر الواحد يساوي مليون مايكرون)، والحفاظ على نسيح الكبد في حالة سليمة تمامًا لفترة لا تقل عن 40 يومًا. لكن طباعة خلايا الكبد ليست كافية. فهناك انواع متعددة من الخلايا بوظائف مختلفة في النسيج الحي، ويتعين أن تتضافر لتصنيع عضو بشري حي. تمكن الباحثون في شركة اورغانوف من جمع خلايا مختلفة لبناء شبكات دقيقة من الأوعية، أتاحت بناء نسيج سميك تتمتع خلاياه بدرجة عالية من القدرة على البقاء حية، كما أكد رينارد. وقال لمجلة كومبيوتر وورلد: "من المبكر التكهن بسعة التطبيقات الطبية التي تبشر بها هندسة الانسجة وتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد أو مدى فاعليتها". ويشكل تصنيع كبد بالطابعة ثلاثية الأبعاد اختراقًا كبيرًا في الطباعة البيولوجية وعلم الطب عمومًا، لأنه يثبت امكانية الإبقاء على الأنسجة المصنوعة بالطابعة ثلاثية الأبعاد حية فترة كافية لاختبار مفعول العقاقير الطبية أو زرعها في جسم بشري حيث يمكن أن تواصل نموها. وبحسب أرقام وزارة الصحة الاميركية، اكثر من 121 الف اميركي ينتظرون زراعة اعضاء يتبرع بها مانحون يموت منهم 18 مريضًا في كل يوم لعدم توافر هذه الأعضاء.