يصرّ الأهل على شراء أكسسوارات وألعاب تربوية تساهم في نمو أطفالهم الفكري والجسدي. ولكن هل يعلم الأهل أن توفير هذه الأكسسوارات لأطفالهم قد تكون نتيجتها على عكس ما يرجونه. إذ يؤكد اختصاصيو علم نفس الطفل أن الإفراط في استعمالها يعيق تقدم الطفل وتطوّره. وفي المقابل يعمد بعض الأهل إلى تعليم الطفل مهارات سابقة لسنه مما يؤثر سلبًا في تطوّره النفسي والفكري. ولكن كيف؟
غزو الأكسسوارات لحياةالطفل الرضيع يعيق نموه الجسدي لأكسسوارات المواليد الجدد والأطفال دون الثلاث سنوات حضور قوي. فعند الولادة يحوز الرضيع مجموعة كاملة من الأكسسوارات غير الضرورية، بل أحيانًا تكون معيقة لنموّه الجسدي والفكري.
مثلا: كيف يمكن تعليم الطفل الحركة وهو محصور في كرسيه مربوطًا بحزام الأمان أثناء انشغال الأم في الأعمال المنزلية.
أما الأكسسوارات التي تشعر الطفل بالإسترخاء المبالغ فيه، فتجعله في وضعية الجنين،
مما يعني أنه يكون مجرّد متلقٍ لا متفاعل مع العالم الخارجي الذي يحيطه.
فيما يرى أطباء الأطفال أن وضع الطفل على بساط ليّن مستلقيًا على ظهره يتعلم وحده كيف يدور ومتى يتحرك، يساهم في شكل كبير في تطوّر ذكائه ويعزّز نموه النفسي والعاطفي وكذلك نمو حركته الجسدية في شكل صحيح.
فالأطفال الذين تتاح لهم حرية الحركة هم سعداء أكثر من أقرانهم الذين حدّد تحركتهم،
لأنهم لم يواجهوا أي قيود جسدية عرقلت نموّهم.
- نعم لكرسي السيارة ولبساط مجهّز بمجموعة من النشاطات المفيدة والسهلة.
- لا للجلوس في كرسي الأمان لفترة طويلة، ولا للعربة عندما يبدأ تعلّم المشي، أو على الأقل عدم استعمالها لمسافة طويلة.
الألعاب التربوية المتعدّدة الوظائف تخنق خيال الطفل تزخر الأسواق بالألعاب
التي تهدف إلى تطوير الذكاء، ولكن غالبًا لا تكون مناسبة لقدرات الطفل،
ففيها الكثير من الوظائف المربكة، مما يثير الطفل وتحدّ من تطور مخيلته.
فإذا كثّف الأهل الاختيارات ووفّروا للطفل الكثير من مراكز الإهتمام فهم يساهمون عن غير قصد في خنق ابداعه.
فاللعبة يمكن استعمالها لشيئ غير ذلك الذي صُممت لأجله.
ومن الضروي أن يتفهم الأهل ملل الطفل من لعبته، ويأخذ ما تقع يده عليه ليلعب، مثلا يلعب بوسادة الصالون.
فكلما أعطينا الطفل ألعابًا بسيطة ساهمنا في إثارة مخيلته وبالتالي تطوره الذهني.
- نعم للتحوّل في اللعب، وجعل الطفل يفعل ما يشاء بألعابه.
- لا لمحاولات أخذ مكانه في اللعب، أما إذا توتر بسسب لعبة البازل، فيجب طمأنته وعرض المساعدة عليه، من دون فرض.
قوانين لباقة لايفهمها دائمًا يعبث بطعامه، لا يقول لو سمحت أو شكرًا، وهذا أمر سيء؟ يرى الإختصاصيون أن الطفل يحاول اختبار كل شيء حوله يريد أن يكتشف العالم المحيط به وهذا جزء من تطوره الذهني والنفسي.
وفي المقابل لا يمكن إلزام الطفل القوانين المنزلية وترسيخها في سلوكه إلا عندما يدرك الأمور حوله ويفهم معانيها ووظائفها.
فلكي يفهم أنه لا يجوز رمي ملعقة مليئة بالطعام نحو الحائط عليه أن يعرف تسمية ملعقة وحائط أولاً. وفي ما يتعلق باللباقة الإجتماعية، فهو يتعلمها بهدوء عندما يفهم بماذا تنفع! إلا إذا كان الأمر متعلقًا بقانون لا يمكن مناقشته مثلاً عدم ضرب الآخرين أو صفعهم.
والإصرار على تعليم الطفل اللباقة في شهره الثامن عشر فيه مجازفة وهي كبت نضجه، فمثلاً إجباره على إلقاء التحية ليس يعني تثقيفه وإنما يعني ترويضه. وفي المقابل إذا شرحنا له إنه يسعد الآخرين عندما نرحب بهم أو نشكرهم عندما يقوم بمجهود فهذا يغير كل شيء.
- نعم للحوار والشرح والمثال الجيد لأن الطفل يتعلم بالتقليد.
- لا للممنوعات المحظورة، لا أوافق بدل لا، وعدم إجباره، بل علينا احترام مخاوفه وشعوره بالخجل.
توقّعات الأهل غير مناسبة لسنه يتناول رضّاعته في شهره الثالث ويمسكها في شهره السادس، وينهي البازل في عمر السنة،
كلها مهارات يعلّمها الأهل الذين يرغبون في أن يكون طفلهم متقدمًا في تفكيره أو يتدبر أموره وحده.
في المقابل يرى الإختصاصيون أن تعليم الطفل أشياء غير مستعد لها بعد،
يعني ترويضه ومنعه من إثارة فضوله. وليكون الطفل واثقًا بنفسه على الأهل احترام إيقاع نموه الجسدي والنفسي.
فتخطّي المراحل يعني حرمانه من بعض الأمور التي ستنقصه لاحقًا.
شرب زجاجة الحليب بيديه، الحبو على الأربع هي مراحل غنية وخصبة ولا يمكن استعجالها.
نعم لرفيق يثير الفضول، مثلا تقديم الدعم كي يقف ويحاول المشي. لا للمسابقة والتنافس،
وإن كان الطفل يبدو لديه رغبة.
شكراعلى حسن المطالعة محمد الساري