ميدل ايست أونلاين
كربلاء (العراق) - من إبراهيم الجبوري
لم يتوقع الكربلائيون الذين يعيشون في مجتمع محافظ يوماً أن مواقع التواصل الاجتماعي ستكون منفذا جديداً للزواج بين الشباب في المدينة.
حيدر السعدي تعرّف على زوجته عن طريق الفيسبوك حينما ارسل لها طلب صداقة وافقت عليه بعد ساعات ولم تستمر هذه العلاقة الفيسبوكية أكثر من شهرين حتى انتهت بالزواج.
الطالبة أفراح حسين تقول إن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح للشباب امكانية الزواج دون معاناة أو جهود كما كانت في السابق، "إذ أن الشاب سيجد الزوجة عن طريق الانترنت دون عناء أو تكليف أحد الأقارب ليقوم مقام الخَطبة".
وتضيف لموقع "نقاش" الإلكتروني إنها تزوجت عن طريق الفيسبوك بعد تلقيها لطلب صداقة من قبل أحد زملائها في الجامعة، ثم تطورت هذه العلاقة لاحقاً حتى تكللت بالزواج، "فمواقع التواصل الأجتماعي تسمح للشباب بتجاوز حالات الأحراج والخوف والخجل والتردد بأخبار الطرف الآخر بمشاعر الحب والرغبة في الزواج".
سالم جواد يعمل موظفًا حكومياً تزوج هو الآخر عن طريق الفيسبوك، ويقول "في أحد الأيام نشرت على صفحتي رابطاً يتحدث عن الحالات والصفات التي يتحلى بها الانسان، وكان ثمة تعليقات كثيرة على الرابط، ومن خلال تلك التعليقات تعرفت على زوجتي التي أرسلت لها طلب صداقة فوافقت عليه واستمرت علاقتنا قرابة خمسة أشهر ثم تقدمت لخطبتها وتزوجنا".
فاضل المسعودي يعمل مقاول بناء تعرف على زوجته بالصدفة حينما حضرت إلى مكتبه وطلبت منه ان يقوم بتشييد منزل لها على قطعة الأرض التي تملكها، لكنه خطبها لاحقاً عن طريق الفيسبوك.
يقول فاضل "كانت امرأة محترمة وقد ترددت في مصارحتها خشية رفضها لكني تمكنت من الحصول على موقعها في الفيسبوك، وذات يوم أعلنت لها بأنني أرغب بالزواج منها ولكن من خلال الدردشة المخفية، وبعد أسبوع تقريباً حصلت على موافقتها بالزواج مني".
آراء الكربلائيين الذين تزوجوا عن طريق الفايسبوك ليست إيجابية دائماً رغم تسببه في دخولهم الاقفاص الذهبية.
حسن جمعة طالب جامعي تزوج عن طريق الفايسبوك، لكنه يصف نفسه بانه "ضحية" لتلك العلاقة الفايسبوكية، ويقول "خلال التصفح على نوافذ الفيس بوك أرسلت طلب صداقة لإحدى زميلاتي في الكلية وبعد يومين تعرضت إلى اعتداء بالضرب من قبل أشقائها بعدما اكتشفوا الأمر"، حيث أجبره الاعتداء على التقدم لخطبتها من أهلها بسبب افتضاح أمرها في الكلية والمنطقة السكنية.
ويضيف "لم أكن أرغب في الزواج وكل ما أردته هو قضاء بعض الوقت والتسلية معها أثناء سنوات الدراسة لكن النتائج كانت عكسية".
الباحث الاجتماعي عبد الكريم العامري يشجع العلاقات الفيسبوكية بين الشباب ويعتبرها أكثر نجاحاً لانها تجنب الشباب الانفعالات النفسية والارتباك أثناء البوح بالمشاعر.
ويقول إن الفيسبوك يمكِّن للشباب من خلق أجواء رومانسية وعدم أحراج الأطراف من خلال الحديث عن العلاقات والخصوصيات فالحديث عن طريق الانترنت لايؤثر على نفسية الشباب مثلما هو الحال عند المواجهة.
وأكد العامري أن بعض الشباب يقعون ضحايا بسبب التهور والانجرار والمراهقة وعدم الأدراك فيتحولون إلى لقمة سهلة لضعاف النفوس بسبب نشر بعض الصور وتسجيل ملفات صوتية لهم ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
الضابط في سلك الشرطة عبد الزهرة الحسناوي حذّر بعض الشباب من سوء استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وقال "يقوم بعض الشباب باستخدام تقنيات نقل الصوت والصورة أو نشر تعليقات أو تهديدات أو ألفاظ تتنافى مع قيمنا الأجتماعية قد يعاقب عليها القانون إذا ما تقدمت الفتاة بشكوى ضده بداعي أبتزازها أو تهديدها وأحياناً تصل العقوبة إلى تطبيق المادة الرابعة من قانون الإرهاب.
وترى عذراء الخفاجي وهي ناشطة في إحدى منظمات المجتمع المدني أن استخدام مواقع التواصل الأجتماعي لأغراض التواصل والتعارف بهدف الزواج خطوة ناجحة جداً في الوقت الحاضر، "سيما وأن معظم حالات الزواج تتم بدون أي مشكلات فهذه الظاهرة تمثل إحدى مقومات التطور العلمي والثقافي للشعوب المتقدمة المواكبة للثورة العلمية الحديثة".