قصائد وحيدة يصعب تركها تذهب
الى حسن بلاسم
مهنّد يعقوب
قصائد وحيدة
محصورة في الظلام
يصعب تركها تذهب
تتكوم فيها قناني فارغة
يلهو عندها الأطفال
ثم نافذة خلف الرجل
في أول سطر من الحكاية
تكشف عن أشياء تافهة وخشنة
تبدو بعيدة ومهملة
لكنها في الحقيقة
على راحة يدي تتمدد
أتذكرها جيداً
وليس بوسعي النسيان.
إنها حكاية يائسة ومريضة
رأيتها مراراً خارج المنام
وذلك الرجل ذو اللحية الكثيفة
والعينيين الواسعتين أعرفه جيداً
لقد قال كلمات مدماة
عن المهاجرين الأجانب
صنعها لنفسه بعناية وغريزة
بين الحدود والفواصل
وفي الطرقات الخالية والشاحنات
في غرف النوم ، في الحديقة والمنزل
وتركها لنا مكشوفة
دمها يفور في إطار
تقول ما ليس يقال في قصة.
حدث ذلك في الماضي
عندما فتح الشرطة البلغاريون
الباب الى العالم
ليرى النّاس وحيدهم الذئب
الذي فر الى الغابة.
حدث ذلك
عندما كانت تصرخ بوجهي
" شاحنة برلين "
حكايتُك التي لا يمكن
أن أصدها بالنكران.
لقد دخلتَ أخي حسن بلاسم
أنتَ معي في الإطار
وأصبحت صورتُك واضحة
وعيناك تأخذان بالإتساع أكثر
لقد رأيتُ في قلبك تلك الليلة
طفلاً وتوسلاتٍ كثيرة
كنتَ خائفاً وتريد فقط أن ترتاح
من الصراخ والدّم المتخثر
أن تتكور مثل ملابس قديمة
متروكة لحالها وتنام.